عيد الفصح هو احتفال مليء بالحياة، ومفعم بالألوان والأرانب والبيض.
لنكتشف جذور بعض تقاليد الاحتفال بعيد الفصح وكيف أصبحت ذات أهمية للمتدينين وغير المتدينين على السواء.
رمزية البيض
عيد الفصح، الذي يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم، يحيي ذكرى قيامة يسوع المسيح.
ولكن قبل وقت طويل من ارتباط البيض بالتقاليد المسيحية، كان يُنظر إليه على أنه رمز قوي للحياة والولادة الجديدة في العديد من الثقافات وهذا يجعله شعارًا مناسبًا لاحتفال يدور حول القيامة والعودة للحياة.
تعود عادة تزيين البيض في عيد الفصح، والمعروفة في بعض التقاليد باسم بيسانكا، إلى عصور ما قبل المسيحية.
ومع ذلك، فقد اكتسبت هذه الممارسة أهميتها الدينية في المجتمعات المسيحية الأولى في الشرق الأوسط. فقد قام المسيحيون الأوائل بصبغ البيض باللون الأحمر ليمثل دم المسيح المسفوك على الصليب، وكانت البيضة نفسها ترمز إلى القبر الفارغ الذي قام منه يسوع.
ولكن لماذا تتشارك الأرانب، تلك الحيوانات التي تبشر بقدوم الربيع، مع البيض في الأهمية في عيد الفصح؟
إن ارتباط الأرانب بعيد الفصح هو أحدث قليلاً وله جذوره في احتفالات الربيع.
لطالما كانت الأرانب، المعروفة بتكاثرها السريع، رمزًا للخصوبة والحياة الجديدة التي تحتفل بها العديد من الثقافات في الربيع.
وفق بعض الروايات التاريخية فإن أهمية الأرنب في عيد الفصح قد نشأت تحديدا بين اللوثريين الألمان حيث لعب "أرنب عيد الفصح" في الأصل دور القاضي الذي يقوم بتقييم ما إذا كان الأطفال مطيعين أو غير مطيعين للآباء في بداية موسم عيد الفصح.
تطور دور الأرنب مع مرور الوقت، وبحلول القرن التاسع عشر، قيل أنه يجلب بيض عيد الفصح للأطفال الذين يحسنون التصرف.

Guest participate in the annual White House Easter Egg Roll on the South Lawn of the White House on April 10, 2023 in Washington, DC. Credit: Alex Wong/Getty Images
مزيج من التقاليد
مع انتشار هذه التقاليد، تم دمج أرنب عيد الفصح مع تزيين البيض، مما أدى إلى خلق مظاهر احتفالية نابضة بالحياة وممتعة لاحتفالات عيد الفصح التي نراها اليوم.
هذا المزج بين الرموز والمعاني من الثقافات والفترات التاريخية المختلفة يعطي الاحتفال طابعه المميز.
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، جلب المستوطنون الأوروبيون أرنب عيد الفصح إلى أمريكا، حيث سرعان ما أصبح رمزًا محبوبًا للاحتفال، واندمج مع الممارسة الشائعة بالفعل المتمثلة في تزيين البيض.
اليوم، يعد جمع البيض في عيد الفصح وأرنب عيد الفصح أمرًا أساسيًا في الاحتفالات في العالم الغربي، حيث تأسر تلك التقاليد خيال الأطفال والكبار على حد سواء.
استمر تقليد تلوين البيض حتى في الدول العلمانية الحديثة. وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يُقام احتفال البيت الأبيض لرمي البيض سنويا يوم الإثنين الذي يلي عيد الفصح منذ عام 1878.
مسيرات وأطعمة احتفالية
يمارس الناس في عيد الفصح عددا كبيرا من العادات الأخرى في جميع أنحاء العالم، كل منها يضيف نكهة فريدة للاحتفال.
في العديد من البلدان، يعرض المشاركون في مسيرات عيد الفصح أزياء مصنوعة خصيصا للاحتفال بالمناسبة، بينما في بلدان أخرى، مثل اليونان، يشارك الناس في مسابقات "النقر على البيض" لاكتشاف البيضة الأقوى.
تلعب أطعمة أخرى أيضًا دورًا مهمًا في احتفالات عيد الفصح: بدءا من الـhot cross buns التي نشأت في المملكة المتحدة والتي ترمز إلى الصلب، إلى خبز عيد الفصح الإيطالي الذي يصنع على شكل الحمام والبيض لتمثيل السلام والتجديد.
عندما نلون بيض عيد الفصح أو نأكل الأرانب المصنوعة من الشوكولاتة، فإننا لا نشارك فقط في الأنشطة الترفيهية، ولكننا أيضا نجدد تقاليد مفعمة بالتاريخ اجتازت الثقافات والعصور لتصل إلينا.
تدعونا تلك التقاليد إلى التفكير في موضوعات مثل التجديد والعودة للحياة.