الأغنية الحديثة ليست صوتاً نُغمض العينين لينقلنا إلى السماء السابعة، أو شدواً نتذوق فيه الأصالة، بل فيلم قصير واستعراض للأزياء والجمال والعضلات يغنّي فيه المطربون بأجسادهم. هكذا وبكل بساطة يضيع الصوت في معمعة الحركات واللقطات المتسارعة على الشاشة، وتمر الأغنية.
يقال إن الأغنية العربية آخذة في الانحدار جراء التيارات الجديدة وبسبب تطعيمها بثقافة الغرب، وهي الآن في أدنى مستوياتها، سواء لناحية الكلمات، أو اللحن أو الأداء. وقد تَسارع انحدارها، بحسب النقاد، منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي. حتى أن البعض يرى أن الأغنية العربية دخلت غرفة العناية الفائقة، فإما أن تُحْيي هويتَها أو تخسرها!
أين نحن من "موسيقار الأجيال" عبد الوهاب، أو "صوت الجبل" وديع الصافي، أو "كوكب الشرق" أم كلثوم، أو "سفيرتنا إلى النجوم" فيروز، أو "الشحرورة" صباح، أو "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ؟
لا شك هناك خامات جيدة لا تزال في أوج عطائها مثل "قيثارة الشرق" ماجدة الرومي، و"القيصر" كاظم الساهر و"سلطان الطرب" جورج وسوف، وسواهم. وهناك في المقابل "الدلوعةً" هيفا و"الجذابة" مايا دياب وغيرهما.
إضافة إلى هؤلاء، هناك مطربون في بلدان الاغتراب، منها أستراليا، بعضهم يسعى للحفاظ على هوية الأغنية العربية وبعضهم الآخر يطعّهما بألوان الغرب وأذواقه.
هذا الموضوع نناقشه الآن مع الفنان المصري الأسترالي عمر سالم.