حُكم بالسجن مدى الحياة غير قابل للإفراج، على منفذ هجومي مدينة كرايستشرش في نيوزيلندا. الحكم هو الأشد في البلاد وقد صدر اليوم للمرة الأولى في تاريخها البلاد، بحق شخص خاطبه القاضي بالقول "أنت لست مجرما فحسب، بل أنت إرهابي".
وكان برنتون تارنت أقر في مارس الماضي، بالذنب في التهم الموجهة إليه، والتي تضمنت إحدى وخمسين تهمةً بالقتل و40 تهمة بالشروع في القتل، وتهمة ارتكاب عمل إرهابي. وجاء هذا الحكم بعد ثلاثة أيام من جلسات استماع متواصلة روى فيها الناجون، وأهالي الضحايا المعاناة التي مروا بها جراء الهجومين.
النقاط الرئيسية
حكم بالسجن مدى الحياة
رئيسة وزراء نيوزيلندا تقول "هذا الإرهابي يستحق العيش في صمت مطبق"
رئيس وزراء أستراليا يصف ما قام به بالعمل "الإرهابي الخسيس"
في المحكمة العليا في مدينة كرايسترش النيوزيلندية، قال القاضي Cameron Mander عند إصداره الحكم بحق برانتون تارانت إن الأخير أظهر قسوة ولامبالاة قاسية في تنفيذ جرائمه المدفوعة أيديولوجيًا. وبدا منغمسا تماما بما كان يقوم به، لا تظهر عليه علامات الندم أو الخجل.
وأضاف القاضي ماندر إن الجرائم كانت جبانة، ونُفِذّت بدم بارد، تدفعها "أيديولوجية مشوهة وخبيثة" متجذرة في التعصب الديني والعرقي".
وأضاف إنه ليس هناك شك كبير في أن الأسترالي انتقل إلى نيوزيلندا في 2017 لاستهداف الجالية المسلمة. ووجه كلامه للجاني قائلا: "أتيت إلى هذا البلد لتقتل".
وقال القاضي ماندر، إنه لا توجد كلمة محددة تكفي نظرا لخطورة الجرائم. وقال "لكن جرائمك شريرة لدرجة أنك حتى لو تم احتجازك حتى وفاتك فلن تستنفد متطلبات العقوبة والإدانة".
وكان المُدان تنازل عن حقه في تقديم أي مذكرات للحكم ، لكنه طلب من محامٍ احتياطي إخبار المحكمة أنه لا يعارض عقوبة السجن مدى الحياة. ولم يُبدِ أي مشاعر عند قراءة الحكم. وفي التفاصيل التي كشفت عنها المحاكمة، أن المهاجم بدأ بتجميع الأسلحة ورسم مخططه منذ شهر سبتمبر 2017 .
رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسنيدا أردرن التي وصفت الهجوم بعد حدوثه بأنه "أحد أحلك الأيام في بلادها"، توجهت اليوم إلى الجالية الإسلامية في بلادها وقالت لهم إن ما حصل في 15 مارس 2019 صعب أن ينسى، مشيدة "ببطولة" الذين قدموا شهاداتهم أمام المحكمة رغم صعوبة الموقف، وعبرت عن دعمها واحتضانها لهم.
أما في ما يتعلق بمنفذ الهجوم فقالت أردرن "آمل أن يكون اليوم هو آخر يوم نسمع باسم ذلك الإرهابي، الذي يستحق حياة من الصمت الكامل والتام".
ولمعرفة كيف تلقت الجالية المسلمة في نيوزيلندا وسكان كرايستتش هذا الحكم اليوم، تحدثنا مع وليد وحش، الذي فقد صديقه المهندس منير سليمان في الهجوم.

وليد وحش فقد صديقه في هجوم كرايستشرش Source: Walid Wahsh/ AAP
ففي حديثه مع SBS Arabic24 قال وليد "إن الجالية الإسلامية هناك قريبة جدا من بعضها البعض، والألم يلف الجميع".
وخلال ثلاثة أيام من الاستماع كُشفت تفاصيل مخيفة: المدان خطط هجومه بكل دقة، استعد لهجماته منذ سنوات ورصد المواقع بطائرة مسيرة، وكان يسعى لإيقاع أكبر عدد من القتلى وبأنه خطط لاستهداف مسجد ثالث لكن الشرطة أوقفته. وكان يتمنى حرق المساجد بعد الهجوم.
وفي أول مواجهة مع المهاجم تحدث الناجون عن كيفية اختبائهم تحت الجثث لتجنب الرصاص الطائش، كما وروى أقارب وذوو الضحايا المعاناة والصدمة التي شعروا بها بعد المذبحة التي صدمت العالم ودفعت نيوزيلندا لحظر الأسلحة شبه الآلية والعسكرية.
استمعوا إلى اللقاء كاملا مع وليد وحش تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.



