منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن الإساءة إلى كبار السن متفشية في كل أنحاء العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة مثل أوروبا وأميركا وأستراليا حيث تصل هذه الإساءة إلى 14% من مجمل أعداد المسنين. وهذه الإساءة لا تقتصر على الطاعنين كثيراً بالسن أو المسنين الذين يعانون من المرض أو قلة الحركة، بل تشمل أيضاً أشخاصاً لا يزالون في الستينات من العمر.
وتتخذ الإساءة أشكالاً متعددة، أكثرها شيوعاً الإساءة المالية، وهي عبارة عن استغلال مدخرات كبير السن أو كبيرة السن من قبل أفراد العائلة. وتشكل هذه الإساءة حوالى 10% من مجمل الإساءات التي يتعرض لها كبار السن. هناك أيضاً الإساءة النفسية (6%)، الإهمال (6%)، الإساءة الجسدية (5%)، وحتى الإساءة الجنسية (1%).
هذا في الدول المتقدمة، فكيف يكون الحال يا ترى في دول العالم الثالث وأوطاننا العربية؟ هناك، حدّث ولا حرج. حتى أنه لا يوجد في الأساس سياسات لدى الحكومات العربية لكبار السن، وما من اهتمام حقيقي لدى هذه الحكومات لبرامج الشيخوخة.
وفي أستراليا، لا تزال فضيحة غسل كبار السن بالكيروسين أو الكاز وجعلهم يستحمون به في أحد دور العجزة في فكتوريا حاضرة في الأذهان. وقبل أسابيع، نشرت شبكة ABC تقريراً كشفت فيه عن تفشي حالات استغلال كبار السن مالياً في أستراليا من قبل أفراد عائلاتهم، بحيث يُسلبون من مدخرات العمر بطرق شتى منها استدانة أولادهم أو أحفادهم من المصارف بكفالة منهم، وعندما لا يستطيعون التسديد يخسر كبير السن الضمانة التي قدمها للمصرف. وهناك أيضاً من يستدين مباشرة من كبار السن من دون إعادة الأموال إليهم. كذلك هناك من يجبر كبار السن على تسديد كلفة رعايتهم في منازل عائلاتهم.
واليوم، دعت منظمة Greysafe التي تدافع عن المسنين في أستراليا، المصارف إلى تعيين موظف خاص للاهتمام بكبار السن في كل فرع بهدف منع استغلالهم مالياً من قبل أفراد عائلاتهم أو أقربائهم أو أصدقائهم.