بين المواعدة والتوفيق قبل الارتباط: كيف يجد الشخص شريك حياته في أستراليا؟

Wide shot with copy space of couple sharing a dessert in cafe

Where should you start looking for dates in Australia?   Credit: Janina Steinmetz/Getty Images

حين يصل المهاجر إلى بلدٍ جديد، يبحث عن بيتٍ يؤويه، ووظيفةٍ مستقرة، وروتينٍ يمنحه الإحساس بالحياة. فإن كان أعزبًا فسيشعر بالوحدة، عندها يبدأ رحلة البحث عن شريك يشاركه هذه البداية الجديدة. وهنا سنرافق المهاجرين في رحلة لاختيار الشريك المناسب في أستراليا منذ بدء خطوة البداية، تليها أهم السبل لبناء علاقة آمنة وصادقة قد تدوم طويلاً، إلى ضرورة توخي الحذر من الوقوع في فخ الاحتيال.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

يرى جيري كارانتزاس، أستاذ علم النفس وعلم العلاقات في جامعة ديكين، أن البحث عن شريك لا يقتصر على البحث عن الرومانسية فحسب، بل يعكس حاجة الإنسان للشعور بالانتماء. ويوضح: «عندما نغادر الأماكن المألوفة التي نشأنا فيها، وغالبًا مع العائلة والأصدقاء، نشعر بالوحدة والعزلة».
وللتغلب على هذا الشعور، يوصي كارانتزاس بالتواصل مع الآخرين، خصوصًا من يشتركون معنا في الاهتمامات أو القيم، ليشعر الإنسان بأنه جزء من مجتمع جديد. لكنه في المقابل، يؤكد أن العلاقات في أستراليا غالبًا ما تتخذ مسارًا مختلفًا عن ما هو خارجها. مما يفرض على القادمين الجدد التعلم والتكيف مع أساليب جديدة لبناء روابط عاطفية ناجحة.
Group of joyful young Asian man and woman chatting, having fun and toasting with red wine during party
Speed dating is a social event where single people meet multiple potential partners through a series of short, timed one-on-one conversations. Credit: AsiaVision/Getty Images

كيف تختلف المواعدة في أستراليا عن البلدان الأخرى؟

إن خوض تجربة التعارف أو الارتباط في أستراليا تختلف عمّا هو مألوف في مجتمعات أخرى. ففي دولٍ مثل الشرق الأوسط أو أجزاء من إفريقيا وآسيا، لا تزال فكرة الزواج المرتبطة بالأسرة أو الشبكات الاجتماعية شائعة، حيث يلتقي الشركاء عبر العائلة أو الأصدقاء.

ولفهم التجربة الأسترالية من الداخل، سنتعرف على قصة آدم (اسم مستعار حفاظًا على خصوصيته)، الذي وصل إلى أستراليا عام 2014 كطالبٍ دولي. إذ يقول: "في الشهر الأول من وصولي عشت نشوة الاكتشاف، لكن بعد فترة قصيرة، بدأت أشعر بالحنين إلى الوطن. وبدأت تظهر الصعوبات الثقافية واللغوية، عندها شعرت بوحدة قاسية."

بعد ثلاث سنوات من المحاولات الفاشلة لبناء علاقة حقيقية، قرّر آدم طلب المساعدة من خدمات التدريب على العلاقات العاطفية في ملبورن. ويقول: "تعلمت الكثير عن المهارات الاجتماعية. مدربي شجعني على الخروج من منطقتي الآمنة، وأن أبدأ التحدث و التعرف على الآخرين بطريقة طبيعية، وأن أشارك في فعاليات اجتماعية، وأن أتعلم كيف أبدأ الحديث بثقة. هذا غيّر طريقة تفكيري تمامًا."
Multiracial couple sitting on the couch happily watching a mobile phone screen
Dating apps are online platforms, either web-based or mobile, that enable users to create a profile, match with others, and engage in online chat before meeting in person. Source: Moment RF / Fotografía de eLuVe/Getty Images

ماذا تريد أن تعرف قبل المواعدة في أستراليا؟

أندرو جونج، مدرب المواعدة والعلاقات في ملبورن، عمل مع أكثر من ألف رجل من خلفيات متنوعة عبر شركته Confidence Coaching. ويوضح أن كثيرًا من هؤلاء الرجال، خاصة القادمين من الهند ودول آسيوية أخرى، جاءوا بمفاهيم عن المواعدة مستمدة من الأفلام أو تقاليد الزيجات المدبرة، فواجهوا صعوبة في خلق حالة جاذبة طبيعية مع النساء.

ويضيف جونج: «الود واللطف ليسا كافيين. فعملية المواعدة تغيرت؛ إذ لم يعد مجرد التواجد في الموعد الأول يضمن النجاح، وكثيرون أخفقوا في تجاوز هذه المرحلة». ووفق خبرته الطويلة، يوضح : "أن تعلُم بعض المهارات الاجتماعية وفهم بعض التكتيكات الجديدة هو ما يجعل الرجال ينجحون في بناء علاقة مستمرة".

أين يجب أن تبدأ البحث عن مواعيد في أستراليا؟

يقدم أندرو جونج نصائح عملية للبدء في بناء شبكة اجتماعية قوية في أستراليا. إذ يقترح استخدام Meetup.com كوسيلة للقاء أشخاص جدد.

