تحتل ضاحية فيرفيلد في سيدني أهمية خاصة لدى لأبناء الجاليات العربية والمهاجرة، حيث يسكنها عدد كبير من أبناء الجالية العراقية، ولطالما كانت معقلاً للنشاطات الاجتماعية والمبادرات ذات الصبغة المتعددة ثقافياً، ولكنها تحت الأضواء اليوم لأسباب أخرى.
فيرفيلد اليوم في دائرة الأضواء والقلق يشوب الأجواء حيث بادرت متاجر كبرى مثل وولورثز إلى إجبار زبائنها على ارتداء الكمامات، والسلطات الصحية تعمل بجد لإجراء أكبر عدد ممكن من فحوصات كورونا عبر عيادات جوالة.
ولاية كوينزلاند بدورها سارعت الى وصف فيرفيلد بالبؤرة الجديدة مانعة سكانها من السفر الى ولاية الشمس وذهب رئيسة الحكومة هناك أناستازيا بالاشيه
قصة السيدة الأربعينية التي ثبتت إصابتها بالفيروس وتبين أنها حضرت قداديس في ٥ كنائس في المنطقة، دقت ناقوس الخطر لدى السلطات الصحية التي تسابق الزمن لتتبع الحالات المخالطة.
وبعيداً عن الإجراءات التي تتخذها السلطات الصحية وحكومة الولاية لاحتواء الوضع، تبقى المسؤولية الفردية لسكان المنطقة عاملاً حاسماً في إنجاح الجهود. مدير مكتب الفنون والتنمية في فيرفيلد الأستاذ بشار حنا كان ممن عملوا بشكل مكثف منذ بداية أزمة الوباء على نشر الوعي بين أبناء الجالية لتشجيعهم على التعاون مع السلطات لدرء الخطر عن صحة المجتمع المحلي.

فحص كورونا من خلال خدمة السيارات Source: Getty Images AsiaPac
حالة الإحباط من الانتكاسة في ولاية فكتوريا التي سجلت زهاء 500 حالة إصابة جديدة اليوم، ألقت بظلالها على نيو ساوث ويلز. وفي مقابلة حديثة لرئيس الوزراء على شبكة الآي بي سي، طلب من الأستراليين التأقلم مع الوضع الجديد وحتى ان اضطررنا للحفاظ على القيود لسنوات إلى حين التوصل إلى لقاح.
ويرى حنا أن الوضع محبط بالفعل ولكن علينا مواجهة الحقائق عوضاً عن تقديم المجاملات: "عندما يتعلق الأمر بصحة الأفراد وسلامة المجتمع، علينا أن نعي أنه علينا بالفعل التأقلم مع الوضع الجديد. لا يوجد راحة لحين اكتشاف علاج مؤكد او لقاح."
تخفيف القيود مؤخراً في ولاية نيو ساوث ويلز بحيث بات بإمكان سكان الولاية ارتياد المطاعم والحانات بحرية أكبر، أشعر البعض بأن الحياة عادت إلى طبيعتها مما دفع بكثيرين إلى ضرب التعليمات الصحية عرض الحائط مما تسبب بظهور الحالات من جديد.
وعبر حنا عن اعتقاده بأن الحكومة المحلية تراقب الأمور وتتصرف بناءً على المعطيات الجديدة والمعلومات التي تردها، وانتقد أولئك الذين ينتظرون القرارات الحكومية ليلتزموا بالتعليمات دون دافع داخلي: " هذا دليل على ضعف الانتماء المجتمعي، من ينتظر التعليمات قد يخرقها والحكومة عليها دور وتراقب الوضع عن كثب والقرارات الي تضطر لاتخاذها صعبة ولكنها تضع الصحة كأولوية."
استمعوا إلى المقابلة مع الناشط بشار حنا في الملف الصوتي المرفق بالصورة.




