كشف تقرير سري أن أستراليا تواجه أخطر تغييرات على الساحة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، وهي تغييرات تحتّم عليها إعادة النظر بسياساتها الخارجية.
وممّا جاء في التقرير أن صعود الصين وسعيَها الحثيث لتوسيع نفوذها في المنطقة عن طريق السخاء على دولها الفقيرة يحتم على أستراليا إعادة النظر في سياساتها لأن التوجهات الحالية تهدد نفوذها الإقليمي.
وحذّر التقرير من تنامي الروح الوطنية والاستبداد في دول المنطقة وسط تراجع الممارسات الديمقراطية، فيما تأتي تغيّرات المناخ لتزيد في الطين بلّة لأنها تهدد دولاً صغيرة مجاورة محسوبة تقليدياً على أستراليا.
وتضم منطقة الهندو-باسيفيك عشر دول من أصل خمسة عشر بلداً في العالم تُعتبر في طليعة البلدان التي تتأثر بتداعيات تغيّر المناخ الذي يشهده العالم حالياً.
التقرير الذي كشفت عنه صحف فيرفاكس بعدما حصلت على نسخة معدّلة منه، يقع في 125 صفحة ويحمل اسم "الكتب الزرقاء" (Blue Books). وقد تم إعداده قبيل الانتخابات الفدرالية الأخيرة ورُفِع إلى كلٍّ من وزيرة الخارجية ماريز باين ووزير التجارة سايمون بورمنغهام اللذين ينكبان على دراسته.
يأتي الكشف عن هذا التقرير بعد أسبوع من الجدال الذي أثاره الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون حين فاجأ حلفاءه بالقول إن حلف الناتو مصاب بموت دماغي، متسائلاً ما إذا كان هذا الحلف لا يزال قائماً في ضوء ما وصفه بانعدام التنسيق الاستراتيجي بين أعضائه بسبب القيادة الأميركية الحالية.
وعلى رغم أن أستراليا ليست عضواً في حلف الناتو، فإن تصريح ماكرون مؤشر آخر إلى دقة التقرير السري الذي نتحدث عنه. كذلك، فإن لأستراليا علاقات عسكرية واستراتيجية وثيقة بعدد من دول الحلف، بما فيها الولايات المتحدة، حليفها الأول.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل فوضى الـ Brexit التي تعيشها بريطانيا، وهي الأم التاريخية لأستراليا، تحدياً آخر لم يكن في الحسبان.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع الإعلامي عبّاس مراد.



