دور العبادة تحت المجهر من جديد!
فما لبثت أن أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز عن إعادة تشديد بعض القيود في الولاية منها متعلق بعدد المصلين الذين لا يجب أن يتخطى المئة مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي حتى أعلنت كاتدرائبية سيدة لبنان في هاريس بارك السبت عن إصابة أحد أبناء الرعية بفيروس كوفيد 19.
ومنذ بعض الوقت أعلنت السلطات الصحية في الولاية عن إصابتين جديدتين في صفوف المصلين الذين زاروا الكنيسة الأسوع الماضي.
وكانت الرعية قد اشارت يوم السبت في بيان عبر صفحتها على الفيسبوك، أن أحد أبناء الرعية الذين حضروا قداسات فيها يوم الأربعاء والخميس والجمعة الماضي أتت نتيجة فحصه ايجابية داعية كل من زار الكنيسة خلال هذه الأيام إلى إجراء الاختبار فوراً. كما أكدت اجراء عملية تعقيم وتطهير للكنيسة والمحيط مع التزامها بالتعاون الكامل مع السلطات الصحية.
وفي وقت لاحق أعلن أحد كهنة الرعية أن الشخص المصاب هو ابنه وهو مرنّم خدم القداديس التي حضرها وهو جالس في مكان وجود الجوقة ولم يختلط مع أي من المصلين علماً أنه التقط الفيروس من مقهى في Wetherill Park وليس من الرعية.
وكانت أس بي أس عربي 24 تحدثت صباح اليوم إلى رئيس كهنة كاتدرائية سيدة لبنان الأب طوني سركيس الذي أكد أن جميع الكهنة في الرعية خضعوا لاختبار فيروس "كورونا" وأن جميع النتائج حتى الآن أتت سلبية: "وصلنا صباح اليوم نتيجة آخر فحص أجرِي لأحد الكهنة وكانت النتيجة للجميع سلبية، بالإضافة إلى أن 80 بالمئة من الإختبارات التي أجراها العاملون في الكنيسة كانت أيضًا سلبية ولا نزال بانتظار تبيان النتائج الباقية. إضافة إلى ذلك، لم تُسجل أي حالة إيجابية من أبناء الرعية".
الأب سركيس أشار إلى أن "المصاب بالفيروس من أبناء رعيتنا كان جالسًا في المكان المخصّص للجوقة في الكنيسة البعيد نسبيًا عن المذبح والمقاعد حيث يجلس المؤمنون، وبالتالي فهو لم يخالط الحاضرين الآخرين".
وفي وقت لم تطلب السلطات الصحية إغلاق الكنيسة، بل فقط تعقيمها بحسب المعايير الموضوعة للتعامل مع الحالات المشابهة، غير أن المسؤولين عن الرعية قرروا الذهاب إلى أبعد من ذلك لطمأنة الجميع بحسب ما يؤكد الأب سركيس: "قمنا بتعليق حضور المؤمنين إلى الكاتدرائية لثمانٍ وأربعين ساعة كي نُفسح بالمجال أمام اتخاذ جميع الخطوات اللازمة والتعامل مع الوضع بكل مسؤولية".
على خط آخر نشرت صحيفة الديلي تلغراف صوراً من أحد القداديس التي كانت منقولة بصورة مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تقارباً بين بعض المؤمنين الذين كانوا متجهين للمناولة منتقدة عدم وجود مسافة بين هؤلاء. غير أن المسؤول عن الكهنة في الكاتدرائية أشار إلى أنه "لا يمكن الإعتماد على دقة المسافات بين الحضور من خلال كاميرات الفيديو التي تُصوّر عن بُعد ومن زوايا مختلفة". وأضاف: "نحن ككهنة في هذه الكاتدرائية لا نترك مناسبة خلال القداس إلا وننبّه المؤمنين على أهمّية إحترام التباعد في ما بينهم وعدم المصافحة أو الإقتراب من بعضهم البعض، بالإضافة إلى التعليمات والإعلانات المنتشرة على أبواب الكاتدرائية وفي النشرة الرعوية. كما ونؤكّد احترامنا الكامل لكل الإجراءات المُتخذة من السلطات، بالرغم من بعض الخروقات التي نعمل على تصحيحها قدر المُستطاع. كما يعلم الجميع، فإنّ الحاضرين في رعايانا هم عائلات بمعظمهم ويأتون مجموعات لحضور المناسبات الدينية، وبالتالي، فمن الطبيعي أن يجلس أفراد هذه المجموعة بالقرب من بعضهم البعض، وأن يكون التباعد في ما بينهم غير موجود. لذلك، أطلب من الجميع توخّي الدقة في نقل المعلومات، خصوصًا أننا راينا بعض الصُور عبر الإنترنت مأخوذة من قداديس في الكاتدرائية قبل انتشار الفيروس. نحن في الرعية مستعدون للتعاون مع الجميع للردّ على أي تساؤل أو استفسار ومكاتبنا مفتوحة للجميع وليس لدينا أي أمر نخفيه عن أحد".
الأب سركيس أشاد بشفافية أحد الكهنة الذي يخدمون في الرعية وبروح المسؤولية التي يتمتّع بها حيث أعلن عبر صفحته على الفايسبوك عن إصابة إبنه: "هذا الكاهن سمع كما غيره من الإعلام عن تسجيل إصابة في أحد المطاعم التي زارها إبنه، فطلب منه أن يجري الإختبار حتى قبل أن تطلب السلطات منه ذلك".
هذا وأكد أنه سيكون هناك اجراءات أكثر تشددا عندما تعود الكنيسة إلى فتح أبوابها أمام المصلين: "سيتمّ إخضاع الداخلين إلى الكنيسة لإختبار الحرارة بعدما استحصلنا على الآلات الطبية الخاصة بذلك، وسنتبع الإجراءات التي أعلنت عنها حكومة الولاية باستقبال 100 شخص فقط بدءًا من يوم الجمعة القادم، بالإضافة إلى استمرارنا بالتدابير التي كنا نتبعها في وقتٍ سابق. لذلك، نطلب من المؤمنين وزوار الكاتدرائية الإلتزام بالتعليمات والإجراءات الصحية المُتخذة والتعاون مع الكهنة والعاملين في الكنيسة".
وختم الأب سركيس بالقول: "الوعي هو جزء من الإيمان أيضًا، وإذا كنا واعين لصحتنا فنحن نؤمن أنّها هبة من الله. بالطبع نحن نحزن عندما لا نرى جميع أبناء رعيتنا يشاركوننا القداس، فليس من السهل علينا ككهنة أن نحتفل بالذبيحة الإلهية مع صمت الجدران والمقاعد الخشبية، ومن هنا كانت مبادرتنا في يوم أحد الشعانين بوضع صور العائلات من أبناء رعيتنا. ولكن إيماننا أيضًا هو أن هذه المرحلة ستكون ظرفية ولن تبقى للأبد، ويجب أن نتعاون مع بضعنا البعض حتى القضاء عليها بأقلّ تكلفة ممكنة لخير النفوس وبناء المجتمع".



