بحسب تقارير من كبرى البنوك الأربع في أستراليا، يُرجّح أن يتم خفض الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية لتستقر عند 3.6%. وإذا صحت التوقعات المتفائلة السائدة في الأسواق المالية، فقد نشهد خفضًا إضافيًا في شهري أغسطس ونوفمبر، ما قد يدفع بسعر الفائدة إلى 3.1%، وهو أدنى مستوى لها منذ نحو عامين.
لكن ورغم هذه التحركات، فإن تأثيرها على الاقتصاد لا يزال محدودًا. فقد أظهرت بيانات مكتب الإحصاء أن معدلات الإنفاق الاستهلاكي ما تزال راكدة، في وقت يفضل فيه المستهلكون التريث بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وتآكل المدخرات، واستمرار فجوة الرواتب بين الجنسين.
ولتحليل هذا المشهد، نستضيف اليوم رئيس غرفة التجارة العربية الأسترالية، رولاند جبور، الذي علّق على التطورات الاقتصادية قائلًا: "خفض الفائدة اليوم سيمثل خطوة إيجابية، لكنه يحمل تأثيرًا نفسيًا أكثر من كونه جذريًا على حركة الاقتصاد. فالنمو في الناتج المحلي الإجمالي لا يتجاوز 1%."
وأشار جبور إلى أن هناك حالة انكماش واضحة في الإنفاق، مضيفًا: "لدينا فجوة بين الدخل والتضخم الذي طال معظم السلع، والناس يتصرفون بتحفظ في الإنفاق، وهناك مشكلة إضافية تتمثل في عدم وضوح الرؤية الاقتصادية على المدى القريب."
وعن انعكاس الأسواق العالمية على الواقع المحلي، قال: "الوضع في الصين مقلق، خاصة أن اقتصادها كان ينمو سابقًا بمعدلات تصل إلى 10%. تباطؤ الصين يؤثر سلبًا على السوق الأسترالية."
أما فيما يخص سوق العقارات، فرأى جبور أن خفض الفائدة قد يأتي بنتائج متباينة: "خفض الفائدة سيف ذو حدين. إذا بلغ السعر 3% بنهاية العام، كما تشير بعض التوقعات، فإننا سنشهد ارتفاعًا في أسعار العقارات، مما قد يخلق نوعًا من التضخم المرتبط بالفجوة بين الدخل المتوسط وقيمة العقار."
وعن فعالية السياسات الحالية، شدد جبور على أن "كل إجراءات الحكومة الحالية تُعد ترقيعية، وتُجنب مواجهة المشكلات الاقتصادية الحقيقية. الحل لا يكمن فقط في السياسة النقدية، بل يتطلب أيضًا تفعيل السياسات المالية."
واقترح جبور حلولًا أكثر استراتيجية: "نحن بحاجة لضخ أموال في مشاريع البنية التحتية لتسريع وتيرة الاستثمار، ما سينعكس إيجابًا على سوق الوظائف ويمنح الاقتصاد دفعة حقيقية نحو التعافي."
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.