تسعى السلطات المصرية لوقف عملية بيع تمثال فرعوني لرأس الملك توت عنخ آمون في صالة مزادات كريستيز الشهيرة في لندن. الرأس لا يزيد ارتفاعه عن 28.5 سنتيميتر، مصنوع من حجر الكوارتز ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام. وتأمل صالة كريستيز أن تبلغ قيمته أكثر من خمسة ملايين دولار في المزاد الذي سيُقام في الرابع من يوليو تموز المقبل.
من جانبها، وجهت السفارة المصرية في لندن خطابات إلى الخارجية البريطانية وصالة المزادات طالبت فيها بوقف عملية البيع فورا والتحفظ على رأس التمثال وإعادته إلى مصر. كما وجهت وزارة الآثار خطابا إلى اليونيسكو تطلب فيه وقف البيع والحصول على أوراق الملكية الخاصة بالتمثال. ويعتقد خبراء أن التمثال ربما يكون قد نُهب من المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك في صعيد مصر.
لكن صالة المزادات رفضت الادعاءات بأن البيع غير قانوني. وقالت في بيان صحفي إن الرأس تم شراؤه بشكل قانوني عام 1985. وأكدت الدار أنها لا تعرض أي قطع نادرة أو أثرية عليها شبهات بخصوص طريقة خروجها من البلد الأصلي أو ملكيتها. وكانت السلطات المصرية قد نجحت في استعادة قطعة حجر فرعوني عليها ختم الملك أمنحتب الأول قبل بيعها في لندن أيضا مطلع العام الجاري. وقالت وزارة الآثار المصرية وقتها إن ختم الملك كان جزءا من معروضات معبد الكرنك حتى سرقتها عام 1988.
لكن صالة مزادات كريستيز دافعت عن المزاد الذي أطلقت عليه "المزاد الاستثنائي" وقالت في بيان لها إنه من الضروري الاعتراف بالحقوق القانونية للملكية الخاصة للقطع الأثرية. وأضافت إن هناك سوق شرعي لبيع التحف الفنية القديمة، ساهمت فيه دار كريستيز عبر الأجيال مع الالتزام بالقوانين الدولية والمعاهدات الثنائية لبريطانيا.
وقال مراسلنا في القاهرة محمد الشاذلي إن السلطات المصرية طالبت أيضا بوقف بيع جميع القطع المصرية المعروضة في المزاد ومنها رأس نصف مهشم من الجرانيت الأحمر للملك أمنحتب الثالث، معروض مقابل أكثر من مليون دولار.
وتسعى مصر لتكثيف الجهود لاستعادة الآثار المنهوبة من البلاد، وقال وزير الآثار مصطفى وزيري إنه خلال العامين الماضيين فقط تم استعادة آلاف القطع التي خرجت من البلاد بشكل غير شرعي. وكانت مصر قد تبرعت خلال عصر أسرة محمد علي وبعد قيام الجمهورية بعدد من القطع الفرعونية الأثرية إلى دول صديقة منها مسلات ومعابد كاملة. واُستخدمت تلك القطع للتعبير عن الصداقة بين الشعب المصري وتلك الدول.
راس الملك أمنحتب الثالث المصنوعة من الجرانيت الأحمر والمعروضة للبيع في صالة مزادات كريستيز في لندن Source: Christie's
ويعتبر الملك الشاب توت عنخ آمون أحد أشهر الوجوه الفرعونية لمصر القديمة في العالم كله. ويحظى الملك الشاب الذي اعتلى العرش خلال حكم الأسرة الثامنة عشر بشعبية تفوق أي قطعة فرعونية أخرى. اكتشف عالم المصريات البريطاني هاورد كارتر مقبرة الملك عام 1922 في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة الأقصر جنوبي مصر. المقبرة كانت على حالتها تقريبا، ولم تُنهب محتوياتها من الذهب والمجوهرات كباقي المقابر الفرعونية، وأصبح قناع الملك الذهبي وصولجانه أشهر رموز الحضارة الفرعونية.
استمعوا إلى تقرير مراسلنا في القاهرة محمد الشاذلي في الرابط أعلاه
