"عملت جزارا وطاهيا وعامل بناء": كيف يواجه المهاجرون تحديات الهجرة بعد سن الأربعين؟

Hossam.jpg

Hossam Salem Credit: Hossam Salem

الهجرة في أي عمر هي تجربة لها تحدياتها. ولكن ماذا عن الهجرة بعد الأربعين؟ ما الذي يدفع شخصا وصل إلى قدر كبير من الاستقرار أن يترك كل شيء ويبدأ من جديد؟


النقاط الرئيسية:
  • تشير الأرقام الرسمية إلى أن غالبية المهاجرين إلى أستراليا هم من الشباب الذين تتراوح أعمار 61.2٪ منهم بين 18 و 34 عامًا
  • يقول حسام الذي يبلغ من العمر 46 عاما إن أبناؤه كانوا هم الدافع وراء قراره الهجرة بعد سن الأربعين
  • يقول أحمد أن احتمالية العودة إلى الاستقرار في مصر كانت تقلقله بسبب ما أسماه "تآكل الطبقة المتوسطة"
"عملت جزارا وعاملا في مصنع لحديد البناء وطاهيا في مطعم وقمت بتوصيل طلبات الطعام إلى المنازل."

هكذا يصف حسام سالم الذي يعمل مهندسا مدنيا الأعمال التي اضطر للقيام بها في بداية رحلة الهجرة إلى أستراليا التي بدأها بعد عامه الأربعين بقليل.

"عملت أنا وزوجتي في قطر لسنين طويلة وجئنا إلى هنا بمبلغ مالي جيد كننا ننوي أن نستخدمه كمقدم لشراء منزل أو لشراء سيارة."

ولكن وباء الكوفيد الذي وجد طريقه إلى أستراليا بعد عدة أشهر فقط من وصول حسام وأسرته عام 2019 كان له رأي آخر.

"بقينا ما يقرب من عام بلا عمل ولذلك اعتمدنا بشكل كامل على مدخراتنا التي نفذت بشكل كام."

"كان حسابي البنكي صفر وكان لا يزال عليا دفع الإيجار وهذا ما دفعني للبحث عن أي عمل كان لأستطيع أن أفي بالتزاماتي المالية."
تجربة الهجرة مليئة بالتحديات مهما كان عمر المهاجر.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن غالبية المهاجرين إلى أستراليا هم من الشباب الذين تتراوح أعمار 61.2٪ منهم بين 18 و 34 عامًا.

ولكن ماذا عن الهجرة بعد الأربعين؟ ما الذي يدفع شخصا وصل إلى قدر كبير من الاستقرار المادي والمهني أن يترك كل شيء ويبدأ حياة جديدة في مكان جديد؟

يقول حسام الذي يبلغ من العمر 46 عاما إن أبناؤه كانوا هم الدافع وراء قراره الهجرة بعد سن الأربعين.

"الحياة في الخليج خطة قصيرة الأمد. لم يكن هناك احتمال الحصول على إقامة دائمة أو جنسية. رأيت أن السفر إلى أستراليا سيمنح أبنائي مستقبلا أفضل من حيث التعليم والرعاية الصحية وظروف الحياة."

تتشابه دوافع حسام للهجرة مع دوافع أحمد طه الذي حسم أمره عام 2016 وقرر ترك عمله المستقر في دبي والهجرة إلى أستراليا عام 2016.

كان أحمد قد أتم عامه الأربعين وكانت صلاحية إقامته الدائمة التي كان قد حصل عليها قبل أربعة أعوام قد قاربت على الانتهاء.

Ahmed.jpg
Ahmed Taha Credit: Ahmed Taha

يقول أحمد لأس بي أس عربي: "كان علي أن أحسم أمري وقد كان القرار قرارا عائليا اتخذته أنا وزوجتي."

"كان يدفعني بشكل أساسي الخوف من تكرار ما حدث أثناء الأزمة المالية العالمية حيث اتضطر الكثير من الوافدين إلى ترك أعمالهم وهذا أثر بشكل أكبر على الأطفال."

