"دراستنا تعتبر قطعة في بازل فهم بناء الأهرامات وهي تشرح سبب بناءها في مكانها الحالي."
هكذا يشرح تيم رالف الأستاذ المساعد في جامعة ماكوري في سيدني كيف تضيف دراسة شارك فيها مع مجموعة من الباحثين إلى فهمنا عن تاريخ مصر القديمة بشكل عام وبناء الأهرامات بشكل خاص.
"هناك اهتمام كبير خاصة في الإعلام بلغز طريقة بناء الأهرامات ولكن طريقة البناء هي جزء من عدة عوامل ساهمت في انتهاء الأهرامات على هذا النحو."
"النقاش حول بناء الأهرامات تتقاطع فيه اعتبارات ثقافية ودينية وبيئية أيضا."
أكبر تجمع للأهرامات في مصر يتكون من 31 هرمًا تم بناؤها على مدى ألف عام وتشمل الهرم الأكبر الشهير في الجيزة.
تقع الأهرامات على طول شريط ضيق من الأرض في الصحراء على بعد عدة كيلومترات غرب نهر النيل.
ورغم أن نهر النيل لعب دورا محوريا في بناء الحضارة المصرية القديمة، إلا أنه لم يتم حتى الآن شرح موقع العديد من الأهرامات وبعدها عنه.
في دراسة جديدة نشرت في مجلة Communications Earth & Environment تناول مجموعة من الباحثين من أستراليا ومصر والولايات المتحدة هذا اللغز.

أعضاء فريق البحث يقفون أمام هرم معبد وادي أوناس
لم يكن النيل دائمًا يبدو أو يتدفق بالطريقة التي يتدفق بها الآن. تخبرنا الدراسة الحديثة أنه من خلال قراءة المناظر الطبيعية في مصر الآن، يمكن العثور على آثار النهر السابق وفروعه مخبأة تحت سطح الأرض مباشرة.
ورغم أن كثيرا من معالم النهر وفروعه دفنت عبر القرون، إلا أنه بحسب ما يقوله تيم فإن "النيل أصبح جاهزًا لمشاركة أسراره مرة أخرى".
يشرح تيم: "الدراسة دي بتقدم نتائج جديدة حول فرع من نهر النيل لم تتم دراسته من قبل وقد قمنا بتسميته بـ"فرع الأهرامات"."
"من أجل التوصل إلى نتائجنا، قمنا بمسح شامل لمساحة ضخمة في محيط الأهرامات أكبر من أي دراسة سابقة."
بحسب الدراسة فإنه بمرور الوقت، تحرك فرع الأهرامات شرقًا وتوقف تدفق المياه فيه في النهاية بدون سبب واضح.
ولكن دراسة التاريخ ليست بمعزل عن الحاضر المعاش.
يرى تيم أن نتائج بحثهم الذي يصفه بـ"نافذة على الماضي" تعلمنا أن المشهد الطبيعي على الأرض ليس ثابتا بالشكل الذي يتخيله البعض.
يقول تيم: "يثبت لنا هذا كيف كان الناس قادرين على التكيف والمرونة في ذلك الوقت."
" تلك النظرة إلى الماضي يمكن أن تساعدنا في مواجهة تحديات اليوم."