مشوار إلى تشاينا تاون.. من قلب ملبورن خطوة واحدة تنقلك إلى الصين

Chinatown in Sydney

Chinatown in Sydney Credit: City of Sydney

في قلب مدينة ملبورن الحديثة، وعند ملتقى الأبراج الزجاجية وطرق الترام المزدحمة، يقع شارع ضيّق يحمل بين جدرانه أكثر من قرن ونصف من الحكايات. إنه الحيّ الصيني Chinatown Melbourne، الذي لا يُعد مجرد وجهة سياحية، بل شاهِد حيّ على واحدة من أهم فصول الهجرة والعمل في أستراليا.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على الرابط التالي.

بدأت القصة في خمسينيات القرن التاسع عشر، حين اجتذبت “حمّى الذهب” في ولاية فيكتوريا آلاف العمال من مختلف أنحاء العالم، من بينهم المهاجرون الصينيون الذين استقرّوا في ملبورن بعد أن مرّوا بها في طريقهم إلى المناجم.
ومع مرور السنوات، تحوّل المخيم الصغير إلى حيّ متكامل نابض بالحياة، وأصبح أقدم حيّ صيني متواصل الوجود في نصف الكرة الجنوبي، وأحد أقدم التجمعات الصينية خارج آسيا.

تُزيّن أقواس Paifang الحمراء مدخل الحيّ، فيما تتدلى الفوانيس الصينية التقليدية على طول شارع Little Bourke Street، بين Swanston Street وSpring Street.

عند السير هناك، تتبدّل الروائح والأصوات عند كل زاوية: مطاعم تقدم أطباق dumplings الساخنة، ومطابخ تعرض Peking duck المقرمش، ومقاهٍ عصرية تقدم Bubble Tea بنكهات مبتكرة، بينما تفوح روائح الزنجبيل والثوم والتوابل الصينية من المحال القديمة التي تبيع الأعشاب والشاي وقطع ginseng النادرة.
Adelaide Chinatown
Credit: Wikimedia/GNU Free Documentation Licenses
لكن الحيّ ليس فقط وجهة لعشاق المأكولات، بل هو أيضًا مركز ثقافيّ يوثّق قصة مجتمع كامل. في منتصف الشارع يقع Museum of Chinese Australian History، الذي يعرض تاريخ المهاجرين الصينيين في أستراليا من خلال المجسّمات والأدوات القديمة، ويضم التنين الحريري العملاق المعروف باسم Millennium Dragon، الذي يخرج كل عام في موكب رأس السنة القمرية ليُضيء شوارع ملبورن بالألوان والاحتفالات.

وفي موسم رأس السنة الصينية، يتحوّل الحيّ إلى كرنفال ضخم من الأضواء والموسيقى والبهجة. التنانين تتمايل بين المطاعم والمتاجر، والطبول تُدوّي بإيقاعٍ صاخب، والفوانيس الحمراء تملأ السماء كأنها نجومٌ تحتفل بالحياة. هذا المهرجان يُعتبر من أكبر الاحتفالات الصينية خارج آسيا، ويجذب عشرات الآلاف من الزوار من سكان المدينة والسياح على حدّ سواء.
بعيدًا عن الضوضاء، يمكن للزائر أن يكتشف الأزقة الصغيرة خلف الشارع الرئيسي، حيث توجد المتاجر القديمة والمخابز التقليدية ومعابد صغيرة مثل Heavenly Queen Temple، التي يزورُها الناس لإشعال البخور وتقديم الصلوات. هذه التفاصيل الصغيرة تمنح الحيّ طابعه الروحي والحميمي، وتجعله أكثر من مجرد موقع سياحي.

اليوم، يُعدّ الحيّ الصيني أحد رموز ملبورن الثقافية الكبرى، وموقعًا مدرجًا ضمن تراث المدينة الرسمي. تقام فيه مهرجانات، وجولات للطعام، وفعاليات تعليمية للمدارس، ما يجعله وجهة لا غنى عنها لكل من يرغب في اكتشاف الوجه الحقيقي للمدينة.
الوصول إليه سهل للغاية، فهو يقع في قلب منطقة الأعمال المركزية، ويمكن الوصول إليه سيرًا على الأقدام أو عبر الترام المجاني الذي يمر بمحطة Bourke Street Mall. لكن التجربة لا تكتمل إلا في المساء، حين تتلألأ الفوانيس الحمراء فوق الرؤوس، وتختلط روائح الطعام بأنغام الموسيقى، فيتحوّل الحي إلى لوحة حية من الألوان والحكايات.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغط على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك SBSArabic24 ومنصة X وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على يوتيوب لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

spk_0

في قلب مدينة ملبورن بين الأبراج الحديثة وصوت الترام الذي ينساب مع صخب المدينة. يمتد شارع ضيق لا يتجاوز عرضه أمتارا قليلة، لكنه يحمل تاريخا يمتد لأكثر من قرن ونصف.

spk_0

هنا بين الأقواس الحمراء والفوانيس المتدلية تنبض قصة مجتمع كامل قصة الحي الصيني.

spk_0

مشوار جديد معي أنا ريان برهوم إلى تشاينا تاون الحي الذي لا يشبه أي مكان آخر في أستراليا.

spk_0

تبدأ الحكاية في خمسينيات القرن التاسع عشر مع اندلاع حمى الذهب في ولاية فيكتوريا.

