يستعد عشرات الآلاف من طلاب الصف الثاني عشر للخضوع لامتحانات الصف الثاني عشر الHSC والإنتقال من المرحلة المدرسية الى الجامعية.
وفي ظل الإغلاقات المتكررة، شهدت أسترالية سنة غير اعتيادية لم يسبق لها مثيلا اتسمت بالدراسة عن بعد بحيث كانت أيام الغياب عن الصفوف المدرسية فيها للحد من انتشار كورونا، أكثر من الأيام التي عجت فيها المدارس بالحضور الشخصي للطلاب.
وبالإضافة الى تحديات الدراسة عن بعد، وضغوطات التحضير لسنة مفصلية في حياة الطالب، برز تحدي الحصول على لقاح كورونا ومقترح اختبار يومي سريع لتمكين طلاب الصف الثاني عشر من العودة الى المقاعد الدراسية وبالتالي تقديم الإمتحانات الرسمية.
وتعتبر نتائج الأمتحانات الخط العريض للحقبة العملية المستقبلية للطالبأ اذ تعتمد الجامعات على نتائح امتحانات الHSC المعوفة اختصارا بالATAR في عملية قبول الطلاب.
لذا تشكل الإمتحانات الرسمية نقطة مفصلية، تتوّج اثنتي عشرة سنة من الجهد والدراسة وهي بمثابة مفترق طرق، يفتح آفاقا جديدة وصفحة جديدة أمام الطالب في خيار هو الأكبر من ضمن القرارات الحياتية الأساسية.
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي24، قالت السيدة ماغي حنا: "تحديات الحياة خلال الفترة الوبائية كانت صعبة على الجميع، لا سيما طلاب الصف الثاني عشر الذين يواجهون ضغوطات إضافية لتلك التي عادة ما يختبرها الطلاب قبل الأمتحانات في الأحوال العادية."
"الدراسة عن بعد السنة الماضية كانت صعبة وأثرت سلبا على النواحي النفسية والعلمية و اذا ما نظرنا في التحضيرات اللازمة لتقديم الإمتحانات الرسمية، هذه السنة هي أصعب."
وأعربت السيدة طوق عن شعورها بالخيبة اذاء الوضع الوبائي الذي أبعد الطلاب عن المدارس وحرمهم من أجمل اللحظات المدرسية وأهمها: "أنتظرت منذ 12 سنة، اليوم الذي سينتقل فيه ابني البكر من المرحلة المدرسية الى الجامعية، كنت أتطلع الى مشاركته بأصغر التفاصيل، وهو يتحضر لامتحانات السنة المدرسية الأخيرة وأفرح بتخرجه، أفكر أحيانا أنه قد لا يرتدي الزي المدرسي بعد الآن وقد يفوته توديع رفاق المقاعد الدراسية كما كان معتادا قبل الوباء."
"فجأة، لن يتمتع الطلاب باللحظات الوداعية لمدارسهم، أعلم ان هناك مشاكل أكبر من ذلك ولكنها أيضا غصة ، لأن الأهل يحلمون بتخرج أبنائهم منذ صغرهم، هذه الأمور لا تتكرر، تحدث مرة واحدة فقط، ليست كمناسبة عيد ميلاد الولد الذي يمكن تأجيل الإحتفال به مرات أخريات في السنوات القادم، بعض المناسبات ان مرّت لا تعاد ."
"كل أم تشعر ان هناك نقص ما في اختتام ولدها للمرحلة الدراسية هذه السنة، خاصة اذا كانت تمر بهذه الخبرة لأول مرة."
من جهة أخرى، أشارت السيدة طووق الى ضرورة تأمين أجواء هادئة للطلاب داخل المنزل " بدأت الإمتحانات التمهيدية والطلاب لا يعرفون كيف يركزون ويراجعون المواد، الوضع ازداد صعوبة والطلاب يشعرون بالضغط."
"أحاول قدر المستطاع ان أعطي الأولوية لأبني الكبير، الذي يتهيأ للأمتحانمات الرسمية بالرغم من ان إخوته يدرسون عن بعد أيضا، أسعى لتأمين السكينة والهدوء، كي لا تشتته الأصوات الأخرى ولا يفقد تركيزه بسبب الضجة."
"لا أدري ما اذا كان سيحصل الطلاب على العلامات التي تخولهم لدخول الجامعة التي يبتغونها."
هذا وتسعى السلطات الصحية والحكومية الى تسريع وتيرة التلقيح في صفوف طلاب الصف الثاني عشر قبل الأمتحانات الرسمية المرتقبة قريبا،واعتبرت السيدة طوق ان هذا: "يشكل تحديا اضافيا ويزيد من الضغوط، اذ بات اللقاح أساسيأ لتأهيل الطالب للخضوع للإمتحانات الرسمية."
"لست ضد اللقاح، تلقيته أنا وزوجي أيضا تلقاه، ولكن يجب ان يكون هناك بدائل، كأم لدي مخاوفي لأنهم ما زالوا في مرحلة النمو، ابني له رأي مختلف، تمكننا من تحديد موعد تلقيح لابني منذ أيام ليتمكن من تقديم الإمتحانات"
وفي الختام، نصحت السيدة طوق، أمهات الطلاب وآبائهم بالتحلي بالصبر معترفة بالضغوط الكثيرة التي يمر بها الجميع :" على الأم ان تتقوى بالرغم من ان الجميع تعبون، دعمها لأولادها أمرٌ حيوي يساعدهم على الوقوف والمضي قدما."
وفيما أعربت السيدة طوق الله على امتنانها على نعمة السلامة والصحة، دعت الجميع الى الإلتزام بالتدابير الصحية لنخرج معا من هذا النفق المظلم: "البعض يستهترون بالوباء ويجب أن نأخذ الأمور على محمل الجد لحماية أبنائنا."
"لا ننس ان الأولاد لا يمكنهم الخروج والترفيه فلنأخذهم بالرأفة وطول الأناة."
كما شددت السيدة طوق على ضرورة المرافقة والتواصل مع الأبناء في هذه الفترة التي يسودها عدم اليقين "نتحدث مع أولادنا ونواجه مخاوفهم وقلقهم، هذه المرحلة مؤقتة، لن تدوم، ولا بد من المواظبة على تعزيز المعنويات وبث الأمل في نفوس الأولاد الى ان تحول الأحوال الى الأفضل."