تعود بدايات Port Arthur إلى عام 1830، عندما وصلت أولى البعثات البريطانية لإنشاء محطة لقطع الأخشاب في خليج Mason Cove.
لكن الموقع سرعان ما تحوّل إلى واحدة من أهم المستعمرات العقابية في الإمبراطورية، نظرًا لعزلته الطبيعية ومحاصرته بالمياه الباردة والغابات الكثيفة.
أُنشئت في المنطقة ورش للصناعات الثقيلة، ومستشفى، ومطبخ جماعي، ومدرسة، إضافة إلى السجن المركزي الذي أصبح لاحقًا رمزًا لتاريخ الموقع.
نظام السجن الصامت.. تجربة عقابية مختلفة
من أكثر المباني لفتًا للانتباه هو Separate Prison، الذي اعتمد نظامًا عقابيًا يقوم على العزل التام.
كان السجناء يُمنعون من الكلام أو الاختلاط، ويؤدون صلواتهم وحدهم، وحتى انتقالاتهم تتم بوجوه مغطاة.

Credit: by Port Arthur
الهروب الأشهر.. Martin Cash والليلة الأخيرة
تعبّر قصص Port Arthur عن محاولات متواصلة لاستعادة الحرية، رغم استحالة الهرب من شبه الجزيرة الضيقة المحاطة بالمياه.
وتبقى قصة السجين الأيرلندي Martin Cash هي الأشهر على الإطلاق؛ فقد تمكّن عام 1842 من اجتياز منطقة Eaglehawk Neck المحروسة بالكلاب والحرس، عبر السير في المياه الضحلة والانطلاق ليلًا وسط الغابات.

Convict railway, Port Arthur, Tasmania, 1830 Date: 1830 Credit: NATIONAL ARCHIVES
الطبيعة الخلابة.. جزءًا من العقوبة
رغم القسوة التي ارتبطت بتاريخ المكان، إلا أن الطبيعة حول Port Arthur مدهشة بجمالها:
غابات كثيفة، خلجان واسعة، ومياه باردة يتغيّر لونها مع حركة الشمس.
هذا الجمال كان ذات يوم عنصرًا في نظام العقاب، إذ كانت الجغرافيا نفسها تمنع أي محاولة هروب.
يضم الموقع اليوم مساحة تذكارية هادئة لتخليد ذكرى حادثة عام 1996، التي شكّلت نقطة تحوّل في المجتمع الأسترالي وأدت إلى تغييرات واسعة في قوانين السلاح.
الحديقة تستقبل الزوار بهدوء، دون تفاصيل، وبروح من التأمل والاحترام.
Port Arthur اليوم.. موقع تراث عالمي
في الوقت الحاضر، أصبح Port Arthur واحدًا من أهم المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي ضمن مجموعة مواقع السجناء الأسترالية.
يستقطب مئات الآلاف من الزوار سنويًا، ويوفر جولات صوتية وليلية ورحلات بالقوارب تكشف تفاصيل المكان من زوايا مختلفة.
إنه موقع يعيش على توازن دقيق بين الحفاظ على التاريخ، وتقديم تجربة تعليمية وسياحية فريدة.





