
مشوار إلى تشاينا تاون.. من قلب ملبورن خطوة واحدة تنقلك إلى الصين

Chinatown in Sydney Credit: City of Sydney
في قلب مدينة ملبورن الحديثة، وعند ملتقى الأبراج الزجاجية وطرق الترام المزدحمة، يقع شارع ضيّق يحمل بين جدرانه أكثر من قرن ونصف من الحكايات. إنه الحيّ الصيني Chinatown Melbourne، الذي لا يُعد مجرد وجهة سياحية، بل شاهِد حيّ على واحدة من أهم فصول الهجرة والعمل في أستراليا.

spk_0
في قلب مدينة ملبورن بين الأبراج الحديثة وصوت الترام الذي ينساب مع صخب المدينة. يمتد شارع ضيق لا يتجاوز عرضه أمتارا قليلة، لكنه يحمل تاريخا يمتد لأكثر من قرن ونصف.
spk_0
هنا بين الأقواس الحمراء والفوانيس المتدلية تنبض قصة مجتمع كامل قصة الحي الصيني.
spk_0
مشوار جديد معي أنا ريان برهوم إلى تشاينا تاون الحي الذي لا يشبه أي مكان آخر في أستراليا.
spk_0
تبدأ الحكاية في خمسينيات القرن التاسع عشر مع اندلاع حمى الذهب في ولاية فيكتوريا.
spk_0
كان آلاف العمال الصينيين يشقون طريقهم نحو مناجم بنديغو وبرات بحثا عن الثروة، فمروا بمدينة ملبورن وأقاموا فيها مخيمات مؤقتة. لكن هذه المخيمات تحولت مع الوقت إلى منازل ثم متاجر ثم شوارع كاملة. وهكذا ولد الحي الصيني الأول في نصف الكرة الجنوبي.
spk_0
في البداية لم يكن الطريق سهلا، فالمهاجرون الصينيون واجهوا صعوبات كثيرة من التمييز الاجتماعي إلى قوانين الهجرة التي قيدت دخولهم إلى أستراليا مع بداية القرن العشرين، ورغم ذلك تمسكوا بجذورهم وبنوا حياة جديدة مطلقين من قلب ملبورن إشعاعا ثقافيا استمر حتى اليوم.
spk_0
الحي يمتد اليوم على طول لتلبك ستريت بين سوانسون ستريت وسبرينغ ستريت، ولا يزال يحتفظ بطابعه التاريخي الأصيل.
spk_0
عندما تسير هناك ستسمع مزيجا من اللغات والجات الصينية، الكندونية والإنجليزية وغيرها تحت الأقواس التقليدية المعروفة باسم بايف غيتس، تتدلى الفوانيس الحمراء التي تضيء ليل المدينة بألوان دافئة تشبه ذكريات لا تنطفئ.
spk_0
ولأن الطعام هو قلب أي ثقافة، فإن الحي الصيني يعتبر جنة لعشاق المأكولات الآسيوية. هنا يمكنك تذوق أشهر الأطباق الصينية مثل الدمبلغز وبيكينغ دك أو الاستمتاع بفنجان بابلتي في المقاهي الحديثة التي أصبحت جزءا من حياة المدينة اليومية.
spk_0
الروائح تتبدل عند كل زاوية من حساء الرامن الياباني إلى دجاج سيزلينغ هوت بوت إلى نكهات الزنجبيل والثوم التي تعلن عن نفسها قبل أن تراها.
spk_0
لكن الحي ليس فقط مكانا للطعام، بل هو أيضا مركز ثقافي حي في منتصف الشارع يقع ميزيوم أو تشاينيز أستراليانستوري، وهو مبنى مكون من خمسة طوابق يوثق رحلة المهاجرين الصينيين إلى أستراليا، فيه مجسمات تروي.
spk_0
التنقيب عن الذهب وأدوات استخدمت في القرن التاسع عشر، إضافة إلى التنين الضخم المصنوع من الحرير المعروف باسم مينيوم دراغون، أطول تنين احتفالي في العالم يمتد لأكثر من مئة متر، ويخرج كل عام في موكب رأس السنة الصينية.
spk_0
في موسم رأس السنة الصينية، يتحول الحي إلى كرنفال ضخم. أصوات الطبول تملأ الشوارع والتنانين تتمايل برشاقة بين المتاجر والمطاعم والفوانيس الحمراء تضيء السماء كنجوم تحتفل بالحياة. هذا المهرجان يعد من أكبر الاحتفالات الصينية خارج آسيا.
spk_0
ويجذب أكثر من مائة ألف زائر سنويا من سكان المدينة والسياح من حول العالم. أما من يبحث عن لحظات هادئة، فيمكنه التوغل في الأزقة الصغيرة خلف الشارع الرئيسي، حيث تنتشر المحال القديمة متاجر الأعشاب التقليدية التي تبيع الشاي الصيني، أو محال صغيرة تصنع الحلوى يدويا أمام الزبائن.
spk_0
وهناك أيضا معابد صغيرة مثل هيفنلي كوين تمبل، حيث يزور السكان المكان لإشعال البخور وتقديم الصلوات. ورغم أن الحي لم يتجاوز بضع شوارع، إلا أنه اليوم يعتبر أحد رموز ملبورن الثقافية.
spk_0
الكبرى وموقعا مدرجا ضمن تراث المدينة الرسمي، تنظم فيه مهرجانات وجولات طعام وفعاليات تعليمية للمدارس، ما جعله وجهة لا غنى عنها لأي زائر يريد أن يرى روح ملبورن الحقيقية.
spk_0
الوصول إلى الحي الصيني سهل جدا، فهو يقع في قلب منطقة التجارية، ويمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام أو عبر الترام المجاني الذي يمر بمحطة بك ستريت مول. أما الزيارة مفتوحة على مدار الأسبوع.
spk_0
وتزداد حيوية في المساء حين تتلألأ الفوانيس وتبدأ حياة الليل الصينية الأسترالية المميزة. ففي الليل حين تخف أضواء المدينة وتبقى الفوانيس الحمراء وحدها تنبض فوق الرؤوس، يتحول الحي إلى عالم آخر.
spk_0
الروائح تختلط بالأنغام، والشارع يهمس بلغات كثيرة من نافذة مطعم صغير ترى طاهيا يسكب الحساء في وعاء بخاري وخارجا من بوابة بايفنغ تسمع شابا يعزف على آلة تقليدية قديمة.
spk_0
مشوار إلى تشاينا تاون الحي الصيني في ملبورن رحلة تأخذك إلى قرن ونصف من التاريخ وإلى نكهة باقية في الذاكرة والقلوب.