يقول أندرو: «لا تنظر إلى الأمر على أنه فقط طريقة لمقابلة النساء والمواعدة، بل كبداية لبناء صداقات من ثقافات مختلفة، والمشاركة في أحداث متنوعة، من الفعاليات اللغوية إلى دروس الرقص. إنها منصة رائعة لتكوين العلاقات، ومن هناك قد ينشأ تواصل أعمق، وقد تتحول بعض الصداقات إلى لقاءات محتملة».

كما ينصح جونج باستخدام تطبيقات المواعدة، مع التأكيد على الصبر وعدم الإحباط: «قد تكون هذه التطبيقات فعالة، لكن الأهم عدم الشعور بالإحباط إذا لم تثمر المحاولات عن نتائج فورية. الأهم هو تطوير الملف الشخصي والطريقة التي يعرض الشخص نفسه".
1000009874.jpg
Tre and Yovnne with their child.

ما هي خدمات التوفيق؟

بالنسبة لمن يبحثون عن طرق أكثر خصوصية، تقدم خدمات التوفيق في أستراليا فرصة للعزاب الباحثين عن علاقات جدية طويلة الأمد. فبخلاف تطبيقات المواعدة، توفر هذه الخدمات السرية والمطابقات المدروسة بعناية.

إيفون وتري، زوجان من سيدني، التقيا عبر خدمة التوفيق عام 2019. ويروي تري تجربته قائلاً : « لقد ألهمني السفر لمعرفة وتجربة ثقافات جديدة، لذلك عندما عدت إلى أستراليا، بدأت بالبحث. وساعدتني خدمة التوفيق في مقابلة إيفون، وجرى اتصال فوري بيننا. كان كلانا يبحث عن شخص جاد لبدء الشراكة وليس مجرد لقاء عابر. كان هناك قصد ونية حقيقية».

أما إيفون فتضيف: «تواصلنا بشكل رائع وثقة متبادلة، وحرصنا دائمًا على منح بعضنا البعض الثقة. وأعتقد أن هذا ما جعل العلاقة مستمرة ومستقرة».
Couple enjoying Tokyo at night
Matchmaking services in Australia aim to connect singles seeking serious, long-term relationships.   Source: Moment RF / Ippei Naoi/Getty Images

كيف تعمل خدمات التوفيق؟

في عالم المواعدة الحديث، تلعب الخبرة والدعم المخصص دورًا أساسيًا في العثور على الشخص المناسب. كاثرين وي، مدربة الحب والحياة في سيدني، ساعدت أكثر من 75,000 شخص في أستراليا وآسيا على اكتشاف علاقات دائمة. وتوضح أن التوقعات تختلف من ثقافة لأخرى: «أتعامل مع كثير من اليابانيين والصينيين ومن جنوب شرق آسيا، حيث يكون التركيز منذ البداية على هدف الزواج. فمثلًا هنا في أستراليا، كان موكلي القوقازي مندهشًا حين طرحنا سؤالًا جادًا عن خططه للزواج في لقاء مبكر، فأجاب حينها: "واو، هذه المرة الثانية فقط التي ُأسئل عن خططي المستقبلية، فأنا بالكاد أعرفها».
وتشرح كاثرين الفرق بين خدمات التوفيق والتطبيقات الإلكترونية قائلة: "نحن نلتقي بكل عميل شخصيًا لنتعرف على تفاصيله وقيمه وأهدافه، ثم نعرّفه على أشخاص يتشاركون معه نفس الجدية والاهتمام، ما يقلل المخاطر ويزيد فرص التواصل العميق."

لكن أشخاصًا محدودون من يتوجهون نحو المدربين أو الوسطاء؛ فكثيرون يجدون مطلبهم أو شريكهم في الأنشطة المجتمعية، أو عبر أنشطة تطوعية، أو أثناء المشاركة في دورات رياضية وثقافية.

ورغم متعة رحلة البحث عن الشريك المناسب للارتباط به، إلا أنها لا تخلو من المخاطر. إذ حذّر أندرو غونغ من المحتالين الذين يتخفون خلف شاشات التطبيقات أو الرسائل. لذا، من المهم دائمًا لقاء الأشخاص الجدد في أماكن عامة، وإخبار صديق بمكانك، وعدم مشاركة أي معلومات مالية.

إذا تعرض أي شخص لأي عنف أسري أو تعرف شخصًا يعاني منه، فاتصل على الرقم التالي: 1800RESPECT. 1800 737 732 أو ارسل رسالة نصية على الرقم التالي:
045873737322 أو زيارة الموقع الإلكتروني: 1800RESPECT.org.au.
أو الاتصال على رقم الطوارئ" 000"

استمعوا لتفاصيل أكثر عن هذا الموضع بالضغط على زر الصوت في الأعلى.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

اشتركوا أو تابعوا بودكاست Australia Exapined للحصول على مزيد من المعلومات والنصائح القيمة حول الاستقرار في حياتكم الجديدة في أستراليا. إذا كان لديكم أي أسئلة أو مقترحات لطرح مواضيع تهمكم يرجى إرسال الطلب على البريد الإلكتروني التالي: australiaexplained@sbs.com.au

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand