ينظم متحف سيدني اليهودي معرضاً جديداً تحت اسم "يهود من أراضي الإسلام". حيث يشمل المعرض قطع أصلية من حياة عائلات يهودية عاشت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال حقب زمنية مختلفة.
تقول راشلين بردى اليهودية من أصول مصرية وإحدى المنظمين للمعرض إنه يهدف إلى التعريف بتاريخ "لا يجب أن ينسى".
الكثير من اليهود من أصول عربية يتذكرون حياتهم في الشرق الأوسط بنوع من الحنين إلى الماضي. بالطبع الخروج من أوطانهم كانت مرحلة مؤلمة جداً. ومع ذلك معظمنا يتشبث بنظرة إيجابية إلى تلك الأيام.
تاريخ عريق
يحيك المعرض نسيج رواية تتجسد في مقتنيات وآثار من حياة اليهود السفارديم، وهي مجموعة من اليهود يعود تاريخها إلى إسبانيا، قبل نزوحهم من أوروبا في العام 1492 ,واستقرارهم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. تعلم معظمهم العربية الدارجة لأهل البلاد التي استقبلتهم حتى منتصف القرن الماضي ومنها مصر والمغرب وسوريا وفلسطين.
هاجر معظم اليهود السفارديم تاركين العالم العربي بعد تأسيس دولة إسرائيل وبداية الصراع العربي الإسرائيلي.
ولكن بحسب راشلين، معظم يهود أستراليا يتحدرون من أوروبا الشرقية ودول أوروبية أخرى. حيث وصفتهم بالـ"ناجون من المحرقة" وقالت إنهم "لا يعرفون شيئاً عن اليهود من البلاد العربية".

The Jews from Islamic Lands" exhibition at the Sydney Jewish Museum showcases artefacts reflecting Sephardi Jewish history. Source: Courtesy of the Sydney Jewish Museum / Photography by Jarrod Bryant
الجالية اليهودية في أستراليا لم تقدر مساهمات ومكانة اليهود من أصولٍ عربية منذ البداية، وهذا المتحف بمثابة اعتراف بمنزلة اليهود من أصول عربية وتاريخهم العريق.
وتقول راشلين إن المعرض يحتوي على قطع تعكس تاريخ ثري بجانب التاريخ الديني المشترك لكل اليهود. ومنها شمعدانات وكتب توراة قديمة من معابد السفارديم في العراق ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط.
وتم التبرع بجميع القطع المعروضة من قبل الجالية اليهودية من أصول عربية لأن المتحف الرئيسي ليس بحوزته أي قطع مماثلة.
هوية ثقافية تتلاشى
وتقول راشلين التي تركت بلدها الأم مصر ومسقط رأسها الإسكندرية في سن السابعة عشر إنه بالنسبةِ للجيل الأول من اليهود العرب هناك تمسك بالهوية الثقافية العربية ولكن بعد مرور عقود من الزمان في المهجر، يصعب توريث هذه الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
فحتى إذا تشبع بها الأبناء فإنها لا تنتقل بنفس التركيز إلى الأحفاد.
لا أرى تناقضاً بين هويتي المصرية وهويتي اليهودية. هنالك ألم ولكن ليس تناقض.
وأضافت راشلين أن البعض يريدون نسيان الماضي ولكنها ترى من واقع تجربتها أنه مع تقدم الزمن يستحضر الكثيرون الذكريات الجميلة فضلاً عن السيئة. كما قالت إن أحد أهداف المعرض، تحقيق التصالح ما بين الماضي والحاضر.
المعرض مفتوح للجميع بدايةً من 1 تموز\يوليو مع عودة المتحف لفتح أبوابه التي أغلقت للعامة بسبب جائحة الكورونا.

The Jews from Islamic Lands" exhibition at the Sydney Jewish Museum showcases artefacts reflecting Sephardi Jewish history. Source: Courtesy of the Sydney Jewish Museum / Photography by Jarrod Bryant
سيوفر المتحف مرشدين لشرح معانى القطع في معرض "يهود من بلاد الإسلام" المستمر لمدة عامٍ كامل. المعرض مناسب للأطفال ولكن يجب على الأهالي توخي الحذر من اصطحاب الأطفال إلى باقي المتحف الذي تتناول مجموعته الرئيسية موضوع "المحرقة اليهودية".




