تسبب فيروس كورونا في اتخاذ الأطباء في أستراليا لإجراءات استثنائية، أصبحت زيارة عيادات الأطباء المتخصصين صعبة، فالعيادات تتخوف من قدوم مريض يحمل معه فيروس كورونا، ويؤدي لنشر العدوى وإغلاق العيادة.
وبالتالي لجأ كثير من الأطباء المتخصصين لتقديم الرعاية الصحية عن بعد: إما عن طريق المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو.
في أستراليا، تواصل أكثر من ثلاث ملايين شخص مع أطبائهم عن بعد في شهر إبريل من هذا العام طبقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأسترالي.
النقاط الرئيسية
- تزايد الإقبال على استخدام وسائل الرعاية الصحية عن بعد.
- تعتبر الخدمة جيدة لمن لا يحتاجون فحصا سريرياً
- توفر الخدمة وقت المرضى لكن هناك مخاوف من الخصوصية.
ترى د. سناء بريش، الطبيبة والممارسة العامة، نحو 15 ألف مريض سنوياً في عيادتها في سيدني، وتؤكد د. بريش إن التحول لتقديم الرعاية الصحية عن بعد، أو ما يسمى بـ Telehealth، يفيد شرائح عديدة من المرضى خاصة في ظل انتشار الوباء: "صعب على المسنين القدوم للعيادة، كما أنهم لا يحبون القدوم، يخافون على صحتهم، يتصلون بي عن طريق الـ Facetime، أشاهد ما هي المشكلة، ثم أرسل لهم الروشتة عن طريق البريد الإلكتروني للصيدلية، (التجربة) ليست مثل اللقاء وجهاً لوجه لكنها أفضل من لا شيء."
لكن بعض المرضى المعتادين على رؤية الطبيب وجها لوجه غير مقتنعين بتلقي الرعاية الصحية عن بعد (Telehealth).
تعاني عادلة أبو شنب، الأسترالية من أصل عراقي، من تباطؤ عمل الغدة الدرقية، الأمر الذي أدى لزيادة وزنها، وبالتالي طلبت رؤية خبيرة في التغذية لخسارة بعض الكيلوجرامات، وحددت لها الخبيرة الموعد عن طريق الهاتف، وبعد إجراء المكالمة تقول عادلة: "للأسف شعرت بعدم الإطمئنان خلال المحادثة."
تود عادلة خسارة الوزن من بعض الأماكن مثل البطن والأرداف، وبسبب طبيعة المكالمة الصوتية، لا تحس عادلة أن الطبيبة استوعبت المشكلة وأعطتها حلولاً مناسبة، وتصر على تفضيل اللقاء في العيادة: "وجها لوجه، أحس بالراحة، أحس أن الطبيب مهتم بي من طريقة كلامه، من طريقة الحديث والنقاش."
وتؤكد عادلة أنها لن تستخدم الـ Telehealth في المستقبل حتى يُسمح لها بالذهاب للعيادة.
من واقع خبرة د. بريش نظام الـ Telehealth لا يصلح لجميع الحالات، فالمرضى لا يمتلكون مقياساً للحرارة أو جهازاً لقياس الضغط، وحتى عند امتلاكهم لبعض الأدوات الطبية فكاميرات الهاتف لا يمكن أن تُقارَن بعين الطبيب المدربة: "إذا أراد مريض أن يريني صورة طفح جلدي على جسمه، (الصورة) تختلف كثيراً عن الحقيقة، لون البشرة سيختلف بالتصوير، شكل الطفح سيظهر بشكل مختلف، لن أتمكن من تحديد ما إذا كان طفح رذاذي أم متواصل عن طريق التليفون، هناك عوائق لن تتمكن من إظهار الصورة بشكل كامل."
عانى محمد مصطفى، المهاجر المصري المقيم بسيدني، من ألم مبرح في الرقبة، وعندما اتصل لتحديد موعد مع متخصص، حُدّد له الموعد على الهاتف.
يقول محمد إنه أثناء المكالمة سأله الطبيب عدة أسئلة لمعرفة ما إذا كانت مشكلة في العضلات أو الأعصاب، لكن في النهاية حدد له موعد للقدوم للعيادة: "كشف عليّ، ونظر في ما إذا كانت المشكلة في العضلات أو الأعصاب (..) كانت أسئلته أكثر بعدما عاين المشكلة وتوسع في النقاش معي."
في مجمل الأمر رأى محمد أن تجربة الـ Telehealth كانت مفيدة، خاصة في ظل الخوف من عدوى كورونا: "الطريقة تقلل من عدد الأشخاص في العيادة، وهو أمر جيد لمنع انتقال العدوى."
كما أن محمد لا يحتاج للذهاب في حالات المتابعة الدورية، ففي تجربة محمد يُجري الطبيب المتابعة الدورية على الهاتف، ثم يرسل الروشتة للصيدلية القريبة من المنزل.
تؤكد د.بريش على أن فترة الإنتظار تقل كثيراً في نظام الـ Telehealth عنها في العيادة، فهي تتصل بالمريض عندما تكون متفرغة له، وأثناء ذلك يكمل المريض أنشطته بشكل طبيعي.
لكن الطبيبة المخضرمة تشير لقضية خصوصية بيانات المريض أثناء الـمحادثة على الهاتف، فالمكالمة لا تتوفر بها خصوصية عيادة الكشف المغلقة على الطبيب والمريض، ولذلك تنصح المرضى بتبادل المعلومات بشكل شفهي غير مكتوب، وتشدد د. بريش على ألا يرسل لها المرضى صوراً تكشف عن شخصيتهم خلال المحادثة.




