في لقاء له مع اس بي اس عربي 24، قال المحامي هاني عادل إنه وصل الى أستراليا عام 2008 وهو في الثامنة والعشرين من العمر، وكان عمل في مجال القانون والمحاماة في مصر بعد تخرجه بشهادة المحاماة من جامعة القاهرة، وبدأ العمل مع وزارة الصحة عام 2011 وما زال مستمرا ضمن طاقم يقدم الدعم لأكثر من ستة عشر ألف موظفا صحيا في الخطوط الأمامية في المستشفيات بعد ان توظف في مجال الموارد الأنسانية.
عند وصوله الى أستراليا، واجه عادل تحديين أساسيين هما عائق اللغة والتعليم، ففي أستراليا تتطلب بعض الإختصاصات الدراسة المحلية لتعديل الشهادات، في غضون الأنتظار درس عادل في مجال الموارد الإنسانية لأنه رغب العمل مع الناس وله اهتمام خاص بالعلاقات الإنسانية ويحب المساعدة والخدمة الإجتماعية، بالإضافة الى ان مجال الموارد الإنسانية ليس ببعيد عن مجال الحقوق والقانون.
وبحكم عمله في منطقة سيدني الغربية المعروفة بتواجد نسبة عالية من أبناء الجالية العربية فيها تمكن الأستاذ عادل من مد يد العون والمساعدة كوسيط لغوي وكان يسارع لشرح الإجراءات لمن يسأله لأن كثيرين كانوا يقتربون منه للإستفسار بوحي من محياه العربي "كنت أحاول ان أشرح للمرضى الإجراءات الصحية وأساعدهم في الخصول على معلومات تهمهم وعلى التواصل مع الأطباء أو الممرضين في حال غياب المترجمين في الأمور الغير رسمية ليكونوا في راحة نفسية"
وبالعودة على تأثيرالوالد وما زرعه في قلب عادل والمواصفات التي أخذها عنه، قال عادل، اقترح والدي ان ادرس الزراعة، بكوني الولد المطيع امتثلت لنصيحة والدي ودخلت كلية الزراعة ولكني لم أحب هذا المجال، فتركت وذهبت لأدرس القانون لأني منذ طفلتي كنت أميل لكل ما يخص القانون والقضاء. ظننت اني سألقى غضب عائلي، اذ ان قراري وخياري هذا يمكن أن يُعتبر عصيانا بالنسبة للتقاليد والعادات المتعارف عليها حيث نشأت، ولكن والدي ساعدني وشجعني"

Hani Adel Egyptian Lawyer migrated to Australia Source: Supplied

Hani Adel Egyptian Lawyer migrated to Australia Source: Supplied
وتحدث عادل عن طموخه الذي دفعه للقيام بتضحيات من أجل الوصول الى هدفة بحيث انه لأن اضطر على ترك البيت العائلي والذهاب للعيش والدراسة في محافظة أخرى، هناك تمكن عادل من العمل واكتساب الخبرة عن أحد كبار المحامين، وهكذا ربما كسر عادل التقاليد أو التوقعات بأن يرث الأبناء مهنهم عن أولياء أمورهم "الكل ظنوا اني سأمتهن الطب أو مجالات مشابهة لما كان سائدا في عائلتي، الطب أو ما شابه، كانوا يظنون ان تركيبة مخي مثلهم ولكن كان لي فكر آخر، حتى اصدقائي لم يفهموني وأخطؤا في تقدير رغباتي المهنية، نصيحة مني: أهم شيء أن ندع المقربين منا يختارون مستقبلهم ومهنتهم وتخصصهم، فلو ضغطت على أحد يمكن ان لا ينجح أو أن يعمل كل حياته في حقبة لا يهواها أو في مجال لا يحبه"
وبعد ان تفاجأ عادل بدعم والده ، عزم على النجاح في عمله في مجال القانون الذي يحبه ويات بإمكانه مواجهة كل المصاعب والتحديات، ولكن ماذا لو تكررت معضلة اختيار المسار الأكاديمي أو الحقبة العملية مع الأولاد هنا في أستراليا، في حال اختلفت اختياراتهم عن تطلعات الآباء، عن هذا قال الأستاذ عادل انه من الضروي جدا أن ندعم أطفالنا في خوض المجالات العملية التي يحبونها وليس بحسب ما رغبة الأهل أو الآخرين، فهم سينجحون في ما يختارون وسيكونوا سعداء، وأضاف عن خبرته الشخصية ان رفاق الطفولة وأصدقاءه المقربين لم يفطنوا لرغباته في دراسة القانون وظنوا أنه سيمتهن الطب أو مجال علمي مشابه كسائر أفراد العائلة :"أبي دكتور في الجامعة والوالدة مهندسة وأخي طبيب بيطري، لم يسبق ان امتهن أحد من عائلتنا المحاماة" وهو يقدر موقف والده الإيجابي "وقف والدي جنبي وساعدني وشجعني، موقفه الإيجابي خلق بقلبي الطموح والتحدي وها أنذا الآن عندما أواجه التحديات أو العقبات آخذ نفسا عميقا وأفكر جيدا وأثابر والحياة تستمر"
وتطرأ عادل الى حلمه في مساعدة الشباب المصري الأسترالي في توطيد العلاقات مع الوطن الأم وفي تقريب وجهات النظر ويقول ان عضويته كنائب رئيس في المجلس الإستشاري الأسترالي المصري منذ 2015 سهلت عليه المهام، فقد ساهم في العمل على فعاليات ومشاريع كثيرة من ضمنها تعزيز العلاقات والسياحة بين أستراليا ومصر.

Hani Adel Egyptian Lawyer migrated to Australia Source: Supplied
وبين الحقبة العملية والنشاطات الإجتماعية لا بد من تخصيص الوقت الكافي للعائلة قال عادل انه يعطي الوقت لتوصيل التراث لولديه في مجتمعهم الجديد كما انه يهوى المطالعة ورياضة كرة القدم
وفي ختام اللقاء أنهى عادل عبارة علمتني الحياة قائلا " علمتني الحياة ان أهم الأشياء التواضع والمحبة والصمود أمام التجربة وتخطيها بغض النظر عن ما ومن يحاول احباط عزيمتك، فتنجح!"






