أعلنت المجاعة في منطقة بغزة، في أول تصنيف من نوعه في القطاع بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي يشير الى أن ما يقرب من ربع الفلسطينيين في غزة يعانون من الجوع.
أفاد نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن 514 ألف شخص يعانون من المجاعة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 641 ألفًا بنهاية أيلول/ سبتمبر فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تقرير تصنيف المجاعة هو محض افتراء قائلًا: "هذا افتـراء والتاريخ سوف يحكــم على من ينشره" مؤكدًا أن سياسة إسرائيل تتمثّل في تجنب المجاعة في غزة والجوعى الوحيدون هناك هم الأسرى الإسرائيليون.
إن ما يقرب من ربع الفلسطينيين يعانون من المجاعة اذ يتواجد حوالي 280 ألفًا من هؤلاء الأشخاص في منطقة شمالية ويتواجد الباقون في دير البلح وخان يونس، المنطقتين الوسطى والجنوبية اللتين توقع التصنيف المرحلي المتكامل أن تكونا في حالة مجاعة بنهاية الشهر المقبل.
نفت إسرائيل التقرير ووصفته بأنه "كاذب ومتحيز"، حيث صرّح الجهاز العسكري الذي يُنسّق إيصال المساعدات إلى غزة بأن مركز التخطيط الإسرائيلي (IPC) استند في مسحه إلى "بيانات جزئية صادرة عن حركة حماس الإرهابية".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "في الأسابيع الأخيرة، أدى تدفق هائل للمساعدات إلى غمر القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، مما تسبب في انخفاض حاد في أسعار المواد الغذائية". وأضافت: "سيُلقى هذا التقييم أيضًا في سلة المهملات الدنيئة للوثائق السياسية".
يقول الأمين العام للأمم المتحدة إن المجاعة نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية.
لم يفاجأ مدير منظمة أكشن إيد في الأراضي الفلسطينية، جميل سوالمة بهذا التقرير معربًا عن تحذيره من خطورة إغلاق المعابر التي أدت إلى تفاقم وضع الأمن الغذائي في قطاع غزة منذ مطلع آذار/مارس مطلع هذا العام حيث أغلقت إسرائيل المعابر كافة ومنعت دخول الماء والغذاء والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية.
أوضح سوالمة أن الوضع الإنساني الكارثي الذي حذّر منه امتد منذ أشهر طويلة في قطاع غزة قائلًا:
" على المجتمع الدولي أن يقف عند مسؤولياته الآن وعلى الدول أيضًا وضع معايير عملية على الأرض لإجبار إسرائيل على التدخل وعدم عرقلة المساعدات وعرقلة طواقم المؤسسات الإنسانية من أداء عملهم في قطاع غزة والذي يعد ضرورة في الوقت الحالي لتفادي ما يمكن تفاديه من حالة المجاعة".
أنذر سوالمة من الآثار المترتبة على المجاعة والتي يمكن أن تكون هناك طويلة المدى سيما على الأطفال والنساء الحوامل موضحًا:
نحن نعلم أن هناك ما يقارب 100 ألف امرأة ما بين مرضعة وحامل في قطاع غزة لا يتمكّن من الحصول على أدنى مقومات الغذاء الصحي
" هناك ضرورة وحاجة لتحرك جدّي وعاجل وعملي من أجل تفادي ما يمكن تفاديه من حالة المجاعة التي تم إعلانها رسميًا".
لكي تُصنّف منطقة ما على أنها في حالة مجاعة، يجب أن يعاني ما لا يقل عن 20% من سكانها من نقص حاد في الغذاء، حيث يعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان من كل 10,000 شخص يوميًا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض
قال مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر ان هذه المجاعة التي ضربت اجزاءً من غزة كان يمكن أن نتجنبها محملًا اسرائيل مسؤولية العرقلة الممنهجة التي تتبعها، ما ينفيه الجانب الاسرائيلي الذي وصف التقرير بأنه "كاذب ومتحيز".
عمّا إذا كان من الممكن تفادي هذه الكارثة الإنسانية يجيب سوالمة:
بات واضحًا أن المجاعة في قطاع غزة هو مجاعة مهندسة أي مجاعة من صنع البشر وبالتالي وهذا ما صرّح به توم فليتشر مستندًا إلى وجود عرقلة ممنهجة لوصول المساعدات لقطاع غزة المتمثل بإغلاق المعابر منذ 2 من آذار/مارس هذا العام
توقّف سوالمة عند عرقلة عمل الطواقم الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة على طول فترة الحرب من خلال مهاجمة القوافل أو توجيهها نحو طرق تمر ضمن مناطق قتال خطيرة أو مناطق تنشط فيها العصابات التي تعتدي على مواكب المساعدات وتسرقها قائلًا:
"لا شك أن هذه الكارثة الإنسانية بشكل عام كان يمكن تفاديها من خلال تمكين المؤسسات الدولية من توزيع المساعدات ضمن برامجها التي كانت قائمة وضمن إمكانياتها التي كانت خلال فترة الحرب".
وتابع موضحًا:
" كان هناك عدد محدد من الشاحنات لا تكفي لإشباع نقطة في بحر الاحتياجات وما زال السكان يعانون بشكل يومي للحصول على وجبة إن تمكنوا وإن لم يتمكنوا ربما يحصلوا على وجبة كل يوم أو يومين".
لطالما اشتكت الأمم المتحدة من العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها في جميع أنحاء منطقة الحرب، مُلقيةً باللوم على إسرائيل والانفلات الأمني.
انتقدت إسرائيل العملية التي تقودها الأمم المتحدة، واتهمت حماس بسرقة المساعدات، وهو ما ينفيه المسلحون.
صرح المركز الدولي للتخطيط (IPC) أن التحليل الذي صدر يوم الجمعة 22 آب/أغسطس يشمل فقط سكان محافظات غزة ودير البلح وخان يونس. ولم يتمكن المركز من تصنيف محافظة شمال غزة بسبب القيود المفروضة على الوصول ونقص البيانات، كما استبعد أي سكان متبقين في منطقة رفح الجنوبية نظرًا لقلة سكانها.
قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن المجاعة في غزة كانت نتيجة مباشرة لأفعال الحكومة الإسرائيلية، وحذر من أن الوفيات الناجمة عن الجوع قد ترقى إلى جريمة حرب.
لطالما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من "كارثة إنسانية كارثية" في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.
يأتي تحليل التصنيف الدولي للأمن الغذائي بعد أن صرّحت بريطانيا وكندا وأستراليا والعديد من الدول الأوروبية بأن الأزمة الإنسانية قد وصلت إلى "مستويات لا تُصدق" بعد قرابة عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
هذا وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي بأن الكثير من الناس هناك يتضورون جوعًا، مما وضعه في خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي نفى مرارًا وجود مجاعة.
هذه هي المرة الخامسة خلال السنوات الـ 14 الماضية التي يُحدد فيها المركز الدولي للتخطيط حالة المجاعة.
ماذا يقتات الغزاويون اليوم؟ ما هي وجبة الطفل الغزاوي ومتى كانت آخر مرة ذاق فيها المنتجات الحيوانية؟
الإجابة مع جميل سوالمة، مدير منظمة أكشن إيد في الأراضي الفلسطينية، في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.