يقول أحمد أن احتمالية العودة إلى الاستقرار في مصر كانت تقلقله بسبب ما أسماه "تآكل الطبقة المتوسطة".

"في مصر الفروقات بن الطبقات كبيرة. لم أكن أريد لأبنائي أن يعيشوا تلك الصدمة."

"في أستراليا مهما حدث فالوضع مستقر بشكل أكبر والطبقة المتوسطة هي الغالبة."

يرى كل من حسام وأحمد أن النصيحة التي يمكن أن يقدماها لمن يرغب في خوض تجربة الهجرة بعد الأربعين هي خفض سقف التوقعات والاستعداد لأسؤأ الاحتمالات.

يقول حسام لأس بي أس عربي: "هذه هي النصيحة التي أقدمها لمن يرغبون في الهجرة في عمر متقدم. هل ستقبل أن توصل طلبات طعام؟ أو أن تحمل بضائع على كتفك؟ أو أن يرفع أحدهم صوته عليك لأنك لا تستطيع القيام بعمل ما؟"

يقول أحمد إنه أعد نفسه قبل السفر لأسوأ الاحتمالات.

"وصلت وأنا مهيء ذهنيا لاحتمالية أني سوف أنفق كل مدخراتي وأني سوف أضطر للعمل في أية وظيفة متاحة."

"يجب عليك فهم أن كل ذلك قد يحدث لك حتى لا تنهار نفسيا مع الصدمات."
أحمد الذي كان يعمل في منصب إداري في إحدى الشركات المرموقة في دبي واجه بعض المصاعب في البداية في إيجاد عمل ولكنه يقول أنه لا يمكن تسميتها بـ"الإحباطات".

"قدمت على وظائف وحضرت مقابلات ورفضت العديد من المرات ولكن لحسن الحظ لم يستمر ذلك أكثر من ثلاثة شهور."

تشير الدراسات إلى أن العمال المهاجرين الأكبر سناً يشعرون بالتمييز المتفشي في سوق العمل.

يقوم بعض أصحاب العمل برفض طلبات توظيف الأشخاص الأكبر سنا دون مراعاة خبرتهم الكبيرة في مجالات العمل المختلفة.

يؤدي هذا إلى شعور المهاجرين وعائلاتهم بمشاعر الحزن والإحباط.

يحكي أحمد كيف حدثت الانفراجة قبل أسبوع واحد فقط من أن يبدأ عمله في أحد محلات البقالة في وسط مدينة سيدني.

"كنت بالفعل قد اتفقت مع أحد أصدقائي أني سوف أقوم بشغل بعض نوبات العمل في أحد محلات البقالة الأسبوع القادم عندما جائني ذلك الاتصال."

حصل أحمد على عمل مؤقت وكان هذا طريقه نحو دخول سوق العمل في أستراليا.
Hossam1.jpg
Hossam Salem Credit: Hossam Salem
استغرق الأمر وقتا أطول من حسام الذي تنقل بين عدد من الوظائف المختلفة بعضها كان منهكا جسديا حتى جاءه الخبر السعيد.

"كنت عائدا من عملي كعامل في أحد المصانع وكنت مرهقا جسديا للغاية وكنت أقود السيارة لمسافة كبيرة. عندما أخبرني شخص عبر الهاتف أني حصلت على وظيفة توقفت على جانب الطريق وأجهشت في البكاء."

حصل حسام على وظيفة مهندس في المجلس المحلية لمدينة توومبا في ولاية كوينزلاند.

ولكن هل ندم أي منهما على التضحيات التي قدماها؟

يقول أحمد أنه سعيد بأنه اتخذ القرار في الوقت المناسب لأن شروط الهجرة أصعب الآن.

"لو عاد بي الزمن لاتخذت نفس القرار."

يشرح حسام كيف أنه غير نادم وأنه استفاد من التجارب التي مر بها وأنه تعلم منها الكثير.

"أرجو أن يتذكرني أبنائي في المستقبل ويقولوا إني فعلت شيئا جيدا من أجلهم."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

 

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand