رغم أن الفئات العمرية الشابة ليست في طليعة الفئات الأكثر تأثراً بالفيروس لناحية الإصابات وحالات الوفاة، إلا أن الآثار غير المباشرة للجائحة على حياتهم ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والنفسي قد تستمر لسنوات قادمة وسيبقى شبحها يلاحق من باتوا يُعرفون باسم "جيل كورونا".
النقاط الرئيسية
- علامات الاضطراب من الحائحة لدى الأطفال تتضمن عدم قدرتهم على النوم وتناول الطعام كالمعتاد.
- الطبيبة النفسية د. دينا محمود تنصح بإشراك الطفل في القرارات داخل المنزل والسماح له بالتعبير عن مشاعره السلبية.
- تنصح الطبية كذلك بضرورة تخصيص وقت للعب وتقديم المعلومات الصحيحة عن الفيروس بطريقة مبسطة.
وحسب بيانات منظمة اليونيسف فحتى تشرين الثاني نوفبر من العام الماضي، شكّل الأطفال ما نسبته 11% من إجمالي إصابات الفيروس حول العالم.
وقالت الأخصائية النفسية في مستشفى الاطفال في ويستميد د. دينا محمود - وهي عضوة جمعية المهن الطبية العراقية في أستراليا ونيوزلندا – أن الأطفال تأثروا بالفعل على أكثر من صعيد: "التغييرات التي طرأت على الدراسة والقيود على الأنشطة ولا ننسى القلق الذي أصاب الأهل وانعكس على الأطفال".
وترى د. دينا أنه يتوجب على الأهل في هذه الفترة التركيز على العلاقة مع الطفل والتحلي بالهدوء ورباطة الجأش "كي يشعر الأطفال بالأمان".

Children offer their assessment of the coronavirus and the government's performance in managing the pandemic. Source: Supplied
إذا بات الطفل يميل للانعزالية ففي ذلك إشارة على اضطراب في قدرته على التأقلم مع الجائحة.
وعن الإشارات التي تنذر بالخطر لدى الأطفال، قالت د. دينا ان ساعات نوم الطفل وقابليته للطعام من بين الأمور التي يتوجب على الأهل التنبه لأي تغييرات تطرأ عليها.
واستطردت قائلة: "إذا شعرتم بأن الطفل لم يعد راضياً عن الواقع. إذا تغيرت تصرفاته النمطية وبات يرتكب تصرفات سلبية، ففي ذلك إشارة على عدم قدرته على التأقلم مع تبعات الجائحة".
وفي ضوء فيض المعلومات التي يمكن للأطفال الاطلاع عليها، طور بعضهم مفاهيم خاطئة عن الفيروس: "صار منهم من يخاف من الفقدان ويشعر بأن أهله سيصيبهم مكروه ما يدفعه للشعور بالخطر. قد يراود الطفل هكذا شعور حتى وإن كان أهله بصحة جيدة".
وفي هذا السياق، ترى د. دينا أن استخدام "لغة مفهومة ومطمئنة" ضروري لشرح المعلومات عن الفيروس للأطفال لا سيما في ضوء التغيرات المتسارعة على صعيد الإغلاقات وظهور متحورات جديدة تؤثر في مجملها على الاستقرار النفسي للأطفال.
لا تعطي الطفل معلومات خائطة على اعتبار أنه غير مدرك لما يحدث حوله.
وختمت الطبيبة بتقديم نصائح للأهل قائلة: "أنتم الأهم في حياة أطفالكم وعليكم الاعتناء بأنفسكم ولا بد لكم من التعبير عن مشاعركم بهدوء".
وأشارت د. دينا إلى أهمية الإبقاء على روتين يومي في المنزل كمواعيد محددة للنوم وتناول الطعام وأداء المهام المنزلية وتخصيص وقت ليتسنى للأطفال اللعب.
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في المقابلة مع د. دينا محمود في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.




