يقول المثل اللبناني المأثور "البيت أول مقتنى وآخر مبيع"، وهذا بالفعل حلم الشباب في الوطن والاغتراب.
الأستاذ غادي سليمان، المجاز في الهندسة والتصميم الداخلي، قال لأس بي أس عربي24 إن المهاجر يحاول قدر الإمكان اضافة الملامح التراثية على منزله، ليذكر ويعيش خلفيته الثقافية ويشعر بدفء الوطن والبيت ولو كان في الأغتراب.
وقال سليمان: "حينما ينتقل المهاجرون من لبنان، وهم معتادون على طراز منزلي معين، يسعون قدر الأمكان لإعادة إحيائه (الطراز الثقافي) ليشعروا بالأمان ويكون نوعا من صلة الوصل بين وطنهم الأم وأستراليا".
وقدم سليمان عدد من النصائح العامة للحصول على هذا الإحساس الدافئ الذي يميز البيوت العربية، حيث قال في البداية إن التصميم الهندسي يلعب دورا هاما في ذلك: "أن يكون السقف ارتفاعه متوسط، ثم الأثاث المغطى بالقماش والأرضية الخشبية، كلها أمور تضيف جوا خاصا على المنزل وتنقل شعور الدفء المنشود."

Bigger mortgages reduce home owners' household spending in other areas, a new RBA report says. (AAP) Source: AAP
ويعتبر المنزل ركنا أساسيا من الحلم الأسترالي، حيث يعتبر الحديث عن العقارات أحد الموضوعات المفضلة للأستراليين بغض النظر عن الخلفية الثقافية التي يتحدرون منها، وربما لاقى ذلك هوى لدى أبناء الجالية العربية، والذين جاءوا من خلفيات مختلفة تشترك في أن اقتناء المنزل يلعب دورا أساسيا في أحلام أي شخص أو أسرة.
وفيما يتطلع البعض إلى شراء منزل قديم من الطراز التقليدي، يفضل آخرون التصاميم العصرية الحديثة. وهناك من يهوى البيوت الصغيرة بحيث يمكنك أن تجتاز البيت من أوله الى آخره في أقل من دقيقة، بينما يهدف آخرن لبناء منازل واسعة تتضمن كل وسائل الترفيه من بركة سباحة الى صالة سينمائية او ملعب ومكان مخصص للرياضة وعدد من الغرف تتسع للأولاد والأحفاد والضيوف أيضا.
وقال غادي سليمان إن أبناء الجالية العربية عندما يقررون تصميم المنزل فإن التركيز الرئيسي لديهم يكون على العائلة. وأضاف أن الأسر العربية قد تخصص غرفا فقط لاستقبال العائلة الممتدة أو الأصدقاء.
وقال "صممت بيتا لأحد أبناء الجالية، احتوى على قسم خاص بالإبنة وعائلتها suite".
وأضاف السيد سليمان إن الكثير من أبناء الجالية العربية باختلاف أديانهم، يرغبون في اقامة غرفة للصلاة أو تخصيص زاوية معينة "مزارات" للأيقونات والمعالم الدينية ان كان داخل البيت أو في محيطه لأن هذا كثيرا ما يذكرهم بالوطن الأم.
وأشار غادي الى ان الجيل الثاني والثالث، يفكرون بطريقة عملية أكثر، فيركزون أكثر على العائد المادي المحتمل عند شراء أو بناء منزل، كاستثمار جيد يعود عليهم بالربح مستقبلا.

New Home construction in growing subdivision. MORE LIKE THIS... in lightboxes below! Source: Getty Images
كما أشار غادي أيضا إلى احدى أهم ميزات البيوت العربية في أستراليا، وهي المساحة المخصصة بالتجمعات العائلية حيث تقام حفلات العشاء والمشاوي وأعياد الميلاد الخاصة للأولاد والBBQ ومنطقة خاصة لتدخين السجائر أو الأرجيلة في فناء الدار الخارجي.
كما أشار الى أن عددا كبيرا من الشباب من خلفية عربية يرغبون بان تحتوي منازلهم على غرفة سينمائية وغرفة خاصة بالتمارين الرياضية ومسبح.
من جهة أخرى، قال غادي إنه حين يصمم بيتا يعمد إلى اختيار الألوان الترابية الدافئة والأرضية الخشبية والسجاد والقماش الناعم التي توحي بحس الدفء المنزلي في غرف الجلوس والتجمعات العائلية.
أما الأثاث والفرش المصنوع من الجلد والأرضية المغطاة بالبلاط، عادة ما يستخدمها في غرف استقبال الضيوف والصالونات والغرف المنفصلة قليلة الاستخدام.
ونصح غادي باستخدام الأسطح اللماعة التي تعكس الأضواء مثل البلاط اللماع في الأماكن الضيقة أو عند الرغبة في إعطاء احساس أن الغرفة أكبر مما هي عليه في الحقيقة.
وجدير بالذكر أن الدراسات الحديثة تظهر ان البيوت الكبيرة قد تسبب ردة فعل معاكسة فيشعر الأطفال بالوحدة وأفراد العائلة الواحدة بشيء من العزلة.
وبحسب التقارير ما يجعل حضور فيلما سينمائيا نشاطا مميزا هو خروج الأولاد مع رفقتهم لدور السينما بالاضافة الى انهم قد يفضلون الركض واللعب في الحديقة العامة مع خلانهم وأبناء الجيران على استخام الأجهزة الإلكترونية ولو توفرت لهم في المنازل.
ويتطلع الطلاب خلال الصيف إلى الذهاب في رحلة الى الشاطىء أو المسبح مع الأصدقاء والزملاء وقد يغضون النظر عن المسبح في فناء الدار الخارجي.
ومع ذلك، يتباهى عدد كبير من المهاجرين ومنهم من خلفية عربية بوسع دارهم وفسيح منازلهم التي تتسع ولهم لأولادهم وأحفادهم ويفاخرون بحسن الضياقة ووسع القلب والدار ولما لا فالضيافة من شيم العروبة.







