لم يكن يعلم أنثوني أن العاشر من أيار مايو الماضي سيكون أكثر من مجرد يوم عمل عادي، استيقظ باكراً كعادته واتجه إلى ورشة البناء التي يعمل بها في أحد ضواحي سيدني حيث كان وقتئذ لا يزال على مقاعد الدراسة في جامعة سيدني التقنية UTS والتي أنهى فيها دراسته في الهندسة المدنية منذ أيام.
"لم أكن أتوقع يوماً أن أتعرض لحادث كهذا" هذا ما قاله المهندس حديث التخرج في حوار مع راديو أس بي أس عربي24، ولعل ارتباط العاشر من أيار مايو بمناسبة عيد الأم، ستحفر هذا اليوم في ذاكرته إلى الأبد. يقول أنثوني أن الوقت كان مبكراً وضوء الشمس لا يزال خافتاً وعلى الرغم من اجراءات السلامة في مكان العمل إلا أنه انزلق ليقع على قضبان حديدية بحيث اخترق احدها صدره بعمق 20 سنتيمتراً.
ولعل صدمة الموقف جعلته يتصرف سريعاً ويسحب جسده بعيداً عن القضيب الحديدي، ليُهرع به إلى المركز الصحي القريب من الموقع ليخبروه هناك أن حالته تستوجب العلاج في المستشفى على الفور. "انطلقنا أنا ووالدي في السيارة إلى المستشفى الذي كان يبعد حوالي 20 دقيقة، وتبين أن القضيب الحديدي أحدث فجوة داخل التجويف الصدري (..) تبين أن الحديد كان على بعد سنتمترات من قلبي ولكنني لم أدرك ذلك."
Source: Supplied
وبعد إجراء الفحوصات والأشعة اللازمة، خضع لعملية جراحية عاجلة، ورقد بعدها في المنزل لأسبوعين. ولم يتردد بعدها في العودة مباشرة إلى موقع البناء، ولدى سؤاله عما إذا كانت الحادثة أثرت على حماسته للعمل، أجاب قائلاً: "برأيي على الشخص ألا يخاف، عليه أن يواجه الأمر ويعاود العمل بمجرد أن يتعافى."
وعلى الرغم من إشادة أنثوتي بمعايير السلامة المطبقة في أماكن العمل وفي مواقع البناء على وجه الخصوص، قال أن كثيراً من عمال البناء لا يأخذونها على محمل الجد وعلل ذلك بالقول "ربما يستبعدون احتمالية تعرضهم لحوادث (..) كذلك يركزون على إتمام العمل فقط عوضاً عن إتمامه مع أخذ سلامتهم الشخصية بعين الاعتبار."
Source: Supplied
وعادة ما تكون القضبان الحديدية المستخدمة في البناء مزودة برأس بلاستيكي ولكن في الحادثة المذكورة، كسر هذا الرأس بسهولة لذا طرح أنثوني تساؤلاً عما اذا كان ممكناً إعادة النظر في هذا إجراءات السلامة في هذا الشأن، واقترح التدقيق في أماكن العمل في مراحل مختلفة من اليوم من خلال مسؤولي السلامة في الموقع وايجاد آلية لتسجيل الأوقات التي تم فيها ذلك.
استمعوا لمقابلة أنثوني في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة.
