إيزابيل داف التي تدرس حاليا علم الوراثة والمحاسبة في جامعة UNSW والتي قامت بنشر أول كتاب مصور لها مؤخرا كانت منذ أعوام قليلة لا تستطيع حتى مغادرة سريرها.
النقاط الرئيسية
- خلال العامين الأخيرين من المدرسة تغيبت إيزابيل التي كانت منهكة بسبب إصابتها بالاكتئاب وأحد اضطرابات الطعام عن حضور حصصها المدرسية
- تقول إيزابيل أن كلبها أعطاها سببا للإبتسام وللخروج من المنزل
- تحولت قصة إيزابيل والجرو الذي ساعدها على التغلب على مرضها العقلي إلى كتاب Cookie الذي طرح في المكتبات الشهر الماضي
نشأت إيزابيل التي تصف نفسها بأنها تحب كل ما يتعلق بالطبيعة في مزرعة في وسط غرب نيو ساوث ويلز.
تبدو قصة إيزابيل قصة ملهمة لفتاة حققت نجاحا أكاديميا ومؤلفة شابة استطاعت أن توقع عقدا مع دار نشر عالمية.
لكن جمال القصة يصبح أكثر وضوحا عندما نعود إلى بدايتها.
خلال العامين الأخيرين من المدرسة، تغيبت إيزابيل التي كانت منهكة بسبب إصابتها بالاكتئاب وأحد اضطرابات الطعام عن حضور حصصها المدرسية لدرجة أنها نادرًا ما كانت تطأ قدمها فصلًا دراسيًا.
لكن في عيد ميلادها الثامن عشر تغير كل شيء.
أهداها والداها جروا اسمته Saffy أو Saffron وهي كلمة تعني زعفران بالعربية. تقول إيزابيل أن سبب التسمية هو أن الزعفران أغلى من الذهب وهو شيء يصبع التعبير عنه بالكلمات.
استطاع الجرو شيئًا فشيئًا الوصول إلى قلبها وتحول كل عناق دافيء أو مداعبة بينها وبينه إلى خطوة في طريق استعادة إيزابيل لصحتها العقلية.
تقول إيزابيل: "كلبي هو صديقي المقرب وهو أجمل شيء في العالم."
إيزابيل تشرح كيف أن المصابين بالإكتئاب يجدون صعوبة في الإبتسام وفي إيجاد شيء يسعدهم. كما أنهم يجدون صعوبة في تصديق أن الناس يعنون ما يقولون عندما يعبرون عن حبهم لهم.
"لا يمكنك أن تنظر إلى كلب وتقنع نفسك أنه لا يحبك. تكون مشاعر الحب واضحة بشدة."
أعطى الجرو إيزابيل سببا للإبتسام والخروج من المنزل.
يارا خضر طبيبة الأمراض النفسية والعصبية للأطفال تقول أن استخدام الحيوانات في علاج مرضى الإكتئاب والقلق بدأ في الستينيات.
"وجد أن بعض أنواع الحيوانات مثل الكلاب والدلافين والأحصنة طريقة تواصلها الإجتماعي والسلوكي مشابهة للإنسان وأنهم دائما ما يسعون إلى هذا النوع من التواصل. ولهذا ظهرت فكرة جعلهم جزء من العلاج النفسي."
تشرح يارا كيف أن الحيوانات تساعد المرضى ذوي الأمراض العقلية على التركيز على مشاعرهم اللحظية بدلا من القلق على أمور تخص الماضي.
تحولت قصة إيزابيل والجرو الذي ساعدها على التغلب على مرضها العقلي إلى كتاب Cookie الذي طرح في المكتبات الشهر الماضي.

Child Psychiatrist Yara Khedr Source: Supplied by Yara Khedr
تقول إيزابيل أن فكرة تحويل القصة إلى كتاب جائت بالصدفة.
"أنا أقوم بتسجيل خواطري بشكل مستمر في دفتر يوميات. وعندما أهداني والدي الجرو ظللت أقوم بنفس الشيء وعلى مر الوقت أصبح لدي ما يشبة قصة أطفال."
تحكي إيزابيل كيف أنها قامت بمراسلة كل ناشري كتب الأطفال في أستراليا ولكنها قوبلت إما بالرفض أو التجاهل حتى جاءها رد إيجابي من دار نشر Exsicle Publishing عام 2020 خلال فترة الوباء.
يحمل الكتاب اسم الجرو في القصة والذي اختارته إيزابيل لأنها تقول أن "الكوكيز تجعل كل شيء أفضل".
تأمل إيزابيل من خلال الكتاب أن تتمكن من مساعدة الأطفال على الشعور بأنه لا بأس من التحدث عن الصحة العقلية عن طريق طرح الموضوع بطريقة مبسطة وغير مخيفة.
تقول إيزابيل: "من خلال فتح نقاشات مع الأطفال الأصغر سنًا، سيكون من الممكن كسر الحواجز التي تسببها الوصمة المجتمعية وإعطاء الأطفال اللغة والفهم الذي يحتاجون إليه لطلب المساعدة."
توضح يارا أنه من المهم خلق مساحة آمنة للأطفال للحديث عن مشاعرهم دون مواربة.

Source: Supplied by Isabelle Duff
"من المفيد أن يعرف الأطفال أنه ليس هناك مشاعر يحتاجون إلى إخفائها وأن هناك أناس حولهم يهتمون بما يشعرون به."
تضيف يارا: "هناك قيم يتبناها البعض تضع حدودا على المشاعر. بعض الناس يتخيلون أن المرونة على سبيل المثال تعني التحكم في المشاعر أو كبتها ولكن هذا غير صحيح."
الكتاب الذي يحكي عن العلاقة بين جرو وفتاة صغيرة تعاني من الاكتئاب والقلق يروي القصة من وجهة نظر الكلب.
تقول إيزابيل: "يوضح هذا كيف تكون تجربة الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب بمرض عقلي صعبة أيضا."
وبرغم المصاعب اللي واجهتها إيزابيل فقد نجحت بفضل الدعم الذي حصلت عليها من أسرتها ومدرستها في إنهاء دراستها الثانوية بنجاح والإلتحاق بالجامعة. كما وقعت إيزابيل عقد نشر لكتابها الأول في عام 2020 عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها.
ترى إيزابيل من خلال تجربتها أن أفضل ما يمكن أن يفعله أي شخص يمر بظروف صعبة هو طلب المساعدة.
"أي شخص يعاني صعوبات في الحياة أقول له: أطلب المساعدة. أي تجارب تمر بها في حياتك وتشعر أنها صعبة هي أسباب كافية لطلب مساعدة طبيب نفسي متخصص."
وبرغم النجاح الذي حققته إيزابيل فإنها تأمل في العودة يومًا ما لمساعدة عائلتها في إدارة المزرعة التي نشأت فيها.