من مصر إلى أستراليا، حملت داليا عويضة حقيبتها، لكنّها كانت تحمل ما هو أثقل من المتاع... كانت تحمل أحلامًا بغدٍ أفضل، وقلقًا على مستقبل ولديها، وإيمانًا بأن التضحية هي بداية الطريق.
في بلدٍ جديد، لم تكن البداية سهلة. تحدّيات الغربة، وضغوط الحياة، واختيارات صعبة فرضتها الظروف. من دراسة علوم الحاسوب، إلى تجربة الطفولة المبكرة، ثم التحوّل إلى مجال التجميل، لم تكن داليا تبحث عن عمل فقط، بل عن ذاتها.
درست مجال الطفولة المبكرة لكنني قررت دراس مجال التجميل لأنه يستهويني.
واجهت داليا العنف المنزلي، فقررت الانفصال. ثم قررت العودة من أجل أطفالها. كانت تبحث عن مساحة آمنة لهم، عن توازن، عن حبّ لا ينكسر. لكن القدر حمل لها اختبارًا أصعب: مرض ابنها جاستن بسرطان العظام.
مرض جاستن غير كل حساباتي لكنني لم أستسلم.
في لحظة واحدة، تغيّرت الحياة. غاب الزوج، وتحمّلت داليا كل شيء وحدها. الألم، والخوف، والمستقبل المجهول. لكنّها لم تستسلم. بقيت واقفة إلى جانب ابنها، سندًا لا يميل.
بقيت مع جاستن في المستشفى وكنت أعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع مع العمل على مراعاة صحته النفسية كذلك.
لم تكن داليا وحدها تمامًا... فالدعم جاء من الأصدقاء، والعائلة، والكنيسة، وأطباء احتضنوا قصّتها. ومع ذلك، اختارت ألا تكون فقط أمًّا تقف خلف ابنها، بل امرأة تتابع بناء نفسها، فأطلقت منتجات تجميل باسمها، ووسّعت عملها، وحقّقت حلمًا طالما راودها.
لن أنسى كل شخص ساعدني في محنتي وتعلمت خلال هذه السنين نعمة الإمتنان
.
وفي ختام حديثها، نظرت داليا إلى ابنها، وقالت له بكلمات خفيفة لكنها عميقة:
"أنا فخورة بشجاعتك، وبصبرك، وبإنك ما اتذمّرتش ولا مرة. وهفضل جنبك طول العمر."
بهذه الكلمات، تختصر داليا كل معاني الأمومة... لا بالدموع فقط، بل بالقوة، بالعطاء، وبالامتنان.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.