النقاط الرئيسية:
- حصلت أرزاق الخطيب على تمويل من الحكومة المصرية لإجراء بحث لمدة عام حول تأريخ وتوثيق البرديات القديمة
- الهدف من دراستها هو تحديد النصوص وتأريخها والتحقق من صحتها، وفهم دور التغير البيئي والتكنولوجي في صنع هذه البرديات
- كان المصريون القدماء، وفقًا لأرزاق، روادًا أيضًا في إعادة التدوير
عندما حصلت أرزاق الخطيب على تمويل من الحكومة المصرية لإجراء بحث لمدة عام حول تأريخ وتوثيق البرديات القديمة في جامعة ملبورن، لم تكن تعلم أنها ستبقى لفترة أطول بكثير في أستراليا.
تقول أرزاق، الحاصلة على درجة الماجستير في الحفاظ على المواد الأثرية من جامعة القاهرة: "لقد نشرت بحثًا عن حفظ مخطوطات البردي في دار الكتب والوثائق الوطنية المصرية، ولكن تم إجراء البحث والتحليل في جامعة ملبورن".
تشرح قائلة: "لقد تم تمديد منحتي الدراسية لمدة عام آخر، نجحت خلالها في التقدم بطلب للحصول على منحة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ماكواري في سيدني".
أرزاق، التي تتحدث بشغف عن المخطوطات القديمة، تستخدم المجموعات الموجودة في متحف التاريخ بجامعة ماكواري ومتحف Chau Chak Wing بجامعة سيدني.
تشرح أرزاق بحماس: "إن عملية تأريخ المخطوطات القديمة والتحقق من صحتها تمنحنا رؤى مهمة عن الماضي وتمنع تزوير التاريخ".
تقول أرزاق، التي تجري أبحاثًا في أستراليا منذ خمس سنوات، إن الهدف من دراستها هو تحديد النصوص وتأريخها والتحقق من صحتها، وفهم دور التغير البيئي والتكنولوجي في صنع هذه البرديات.
تساعد المعلومات التي يتم جمعها من خلال عملها أيضًا في فهم ومنع تدهور حالة هذه المخطوطات القديمة.

أرزاق الخطيب في المعمل
قالت بحسرة: "الموارد".
"هناك تفاوت كبير في الموارد والتكنولوجيا بين هنا ومصر. بعض الأجهزة يتكلف شراؤها الملايين والإمكانيات في مصر لا تسمح بذلك."
تشرح أرزاق أيضًا كيف أن عمليات نقل المخطوطات والتواصل بين المتاحف والمختبرات أكثر سلاسة هنا في أستراليا.
تقول أرزاق: "البيروقراطية الحكومية تزيد من صعوبة هذه الأمور في مصر".
تقول مرممة ورق البردي إن المخطوطة الأكثر إثارة للاهتمام التي عملت عليها كانت مخطوطة مصرية قديمة من متحف Chau Chak Wing.
"وجدوا صعوبة في العثور على شخص يمكنه العمل على تلك المخطوطة لأنها كانت في حالة سيئة، لذلك تحدثوا معي وطلبوا مني العمل عليها."
"لقد تمكنت من ترميمها وتأريخها بنجاح وقد سحرتني النتائج."

مراحل ترميم مخطوطة أثرية
"جزء من النص مكتوب باللون الذهبي. في البداية اعتقدت أنه ذهب ، لكن بعد التحليل، أدركت أنها مادة أخرى."
وتضيف أرزاق: "أظهر المصريون القدماء مرونة من خلال استبدال الذهب بمادة أرخص في وقت الضائقة الاقتصادية".
تنتمي المخطوطة التي عملت أرزاق على ترميمها إلى ما أصبح يُعرف باسم "كتاب الموتى".
وبحسب أمين المتحف البريطاني جون تايلور، فإن "كتاب الموتى" هو مصطلح حديث يشير إلى "مجموعة من التعاويذ السحرية التي استخدمها المصريون لمساعدتهم على اجتياز الحياة الآخرة".
يقول جون إن المصريين القدماء تصوروا الطريق إلى الجنة على أنه "رحلة محفوفة بالمخاطر" تتطلب "مساعدة سحرية".
كان المصريون القدماء، وفقًا لأرزاق، روادًا أيضًا في إعادة التدوير.
تقول: "تم استخدام مخطوطات البردي القديمة غير المرغوب فيها في عملية التحنيط للف المومياوات".
ولكن أرزاق ليست باحثة فقط، فهي أيضًا زوجة وأم لثلاث فتيات.
وبرغم حبها الشديد لكل الأدوار التي تقوم بها إلا إن أرزاق تقول إن تبديل القبعات يكون صعبًا في بعض الأحيان.
تشرح أرزاق: "في بعض الأيام، لا أغادر المختبر قبل الساعة 8 مساءً."
تقول مازحة: "يخبرني زوجي أنني أشبه الضيفة في المنزل".

مخطوطة أثرية من "كتاب الموتى"
ترى أرزاق أنه "يجب أن تكون الأسرة بأكملها متفقة على أهدافها" وتقول إنها تشرك أطفالها في تفاصيل عملها.
ولكن على الرغم من تقدير أرزاق للفرص التي حصلت عليها في أستراليا، إلا أنها تقول إنها ستعود في النهاية إلى مصر.
"يعتقد بعض الناس أنني غير عقلانية، لكني أريد أن أعود إلى طلابي في مصر لأفيدهم مما تعلمته هنا."
"لدي تقدير عميق لأستراليا، لكنني أريد أن أرد الجميل لمصر."