النقاط الرئيسية:
- يعمل الأب مجدي العلاوي مع الفئات المهمشة من خلال 28 مركزًا في لبنان
- اسس جمعية "سعادة السما" لتأهيل المدمنين ومكافحة آفة الادمان
- بفضل مساهمات الاغتراب اللبناني، تم شراء الأرض التي شيد عليها مركز التأهيل للمدمنين ويتم تأمين حصص غذائية يومية لمئات العائلات
700 ربطة خبز تؤمن يوميًا لمن هم أكثر حاجة في لبنان بفضل دعم المغتربين في استراليا.
الأب مجدي العلاوي هو الكاهن، الزوج والأب، سيم كاهنًا على أبرشية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك وهو مؤسس وخادم جمعية سعادة السما التي تعنى بالشبيبة التي تكافح الادمان.
قضيته الثابتة والوحيدة كرامة الانسان من الطفل المرمي على حافة الطريق، الى المسن الذي هو بأمس الحاجة الى لمسة حب قبل الملبس، الى السجين في قضبان الظلم كما المخدرات.
استهل علاوي حديثه مع برنامج Good morning Australia بالحديث عن أهمية حرية المعتقد وخلفية قراره اختيار ديانة مغايرة عن تلك التي تنشأ عليها في كنف عائلته واعتناق المسيحية قائلًا:
"تعرفت على المسيح الذي قال كنت جائعًا فاطعمتوني وعريانًا فكسوتموني،لم يتوجه الى طائفة او عرق او لون ليرفع كرامة كل انسان".
لمست كلمات السيد المسيح "كل ما صنعتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي صنعتموه" قلب الشاب مجدي الذي ترك العالم ليحمل قضية كرامة الانسان على خطى السيد المسيح.
مرافقة المدمن في مسيرة اعادة تأهيل نفسي وجسدي كما روحي، أمر متطلب ولكن المسيرة بدأت حين كان مجدي يعمل كمربيًا في احدى المارس حيث التقى طالبًا علق في شباك الادمان ويصارع بمفرده فيما أهله يعملون في الخارج.
عن هذه الخبرة يقول الأب علاوي:
كنت أدرّس واكتشفت أن طالبًا يقيم بمفرده في لبنان يتعاطى المخدرات فقررت أن أترك التعليم لأساعده
وتابع مردفًا:
" هذا الطالب كان يعاني من نقص الحب في حياته والمجتمع بأكمله يرفض ويحاكم المدم كمجرم بدل ان يداويه"
يعتبر علاوي أن الكنيسة هي مستشفى وبذلك عليها أن تداوي اوجاع الناس بدل أن تكون بمثابة متحف.
خسارة ابن ربح للسماء
بشر الأب مجدي العلاوي بالمسامحة الى ان جسدها مع عبوره ابنه البكر وسنده في الرسالة ماتيو في ربيع شبابه عن عمر يلامس الخمس وعشرين ربيعًا، فكان تاريخ 14 حزيران تموز 2021 اليوم الذي أغمض عيناه على الأرض ليفتحهما في السماء بعد أن وجد جثة في شقة في منطقة غزير في لبنان، وها هو اليوم يرفع الصلاة في الذكرى السنوية الأولى لعبوره في قداس في سيدني وملبورن.
بايمان وغصة ابوية يقول الأب علاوي:
لم أقل مرة انني خسرت، فالسماء ربحت. اشتاق لابني "قد الدني" ولكنني مطمئن أنه في السماء!
علاوي الذي يتحدث عن ماتيو الغائب الحاضر في كل تفاصيل العائلة يقول:
" يجلس معنا بصورته على مائدة الغذاء ونتحدث معه وعمه. لم يعد هناك موت مع يسوع".
وبرجاء عميق، يشعر الأب بحضور ابنه ومساندته، ففي يوم عبوره افتتح مركزًا في ظل أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها لبنان.
"استراليا وجه الخير"
الاغتراب هو قلب الوطن وشريان حياته. لم تغب أستراليا يومًا عن صلاة الاب مجدي الذي اتي اليها ليقول شكرًا لمساهمات الخيّرات والخيّرين فيها من ذوي الارادة الطيبة من الجالية العربية كافة اذ يقول:
أتيت الى استراليا لأقول شكرًا لاول دولة ساعدت رسالتنا وبفضل مساهمة المغتربين هنا تمكنا من شراء الأرض لجمعية سعادة السماء
وختم قائلًا:
"أتمنى الا تقتصر مساعداتكم بالمادية، توجهوا الى لبنان، شمروا عن سواعدكم واختبروا الخدمة والتطوع في الرسالة".
استمعوا إلى المقابلة مع الأب مجدي العلاوي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.