أعرب النائب العمالي إد هوزيك عن صوابيّة توجه استراليا نحو مسار الاعتراف بفلسطين داعيًا حزب العمال إلى تسريع اعترافه بدولة فلسطينية، قائلّا:
هناك شعور عميق داخل الكتلة البرلمانية حول صواب الاعتراف بفلسطين. أنا أتحدث عن أمور أؤمن بها إيمانًا راسخًا وعميقًا
يقول هوزيك إن رئيس الوزراء يواجه ضغوطًا متزايدة من كتلة حزب العمال بشأن هذه القضية ويحثّه على الاستفادة من الزخم الدولي.
وفيما انضمت البرتغال الى قائمة الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين أمام الأمم المتحدة، التزمت فرنسا بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، بينما تهدد المملكة المتحدة الآن باتباع نفس النهج ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الحرب.
تحدث رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي مع رئيس الوزراء البريطاني مؤكدًا عزمه على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، ولكن فقط بعد استيفاء عدة شروط مسبقة، بما في ذلك نزع سلاح حماس موضحًا:
لا يتعلق الأمر بالجدول الزمني. ليس هذا ما نبحثه. ما نبحثه هو الظروف التي ستعزز هذا الاعتراف والهدف إقامة الدولتين
هذا وسبق وأصدرت الحكومة بيانًا مشتركًا مع 14 دولة، من بينها أيسلندا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، اعترفت بالفعل بدولة فلسطين مُسلّطةً الضوء على التعليقات الأخيرة الصادرة عن السلطة الفلسطينية التي قبلت مبدأ الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
كما دعا البيان الدول الأخرى إلى التعبير عن استعدادها أو اهتمامها الإيجابي بالاعتراف بدولة فلسطين كخطوة نحو حل الدولتين.
بدوره انتقد السيناتور ديفيد شوبريدج، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر، عدم اتخاذ أي إجراء قائلًا:
"هذا بيان يكاد يكون فارغًا من المعنى، ولا يبدو أنه يُقرّب موقف أستراليا خطوةً واحدةً نحو الاعتراف بفلسطين. ومرة أخرى، يرى الكثيرون أن هذا يُشتت الانتباه عن العمل الجاد المطلوب الآن"،
يجب ممارسة كل الضغوط على إسرائيل لإنهاء القصف، ووقف القتل، وإنهاء التجويع الجماعي لشعب غزة، وتصريحات كهذه لن تُقرّبنا من الهدف النهائي المتمثل في فلسطين حرة
يدعو الحكومة إلى مُضاهاة العقوبات المفروضة على إسرائيل بتلك المفروضة حاليًا على روسيا، والتي تشمل عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على الحكومة، وقيودًا على التجارة.
كما دعا إد هوسيك، عضو مجلس الشيوخ عن حزب العمال، رئيس الوزراء إلى إعادة النظر في نظام العقوبات قائلًا:
"لطالما قلت إنني أعتقد أننا بحاجة إلى فرض عقوبات والعمل مع الدول الأخرى في هذا الشأن."
ويقول مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان بن سول إن على الحكومة أن تسعى إلى تحقيق الاتساق.
"يجب على أستراليا أن تكون متسقة في فرض عقوباتها على الدول التي تنتهك القانون الدولي بشكل خطير. لقد فرضنا عقوبات على روسيا لضمها أجزاءً من أوكرانيا بشكل غير قانوني، وادعائها أنها تابعة لروسيا، وعلينا أن نفعل الشيء نفسه مع إسرائيل."
لكن رئيس الوزراء يقول إنه لا أحد يدعو إلى فرض عقوبات:
ما لم نفعله هو استخدام الشعارات، وما نهدف إليه هو العمل الجاد، وليس الشعارات. كما تعلمون، هذه قضية حقيقية
وتابع موضحًا:
"بصراحة، كما تعلمون، تمامًا كما فعل من تسببوا في إغلاق مكتبي مجددًا يوم الجمعة الماضي بإلقاء بالونات مليئة بزيت السمك وغيره في أحد المكاتب، هذا يعني أن موظفيّ اضطروا إلى تركه، والتكلفة الباهظة على الكومنولث تعني عدم قدرة أيٍّ من دوائره على الحصول على الخدمة، وهذا لا يُسهم في تقدمه"،
"نحن لا نرسل أسلحة إلى إسرائيل. لا نفعل. لدينا وزراء خاضعون للعقوبات في حكومة ديمقراطية. في حكومة ديمقراطية. نظام بوتين ليس حكومة ديمقراطية، إنه نظام استبدادي".
في الأسبوع الماضي، قال إن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بشكل واضح بتقييدها شحنات الغذاء.
واليوم، يُحذّر من أن تصرفات إسرائيل تُضرّ بمكانتها على الساحة الدولية.
"تشهد إسرائيل بشكل متزايد احتجاجات من الناس على هذه التصرفات، ويجب على من يُحبّ إسرائيل أن يُدرك أن ما تفعله يفقد الدعم. وهذا ما يحدث."
هذا ويدعم المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين النهج التدريجي قائلًا:
"لا أعتقد أن أستراليا ستنضم إلى فرنسا والمملكة المتحدة. أعتقد أن ذلك يعود إلى قول رئيس الوزراء، بعقلانية، إننا بحاجة إلى رؤية حكومة مستقرة تسيطر على المناطق الفلسطينية قبل أن نتمكن من الاعتراف بدولة فلسطينية."
بدورها تنفي إسرائيل وجود مجاعة في غزة، حيث كرر نائب رئيس البعثة الإسرائيلية هذا الادعاء في وقت سابق من هذا الأسبوع ما اعتبره ألبانيزي ادعاءً "يتجاوز المنطق".
صرح مصدر حكومي لشبكة إس بي إس نيوز بأنه تم استدعاء دبلوماسيين إسرائيليين كبار إلى وزارة الخارجية، لتوضيح موقف أستراليا لهم شخصيًا.
صرحت زعيمة الحزب الأحراري، سوزان لي، أمس بأنها شعرت بالانزعاج من الصور الملتقطة من أرض الواقع في غزة، لكنها لم تُجب بشكل مباشر عما إذا كانت تعتقد أن هناك مجاعة في غزة، أو ما إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة.
صرح السيناتور الأحراري جيمس باترسون لشبكة إيه بي سي بأن ما يحدث في غزة واضح.
"حسنًا، هناك أدلة واضحة جدًا على معاناة الناس في غزة. الصور واضحة جدًا. حماس تستغل هذا الوضع وتستغله. أعتقد أنه لا شك في ذلك، ولكن من الواضح جدًا أن هناك معاناة حقيقية تحدث".
يحثّ وزير الدفاع في حكومة الظل، أنجوس تايلور، على الاعتراف بإسرائيل في نهاية عملية السلام.
"حسنًا، نحن قلقون من أنه يضع العربة أمام الحصان. نحتاج إلى اتفاق سلام، ونحتاج إلى إطلاق سراح الرهائن، ونحتاج إلى تفكيك حماس. حماس لا يمكن أن تكون جزءًا من دولة فلسطينية."
المزيد حول الموقف الأسترالي من الاعتراف بفلسطين في الملف الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.