تُعرض الليلة في تمام الثامنة والنصف مساءً على شاشة أس بي أس الحلقة الأولى من الموسم الثالث من برنامج Struggle street "شارع المعاناة" وهو أحد إنتاجات الشبكة التي تهدف لإعطاء المشاهد فكرة عن الصعوبات المعيشية التي تواجه الأستراليين. هذا الموسم سينقل إليكم قصص من الريف الأسترالي ليضيء على المشاكل التي باتت تهدد نوعية حياة المزارعين بسبب الجفاف الذي ضرب أستراليا في السنوات الثلاث الأخيرة ولا تزال آثاره المدمرة على اقتصاد الريف ظاهرة حتى اليوم.
حكومة الائتلاف بقيادة رئيس الوزراء سكوت موريسون تدفع نحو توجيه المهاجرين الجدد إلى المناطق الريفية بعيداً عن المدن الرئيسية وستطلق الشهر القادم فئتي تأشيرة جديدتين ترغمان العمال المهرة على الاستقرار في الريف لسنوات قبل أن يتمكنوا من الحصول على الإقامة الدائمة التي تسمح بحرية الحركة في أستراليا. وقال وزيرة الهجرة ديفيد كولمان إن الهدف وراء هذه الخطوة سد النقص الحاد في الأيدي العاملة في تلك المناطق.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن طبيعة الحياة في الريف، تحدثنا مع مارسيل جعيتاني والذي ولد في سيدني ونشأ فيها وقرر الانتقال إلى بلدة بيل في ريف نيو ساوث ويلز في تسعينيات القرن الماضي ولا يزال مستقراً هناك مع عائلته. وتحدثنا كذلك مع الشابة سورياس خيرو والتي وصلت مع والدتها وشقيقيها إلى أستراليا كلاجئة في 2016 واستقرت في بلدة واغا واغا في ريف نيو ساوث ويلز.
سألنا مارسيل بداية عما دفعه لاتخاذ قرار ترك المدينة فأجاب قائلاً أنه لطالما أحب نمط الحياة الريفي إضافة إلى تواجد أفراد من عائلته في مناطق ريفية. اليوم، وبعد مرور أكثر من 25 عاماً على انتقاله إلى بلدة بيل التي لا يتجاوز تعدادها 300 نسمة، لا يفكر مارسيل بالعودة إلى سيدني حيث الأزمة المرورية الخانقة و"القيود على الحرية" حسب تعبيره. ولدا مارسيل (22 عاماً و16 عاماً) لا يفكران كذلك بالانتقال إلى مدينة رئيسية فالابن الأكبر نجح في الحصول على وظيفة في ميكانيك السيارات في البلدية بعدما تنافس مع 190 متقدماً والابن الأصغر لا يزال على مقاعد الدراسة.

Source: Supplied
وبدا أن مارسيل غير متفائل بمصير المهاجرين واللاجئين الذين سيتخذون من الريف محطة أولى لدى وصولهم إلى أستراليا: "سيكون من الصعب عليهم التأقلم مع الحياة في الريف". وبرّر مارسيل انطباعه بالقول أن حاجز اللغة والفروقات الثقافية بين المجتمع الريفي الأسترالي وذلك الذي يتحدر منه المهاجر سيصعب من مهمة الاندماج.
وقال مارسيل أن الجفاف الذي ضرب أستراليا منذ 3 سنوات ولا يزال مستمراً حتى الآن ألقى بظلاله السلبية على شتى القطاعات: " معدل الإنفاق منخفض والوظائف نادرة (..) الجفاف هذا الموسم قاسي تماماً كالذي ضرب البلاد منذ 12 عاماً والمزارعون يضطرون لإعدام قطعان الماشية لندرة الماء والاعلاف."
وعلى الجانب الآخر، وصلت سورياس خيرو مع والدتها وشقيقيها إلى أستراليا في 2016 وكانوا من ضمن 15 عائلة أيزيدية فرت من ويلات الحرب في العراق واستقبلتهم أستراليا وتم توطينهم في بلدة واغا واغا الريفية في نيو ساوث ويلز: " كانت التجربة جميلة والحياة هادئة والناس طيبين ولم نشعر بالغربة كما توقعنا."

For drought-stricken farmers in parts of NSW, recent bursts of rain are not enough. Source: AAP
وأشادت سورياس بسكان البلدة لما لاقته وذويها من ترحيب وأبدت امتنانها لهم لما لمسته من السكان المحليين من انفتاح على ثقافة بلادها. وعلى الرغم من انطباعها الايجابي عن المنطقة إلا أنها قررت الانتقال مع عائلتها إلى سيدني بعد مرور عامين: " قلة الوظائف للاجئين والقادمين الجدد دفعتنا للمغادرة (..) أولاً حاجز اللغة الانجليزية وأيضاً شرط الخبرة المحلية برأيي تعجيزي ومن المستحيل أن يتمكن القادم الجديد من تحقيقه."
جدير بالذكر إن سورياس استفادت من برنامج تعليم اللغة الانجليزية الذي توفره الحكومة بشكل مجاني للقادمين الجدد وتعمل الآن كمترجمة بعدما استكملت تعليمها في مجال اللغات.
استمعوا إلى قصص مارسيل وسورياس في التدوين الصوتي.