في حديث لها مع اس بي اس عربي 24، ضمن فقرة "وجوه من الجالية"، قالت السيدة إلهام داوود "غادرت العراق والعراق لم ولن يغادرني يوما، بل يعيش في عقلي وقلبي".
وهكذا عرّفت بنفسها "أنا من بغداد مدينة التاريخ والمعرفة والجمال، المدينة التي حاول جميع الغزاة عبر التاريخ تدمير هذه المعرفة وهدفهم هو تدمير عقول شعبها لكنهم لم ينجحوا. أنا مثل شجرة النخيل العراقية، جذورها عميقة في الأرض وجذعها لا ينحني ولا ينثني لأحد أبداً. وهذا هو السبب في أنني أحب هذه الشجرة وعندما أرى سعف النخيل وهو يعانق السماء أعود بذاكرتي إلى العراق الذي غادرته لكنه لم يغادرني ولم ولن يغادر قلبي وعقلي أبدا".
هاجرت السيدة داوود الى أستراليا مع زوجها وأولادها الثلاثة، في التسعينيات من القرن الماضي، وواجهت التحديات التي وبحسب رأيها يتعرض لها مجمل المهاجرون ومن أبرزها العائق اللغوي والعثور على وظيفة والاستقرار والاندماج في المجتمع.
وقالت "استقريت في أستراليا مع زوجي وأولادي الثلاثة منذ عام 1990 وأصبحت استراليا بلدنا الذي نحب ولقد أعطتنا الكثير من الفرص للدراسة والعمل والعيش والأهم حرية التعبير وحرية الفكر".

Elham Daoud migrated to Australia from Iraq in the 90's Source: Supplied
وأضافت "درست وتعلمت في مدارس بغداد وفي جامعاتها، واعتبر ان جزأ كبيرا من نجاحاتي المهنية يعود الى فضل وقوة التعليم الذي حصلت عليه في بغداد".
وهذا ما قالته عن مسيرتها المهنية في استراليا "تسلقت السلم الوظيفي، حيث بدأت مبرمجة في لغات الكومبيوتر ثم مديرة مشاريع حتى أصبحت مديرة عامة في مجال تكنولوجيا المعلومات." وأضافت "لكن هذا لم يكن سهلاً على الإطلاق بالنسبة لكوني امرأة، حيث لا تزال النساء في أستراليا وبلدان أخرى أيضًا غير قادرات على صعود السلم الوظيفي بسهولة."
معاناتها في مكان العمل دفعتها لتأخد موقف اجتماعي من قضايا المرأة: "أصبحت ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة في مجال العمل ثم اصبحت ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة بشكل عام وفي كل مكان".
وحافظت السيدة داوود على نقل التراث والتقاليد خلال تربية العائلة في أستراليا " أنا فخورة وربيت ولادي على هذا الفخر، العادات والموروث والتقاليد باقية عندي مثل جذور النخل تبقى دائما في الأرض والجزع في السماء لا ينحني بالرغم من صعوبات الهجرة والتنقل من بلد الى بلد آخر، نبقى صامدون ونعرّف عن أنفسنا بحسب أصلنا بأننا عراقيون".
وعن مسيرة استقرارها في البلد الجديد قالت السيدة داوود "كانت السنوات الأولى هي السنوات الأكثر صعوبة حيث وصلنا خلال فترة الركود الاقتصادي وكان من الصعب العثور على وظيفة، واغتنمت هذه الفرصة لدراسة لغات الكمبيوتر الجديدة في TAFE بغض النظر من انني حاصلة على شهادة جامعية، ثم درست دبلوم عال في استخدام التكنولوجيا في الأعمال في جامعة NSW."
وأشادت داوود بالخبرة العملية التي حصلت عليها عند الدراسة في معاهد TAFE: "كان الناس يتساءلون لماذا أقدم على هكذا خطوة وأنا حصلت على شهادات عليا."

Elham Daoud migrated to Australia from Iraq in the 90's Source: Supplied
وأكدت "طلب العلم ليس بعيب أبدا." وقالت "الدورات الأضافية ساعدتني كثيرا على كتابة التقارير بشكل مهني ومحترف."
وعن الانجازات المهنية قالت السيدة داوود "تلقيت جائزة رئيس مجلس إدارة الأمريكان إكسبريس والتي يتم تقديمها سنويًا إلى 70 موظفًا فقط من مجمل الموظفين البالغ عددهم 70 ألف موظف. وسافرت مع زوجي إلى أمريكا لاستلامها من رئيس مجلس الإدارة، وعندما كنت على المسرح، قال مقدم البرنامج إن إلهام قادمة من استراليا ولكنها أصلاً من العراق، وفي هذه اللحظة كان كبريائي وفرحي أكبر من تلقي الجائزة".
وقالت: "العودة إلى الوراء ساعدتني على النجاح في مجال عملي والحفاظ على وظيفتي، فالبداية من جديد ليست عيبا، حيث قالت رجعت بوظيفتي درجتين فعدت لأكون مبرمجة بعد أن كنت مديرة مشاريع ولكن هذا ساعدني على تحقيق نجاح أكبر والانطلاق من جديد"
وبالنسبة للانجازات الشخصية قالت السيدة داوود "بنظري أصعب من الحصول على شهادة البكالوريوس، اهم إنجازاتي الشخصية ومنها صقل شخصيتي وتهذيبها وتطويرها فمن خلال سنوات عملي مع ناس من مختلف الأصول والأديان والاعراق، اصبحت احترم كل إنسان بغض النظر عن لونه واصله ودينه وايضا احترم كل عمل مهما كان بسيطا واحترام كل من يكون قادرًا على العمل ويعمل".
وهذا ما قالته السيدة داوود بالنسبة للعمل المجتمعي الطوعي أيضا: "تعلمت ايضا مساعدة الغير والمساهمة الطوعية في المؤسسات التي تخدم الناس الذين بدون مأوى والمسنين والنساء الهاربات نتيجة العنف المنزلي فالسيادة التي ترتسم على وجه محتاج والتأثير الإيجابي الذي تتركه في حياته لا يقدر بثمن".
وكانت السيدة إلهام من المشاركين في تنظيم مؤتمر اقتصاديات التنوع الجندري في يونيو حزيران عام 2014 لمناقشة الآثار السلبية المترتبة على التمييز ضد المرأة. وشارك في المؤتمر صناع القرار من عدد من المؤسسات بهدف وضع سياسات تمكّن المرأة من التقدم في العمل والمجتمع.
وتسعى السيدة إلهام داوود إلى مساعدة المرأة التي تحاول الترقي في المؤسسات من خلال: فتح مراكز رعاية الأطفال في أماكن العمل، والسماح للمرأة بالعمل من المنزل وزيادة الدوام المنزلي في حال وجوب التوازن بين العمل من المنزل والمكتب، بالإضافة إلى إمكانية اختيار ساعات عمل أكثر مرونة تتلائم مع مسؤوليات السيدة العائلية.





