دعت البروفسورة والباحثة في مجال الهندسة الطبية الحيوية د. هالة زريقات الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لفتح قنوات اتصال أكثر فعالية مع الجامعات، نظراً لأهمية الإبداعات والإختراعات الأسترالية والتي قد تذلل الطريق أمام مستقبل اقتصادي مشرق، على الرغم من التوقعات الاقتصادية القاتمة التي ألمحت إلى حاجة البلاد لسنوات ليعود اقتصادها إلى ما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي24 أشادت زريقات بالمؤسسات التعليمية الأسترالية: "جامعاتنا ومراكز الابحاث لدينا مجهزة بالكوادر العلمية والهندسية القادرة على انتاج أبحاث مبدعة ومفيدة للفرد والحكومة والاقتصاد ككل."
وترى زريقات – حائزة على جائزة امرأة العام في نيو ساوث ويلز في 2018 – أن الجامعات الأسترالية إن تم الاستثمار بنتاجها العلمي بالشكل الصحيح، ستشكل مظلة بإمكان البلاد أن تحتمي بها من شرور الكوارث التي قد تحل في أي وقت، ضاربة مثال جائحة كوفيد-19 التي تسببت بإيقاف عجلة النمو الاقصادي وأدخلت أستراليا في حالة من الركود لم تشهدها من 29 عاماً.
تجدر الإشارة إلى أن د. زريقات درست وعملت في الأردن قبل أن تنتقل إلى سيدني لمتابعة دراساتها العليا في العلوم الطبية، وتمكنت خلال مسيرتها الأكاديمية من تسجيل عدة اختراعات، من أبرزها جهاز يساعد الجسم على بناء عظام جديدة، مما أكسبها سمعة عالمية كأحد رواد هذا المجال والأبحاث العلمية المرتبطة به.
وعلى الرغم من اعترافها بدور الحكومة في دعم الأبحاث العلمية، تعتقد زريقات أن الأبحاث الواعدة والأفكار المبتكرة في أستراليا تفوق التمويل المتوفر لتحويلها إلى واقع: "تتمتع أستراليا بكوادر علمية مؤهلة وصاحبة أفكار رائعة ولكن طريق ترجمة هذه الأفكار طويل ولا بد من استثمار المزيد من الجهد والوقت في سبيل قطاف النتائج."

Source: Tony Rinaldo/Radcliffe Institute
أستاذة الهندسة الطبية الحيوية في جامعة سيدني، أسست وحدة أبحاث الأنسجة والهندسة الحيوية في عام 2006 وكانت أول رئيسة امرأة للجمعية الأسترالية لأبحاث العظام. آخر أبحاثها تُعنى بإنتاج أعضاء بشرية ثلاثة الأبعاد ومن شأنها إحداث فقزة هائلة في مجال زراعة الأعضاء.
وشرحت د. زريقات المراحل التي تلي الأبحاث العلمية والتي تتطلب تمويلاً ضخماً لبدء التجارب السريرية للتأكد من فعالية البحث: "يبدأ العلماء والباحثون باستطلاع حاجة المريض ويبدأون أبحاثهم بناءً على ذلك. في أبحاث، لمست الحاجة إلى مادة تبني العظام وساعدني تمويل الحكومة على استكمال الأبحاث." ولكن التحديات الأصعب في طريق الباحث تأتي لاحقاً: "الصعوبة عندما يصل الاختراع لمرحلة التجريب. نحن نتحدث هنا عن مليارات الدولارات وسنوات طويلة."
وأكملت قائلة: "تظهر نتائج الأبحاث بعد 15 او 20 سنة. برأيي، يتوجب على العلماء الخروج من دائرتهم وعقد لقاءات أصحاب الشركات والهدف واحد: مساعدة البلد والمجتمع والإنسان وبالتالي الاقتصاد."
وتعليقاً على تقرير ديلويت الذي قدر خسارة أستراليا بحوالي 41 مليار دولار سنوياً بسبب توقف برامج الهجرة، قالت زريقات أن أستراليا التي نعرفها بصورتها الحالية مبنية على جهود المهاجرين من كل أنحاء العالم، مما عزز سمعة البلاد كنقطة جذب للخبراء والباحثين.
وعبرت زريقات عن اعتقادها بأن الحكومة لن تتباطأ طويلاً في السماح باستئناف الهجرة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك: "أهم شيء هو إزالة العوائق من طريق المهاجرين عند وصولهم ليتمكنوا من إفادتنا بخبراتهم وفي المجالات المتخصصين بها."
استمعوا إلى المقابلة مع البروفسورة هالة زريقات في التدوين الصوتي.




