وفي حديث له مع اس بي اس عربي 24، قال الخبير الأقتصادي الدكتور عبدالله العجلان ان هذه التقارير جديرة بالانتباه ويجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل الحكومات، لأنها "تشكل دليلا لكثير من السياسيين وصانعي القرار".
واشار الدكتور العجلان الى ان تداعيات كورونا على الطبقة العاملة وأصحاب الدخل المنخفض والمتوسط قد تكون طويلة الأمد: "الأمر قد يستغرق 20 عاما من الآن لإعادة محدودي الدخل إلى الوضع الذي كانوا عليه قبل الجائحة".
أما عن مسببات اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، رأى الدكتور عبدالله ان البطالة هي السبب الرئيسي وراء عوز الفقراء مشيرا الى ان الحل يكمن في استحداث الوظائف لا سيما في القطاعات الجديدة لردم الهوة.
وتشير الأرقام الى ان اغنى 1000 شخص في العالم استعادوا القيمة التي قلصتها كورونا من ثرواتهم، بالإضافة الى ان أغنى 10 أشخاص زادت ثرواتهم بمقدار النصف واعتبر الدكتور العجلان هذا النمو ضخما.
وعلى الصعيد العالمي، زادت ثروة 30 شخصا من أغنى أثرياء العالم بمقدار 80 مليار دولار منذ بداية الجائحة أي بوتيرة أسرع بكثير من المعتاد "عام 2017 استغرق تعويض الانخفاض في الثروات قرابة ال5 سنوات، ولكن عام 2020 عادت الثروات الى ما كانت عليه قبل تأثير الجائحة خلال سنة واحدة، بوتيرة أسرع بكثير عما سبق".
اقرأ المزيد

هل نجا الاقتصاد الأسترالي من أحداث 2020؟
ورأى الدكتور العجلان ان سرعة عودة نمو ثروة الأغنياء يجب أن يقابله سرعة مماثلة في تحرك الحكومات "التحرك من قبل الحكومات لا بد ان يكون اسرع مما هو عليه الآن، ثروة أغنى أثرياء العالم زادت بأكثر من 5 تريليون خلال الجائحة في الفترة الممتدة من 18 مارس الى 31 ديسمبر"
هذا وقد نبه البنك الدولي الى ان 500 مليون شخص اضافي سيعيشون على اقل من 5.5 دولار في اليوم، وفي نفس السياق أشار الدكتور العجلان الى أهمية هذه الأرقام باعتبارها "مؤشرا على ان نسبة الفقر ستزداد وقد يتخطى عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر ال 5 ملايين نسمة" وهذا أمر يستدعي انتباه الدول والحكومات والمجتمع الدولي.
وفي سياق منفصل، تطرق الدكتور عبدالله العجلان للحديث عن خطة مقترحة لانشاء محطة طاقة جديدة تعمل على الفحم في أستراليا، تهدف الى خلق 800 ألف وظيفة جديدة على مدار ال15 سنة المقبلة.

Inequality is preventing people with less income and wealth from reaching their potential in terms of education and invention. Source: EyeEm/Getty Images
فوائد المنشأة المقترحة:
أولا في تخفيض تكاليف الطاقة وبالتالي زيادة المصانع المحلية " الكثير من الشركات تعدل عن التصنيع محليا بسبب التكاليف الباهظة وتختار التصنيع خارج استراليا"
وثانيا في امكانية الوصول الى الإكتفاء الذاتي بالنسبة لانتاج الصلب، وهكذا شرح الكتور العجلان المسألة "أنتجت استراليا عام 2016 قرابة 3.5 مليون طن من الصلب فيما تنتج الان 2.6 مليون طن من الصلب إذ تعتمد على الواردات من الخارج وبشكل خاص من الصين وتايلاند، فيما كانت أستراليا في وقت من الاوقات من البلدان الرائدة في هذا المجال".
تحدث الدكتور العجلان عن الدافع سياسي الموازي للدافع الأقتصادي قائلا "خطة انشاء محطة طاقة جديدة تعمل على الفحم قد تضعف من قدرة استراليا في تحقيق هدفها المحدد بحسب اتفاقية باريس 2015 لتخفيض الانبعاثات الكربونية لتصل الى 25 - 28 % بحلول عام 2030.
ورأى الدكتور العجلان هذه الأشكالية بمثابة تحد تواجهه الحكومة الفدرالية، أي ايجاد التوازن ما بين الاكتفاء الذاتي والوقوف امام الصين والتزامها باتفاقية المناخ وتخفيف الانبعاثات الكربونية ، وهل يعود ترجيح كفة التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي على حساب علاقتها السايسية بشريك أساسي ألا وهو الولايات المتحدة خاصة في ظل حكومة دجو بايدن الذي سارع في توقيع أوامر تنفيذية متعلقة بالتغييرات المناخية والانبعاثات الكربونية في الأيام الأولى لتوليه سدة الرئاسة.
وعرّج الدكتور العجلان على موضوع ارتفاع الصادرات الأسترالية الى الصين في الآونة الأخيرة بالرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين عام 2020
وقال الدكتور عجلان: "مهما كان لا تستغني الصين عن الصادرات الاسترالية لا سيما خام الحديد" وأضاف " التحسن في العلاقات التجارية لا يعني ان العلاقات بين بيكين وكانبرا عادت الى سابق عهدها بالكامل."
ورحب الدكتور عجلان بهذه الأخبار معتبرا انها خطوة ايجابية الى الأمام وانه "سيكون هناك تخفيف من حدة النزاع."
ولكنه أشار من جهة أخرى الى احتمالية ارتفاع التعرفة الجمركية المفروضة على المعاملات التجارية بين البلدين"هذا افضل بكثير للبلدين من ارتفاع حدة النزاع وخسران البلدين لفوائد التبادل التجاري بينهما.