للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي. ولد الدكتور طالب في العراق، وتفوّق في دراسته الثانوية العامة، لكنه لضيق الحال اضطر لدراسة الرياضيات في جامعة بغداد بدلاً من الطب؛ ليحتل المركز الأول على دفعته عام 1983.
ومع تصاعد الظروف الصعبة في وطنه، حمل علمه ورحل نحو الشرق الأقصى، حيث واصل دراسته العليا في إندونيسيا، ومنها إلى ماليزيا، قبل أن يشدّ رحاله إلى أستراليا عام 2010، ليبدأ فصلاً جديدًا من رحلته الأكاديمية.
يقول الدكتور طالب: أستراليا جذبتني ببيئتها العلمية المنفتحة وباحترامها العميق للعلم والعلماء. هنا وجدت مكانًا يسمح لي بأن أواصل شغفي بلا حدود."
منذ التحاقه بجامعة التكنولوجيا في سيدني عام 2011، حقق الدكتور طالب إنجازات أكاديمية بارزة، نال خلالها جائزة التميّز في التعليم والدعم الأكاديمي عام 2017، بعد أن حصد قبلها جائزة أفضل محاضر في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا عام 2010. لكن ما يثير الإعجاب في مسيرته ليس فقط تفرّده في مجال الرياضيات والحوسبة العددية، بل شغفه غير المألوف بالعلوم الطبية القديمة، وبالأخص الطب الصيني التقليدي. فعلى الرغم من انشغاله الكامل بالأبحاث والتدريس، قرر العودة إلى مقاعد الدراسة مجددًا ليلتحق ببرنامج البكالوريوس في الطب الصيني في سيدني، ويبدأ في علاج المرضى ضمن تدريب عملي متقدّم.
يقول:
كنت على وشك دراسة الطب منذ تخرّجي من الثانوية، لكن القدر أخذني إلى الرياضيات. واليوم أستعيد هذا الحلم بطريقتي، عبر الطب البديل.
يرى الدكتور طالب أن العلاقة بين الرياضيات والطب ليست بعيدة كما يظن البعض، موضحًا أن الرياضيات الطبية (البيوماثماتكس) تشكّل جسرًا بين العلمين، إذ تُستخدم النماذج الرياضية في تحليل الظواهر البيولوجية والأنظمة الحيوية.
الدطتور طالب هاشم مع ابنته
ولأن شغفه بالعلم لا ينفصل عن إنسانيته، يتحدث الدكتور طالب بحميمية عن حياته العائلية مع زوجته الإندونيسية، التي تشاركه حب المعرفة وتدعمه في مسيرته المزدوجة. يقول: "من الإثنين إلى الجمعة أنا أكاديمي كامل الانشغال، لكن نهاية الأسبوع للعائلة، فهي معادلة التوازن في حياتي."ويختم حديثه بتأمل عميق عن تجربة الهجرة والدراسة في أستراليا، قائلاً:
العمر هنا مجرد رقم. في قاعات الدراسة ترى طلابًا في السبعين والثمانين من عمرهم يطلبون العلم بحماسة الشباب. هذه الروح هي ما يجعل أستراليا وطنًا حقيقيًا للعلم.
من بغداد إلى سيدني، ظلّ الدكتور طالب هاشم وفيًّا لرسالته الأكاديمية، يبرهن أن الرياضيات ليست مجرد رموز جامدة، بل لغة لفهم الكون والحياة، وأن شغف العلم لا تحدّه الجغرافيا ولا يقيّده العمر. استمعوا لرحلة الأكاديمي الشغوف بالعلم الدكتور طالب هاشم وتفاصيل أعمق عن الطب التكميلي وعلاقته بالطب الشعبي العربي والصيني، بالضغط على زر الصوت في الأعلى.