spk_0

كان آلاف العمال الصينيين يشقون طريقهم نحو مناجم بنديغو وبرات بحثا عن الثروة، فمروا بمدينة ملبورن وأقاموا فيها مخيمات مؤقتة. لكن هذه المخيمات تحولت مع الوقت إلى منازل ثم متاجر ثم شوارع كاملة. وهكذا ولد الحي الصيني الأول في نصف الكرة الجنوبي.

spk_0

في البداية لم يكن الطريق سهلا، فالمهاجرون الصينيون واجهوا صعوبات كثيرة من التمييز الاجتماعي إلى قوانين الهجرة التي قيدت دخولهم إلى أستراليا مع بداية القرن العشرين، ورغم ذلك تمسكوا بجذورهم وبنوا حياة جديدة مطلقين من قلب ملبورن إشعاعا ثقافيا استمر حتى اليوم.

spk_0

الحي يمتد اليوم على طول لتلبك ستريت بين سوانسون ستريت وسبرينغ ستريت، ولا يزال يحتفظ بطابعه التاريخي الأصيل.

spk_0

عندما تسير هناك ستسمع مزيجا من اللغات والجات الصينية، الكندونية والإنجليزية وغيرها تحت الأقواس التقليدية المعروفة باسم بايف غيتس، تتدلى الفوانيس الحمراء التي تضيء ليل المدينة بألوان دافئة تشبه ذكريات لا تنطفئ.

spk_0

ولأن الطعام هو قلب أي ثقافة، فإن الحي الصيني يعتبر جنة لعشاق المأكولات الآسيوية. هنا يمكنك تذوق أشهر الأطباق الصينية مثل الدمبلغز وبيكينغ دك أو الاستمتاع بفنجان بابلتي في المقاهي الحديثة التي أصبحت جزءا من حياة المدينة اليومية.

spk_0

الروائح تتبدل عند كل زاوية من حساء الرامن الياباني إلى دجاج سيزلينغ هوت بوت إلى نكهات الزنجبيل والثوم التي تعلن عن نفسها قبل أن تراها.

spk_0

لكن الحي ليس فقط مكانا للطعام، بل هو أيضا مركز ثقافي حي في منتصف الشارع يقع ميزيوم أو تشاينيز أستراليانستوري، وهو مبنى مكون من خمسة طوابق يوثق رحلة المهاجرين الصينيين إلى أستراليا، فيه مجسمات تروي.

spk_0

التنقيب عن الذهب وأدوات استخدمت في القرن التاسع عشر، إضافة إلى التنين الضخم المصنوع من الحرير المعروف باسم مينيوم دراغون، أطول تنين احتفالي في العالم يمتد لأكثر من مئة متر، ويخرج كل عام في موكب رأس السنة الصينية.

spk_0

في موسم رأس السنة الصينية، يتحول الحي إلى كرنفال ضخم. أصوات الطبول تملأ الشوارع والتنانين تتمايل برشاقة بين المتاجر والمطاعم والفوانيس الحمراء تضيء السماء كنجوم تحتفل بالحياة. هذا المهرجان يعد من أكبر الاحتفالات الصينية خارج آسيا.

spk_0

ويجذب أكثر من مائة ألف زائر سنويا من سكان المدينة والسياح من حول العالم. أما من يبحث عن لحظات هادئة، فيمكنه التوغل في الأزقة الصغيرة خلف الشارع الرئيسي، حيث تنتشر المحال القديمة متاجر الأعشاب التقليدية التي تبيع الشاي الصيني، أو محال صغيرة تصنع الحلوى يدويا أمام الزبائن.

spk_0

وهناك أيضا معابد صغيرة مثل هيفنلي كوين تمبل، حيث يزور السكان المكان لإشعال البخور وتقديم الصلوات. ورغم أن الحي لم يتجاوز بضع شوارع، إلا أنه اليوم يعتبر أحد رموز ملبورن الثقافية.

spk_0

الكبرى وموقعا مدرجا ضمن تراث المدينة الرسمي، تنظم فيه مهرجانات وجولات طعام وفعاليات تعليمية للمدارس، ما جعله وجهة لا غنى عنها لأي زائر يريد أن يرى روح ملبورن الحقيقية.

spk_0

الوصول إلى الحي الصيني سهل جدا، فهو يقع في قلب منطقة التجارية، ويمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام أو عبر الترام المجاني الذي يمر بمحطة بك ستريت مول. أما الزيارة مفتوحة على مدار الأسبوع.

spk_0

وتزداد حيوية في المساء حين تتلألأ الفوانيس وتبدأ حياة الليل الصينية الأسترالية المميزة. ففي الليل حين تخف أضواء المدينة وتبقى الفوانيس الحمراء وحدها تنبض فوق الرؤوس، يتحول الحي إلى عالم آخر.

spk_0

الروائح تختلط بالأنغام، والشارع يهمس بلغات كثيرة من نافذة مطعم صغير ترى طاهيا يسكب الحساء في وعاء بخاري وخارجا من بوابة بايفنغ تسمع شابا يعزف على آلة تقليدية قديمة.

spk_0

مشوار إلى تشاينا تاون الحي الصيني في ملبورن رحلة تأخذك إلى قرن ونصف من التاريخ وإلى نكهة باقية في الذاكرة والقلوب.

END OF TRANSCRIPT

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand