قالت رئيسة جميعة المرأة المسلمة في كوينزلاند إن كل موقف عنصري يتعرض له الشخص يتطلب ردا مختلفاً، مشيرة إلى أن ضحايا الإسلاموفوبيا كن أيضا من غير المحجبات.
ونصحت النساء اللاتي يتعرضن لهكذا حوادث بتأمين سلامتهن أولا ومن ثم الركض نحو حارس الأمن أو رجل الشرطة أو دق جرس الإنذار في حال حصول الاعتداء في محطة نقل ومن ثم تبليغ السلطات عن هذا الحادث.
كما أشارت إلى أنه في حال كانت الفتاة ضعيفة وفي بيئة غير آمنة، يتوجب عليها السكوت وعدم الرد على المعتدي، مؤكدة على وجوب إبلاغ السلطات الحكومية.
وحول جدوى التوقف عن استخدام مصطلح الإسلاموفوبيا والاستعاضة عنه بمصطلحات مثل" تمييز عنصري" أو تمييز ديني"، دعت عبد السلام إلى الاستمرار باستخدامه لأنه يستهدف شريحة معينة من المجتمع.
وبخصوص أهمية تعلم الفتيات الفنون القتالية، أكدت على أهمية إجادتها بغض النظر عن دين أو عرق الفتاة، مستشهدة بحادث قتل آية مصاروة في ملبورن.
كما لفتت عبد السلام إلى أن سكوت المسلمين عن سلوك بعض المسلمين الذين يروجون لمواد تحريضية تجاه الآخرين، يغذي الكراهية تجاه الإسلام.
ما هو مصطلح الإسلاموفوبيا؟
مصطلح الإسلاموفوبيا يدل على السلبية وعدائية المواقف تجاه الإسلام والمسلمين بحسب تقرير "الإسلاموفوبيا، البعد الاجتماعي والخوف من الإرهاب، 2015" الصادر عن جامعة جنوب أستراليا.
وفي استراليا، يستخدم المصطلح بشكل واسع من قبل الأكاديميين، إلا أنه أصبح في السنوات الأخيرة جزءا من الخطاب السياسي والإعلامي.
وبالعودة إلى الوراء ، عرف المفكّر الفرنسي آلان كيليان في عام 1910، والذي عمل لوزارة المستعمرات الفرنسية في كتابه "السياسة المسلمة في أفريقيا الغربية الفرنسية"، الإسلاموفوبيا بالحكم المسبق تجاه المسلمين والمنتشر منتشراً "عند شعوب الحضارة الغربية".
ويقول في كتابه " بالنسبة لبعض المسيحيين والأوروبيين، المسلم هو العدو الطبيعي. أن تكون مسلماً، بالنسبة إليهم، هو أن تُنفي الحضارة، وأن تكون تابعاً لدين محمّد لا يعني شيئاً سوى الوحشية والقساوة والنية السيئة".
وبالنسبة للكثير من المفكرين، للإسلاموفوبيا جذور تاريخية، حيث يعتبرون أن العداء للإسلام نشأ منذ أّول تصادمٍ بين المسلمين والمسيحيين خلال الفتح العربي الإسلامي لجنوب أوروبا، ثم خلال الحملات الصّليبية في الشرق، وبعدها أثناء التوسّع الاستعماري الأوروبي في المجتمعات العربية والإسلامية.
أما المسؤول في وزارة المستعمرات الفرنسية والذي كان في السنغال، موريس ديلافوس فيقول إن الإسلاموفوبيا مبدأ من مبادئ الإدارة المحلية، و لا يتوجب على فرنسا أن تخشى المسلمين أكثر من غيرهم. لذلك فإن الإسلاموفوبيا لا تخدم فرنسا غربي أفريقيا".
من جهته، ذكر المفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق عام 1978 إن الغرب ربط الإسلام لفترة طويلة بالصور السلبية و القوالب النمطية، رابطا بين هذا التصادم بين الحضارتين المسيحية والإسلامية والخوف من الإسلام. ويضيف في كتابه "طيلة فترة طويلة من تاريخ أوروبا كان الشرق العربي المسلم الوحيد الذي يمثل تحدّياً كبيراً لها. وطيلة هذه الفترة، كانت فكرة الشرق في ذهن الغرب تتأرجح بين الاحتقار والخوف".
إلا أن هذا المصطلح لم يظهر على الساحة بشكل مكثف باللغة الإنجليزية إلا عام 1997، عندما قام مركز دراسات بريطاني يساري التوجه يدعى رنيميد ترست، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين. وبعد ذلك استخدم مصطلح " الإسلاموفوبيا" بكثرة في مؤتمرات مختلفة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في فرنسا وأميركا وأوروبا.