انتقد خبراء في مجال مكافحة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، مجموعة من مقاطع الفيديو الحكومية الهادفة إلى تثقيف الأطفال والمراهقين حول مفهوم "الموافقة على الجنس" ومواضيع أخرى في سياق التثقيف الجنسي.
النقاط الرئيسية
- مقاطع الفيديو جزء من مبادرة حكومية تسعى لتسليط الضوء على المفاهيم الجنسية
- وعدت الحكومة بمراجعة المحتوى من قبل خبراء ومنظمات متخصصة
- مستشارة نفسية تقول ان التثقيف الجنسي يجب أن يبدأ منذ الطفولة
ودعت منظمتا Fair Agenda و End Rape on Campus Australia الحكومة إلى إجراء مراجعة شاملة لكل محتويات الموقع الالكترونيThe Good Society الذي يوفر مصادر ومواد تعليمية جنسية للأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى سن الثامنة عشرة وبإمكان المعلمين والمعلمات الإفادة منه في صفوف التثقيف الجنسيsex education .
يوفر الموقع الالكتروني أكثر من 350 مقطع فيديو وبودكاست مجاناً للمعلمين والطلاب والأهالي وهو جزء من مبادرة Respect Matters الحكومية.
وقال متحدث باسم وزارة التعليم إن المحتوى على الموقع تم تصميمه ومراجعته من قبل خبراء في هذا المجال.
ولكن Fair Agenda قالت في بيان إن مقاطع الفيديو الجديدة "مربكة" لا سيما "في ضوء السيناريوهات التي تضمنت أحاديث عن اللبن المخفوق والتاكو بدلاً من معالجة السلوكيات السلبية التي من المحتمل أن يتعرض لها الأطفال والمراهقون على حد سواء."
مقطع الفيديو المثير للجدل
تم تصميم أحد مقاطع الفيديو بعنوان "تحريك الخط" لتعليم الطلاب من الصف العاشر إلى الثاني عشر مفهوم "الموافقة على الجنس" أو الـ sex consent.
الفيديو يظهر فتاة تطلب من شاب تجربة اللبن المخفوق milkshake الخاص وبعد أن يرفض ذلك، تلطخ وجهه به في إشارة إلى سلب خيار الآخر ومحاولة فرض الممارسة الجنسية. ويتضمن الفيديو أيضاً أمثلة على تناول البيتزا و "لمس المؤخرة" كسيناريوهات تتطرق إلى مفهوم الموافقة على الجنس.
وقال متحدث باسم وزارة التعليم لـ SBS News انه تمت استشارة أفراد في المجتمع ومعلمين ومديري مدارس للتأكد من أن المحتوى تفاعلي ومتوافق مع المعايير الوطنية. وأضاف: "هذه المواد تتماشى مع المناهج الوطنية وليست إلزامية."
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن القرار باستخدام هذه الموارد سيكون بالمشاورة: "سيقرر المعلمون والمدارس في النهاية ما اذا كانت المواد مناسبة للعرض في فصولهم الدراسية وفي سياق بيئتهم المدرسية وبالتشاوة مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية.
"غير واضح": رأي الخبراء
"المحتوى غير واضح والرسالة غير واضحة" بهذه الكلمات وصفت المستشارة النفسية رنا طيارة مقاطع الفيديو الجديدة وأشارت إلى ضرورة فتح حوار صريح عن الجنس الموافقة عليه ولا سيما مع المراهقين والمراهقات نظراً للأهمية القصوى لهذا الموضوع وعلى نحو لا يحتمل الاعتماد على الاستعارات غير المباشرة والتلمحيات غير المجدية.
وأوضحت طيارة أن مبدأ "الموافقة" يتعدى كونه مفهوماً جنسياً: "هذا المفهوم ينسحب على كل نواحي الحياة. الفيديو المذكور لا يتطرق سوى للجزئية الجنسية. كان يتوجب على القائمين على إعداد هذه المواد طرح الموضوع بشكل أوسع ومباشر أكثر."
أما بالنسبة للأطفال فترى طيارة أن التثقيف الجنسي يجب أن يبدأ منذ مراحل عمرية مبكرة: "يجب أن نشرح للطفل عن الأعضاء التناسلية لدى الرجل والمرأة وذكرها بأسمائها: قضيب ومهبل وفرج. وفي نفس السياق نشرح لهم أن لمس هذه المناطق في الجسم ممنوع."
ونصحت المستشارة النفسية التي تنشر محتوى تثقيفي على الانستاغرام، الأهالي بترك باب الحوار مفتوحاً مع الأبناء بما يتعلق بالمواضيع الجنسية وأضافت: "فتح باب الحوار وعدم اشعار الطفل بالذنب او العار ستشجعه على طرح السؤال عليك عوضاً عن أن يستقي المعلومات الخاطئة من مصدر آخر."
ماذا قال الأستراليون عن الفيديو على تويتر؟
سرعان ما انتشر وسم milkshakevideo وبدأ المغردون في أستراليا يدلون بدلوهم ويعبرون عن انطباعاتهم عن هذا المقطع بشكل ساخر تارة وعلى نحو يحمل رسائل سياسية تارة أخرى.
أما زعيمة المعارضة العمالية في نيو ساوث ويلز، جودي مكاي، فقد تحدثت في تغريدتها على نحو أكثر جدية معتبرة أن التعامل مع مسألة كالموافقة على الجنس بشكل فكاهي سيقلل من أهمية الاعتداءات الجنسية.
وتالياً تغريدة تضمنت انتقاداً لأداء حكومة الائتلاف في التعامل مع قضايا النساء
وانتشرت كذلك الـ memes من مسلسل Schitt's Creek كردود فعل على الفيديو
في هذه التغريدة، نقرأ استغراباً من تصوير المرأة في مقعد المهاجم الذي تعدى الخط مع الآخر.
استمعوا إلى المقابلة مع المستشارة النفسية رنا طيارة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.