إياد مُلاعِبْ أسترالي من أصول لبنانية، هاجر إلى أستراليا في العام 2000 حاملاً بيده حقيبة سفر واحدة بها كل مقتنياته. استطاع بالجد والعمل الشاق، خلق امبراطورية من صالات الرياضة في جميع أرجاء ملبورن، يأتي إليها الآلاف كل يوم من أجل التمرين والمحافظة على لياقتهم البدنية. ولكن منذ بداية الحظر وتفشي الوباء في فيكتوريا بآذار\مارس، وإياد في وضع لا يحسد عليه.
مشوار كفاح
بعد دراسته للهندسة المعمارية 7 سنوات بالجامعة اللبنانية، وجد إياد نفسه مثل الكثير من أبناء جيله، يحلم بالهجرة وبناء حياة جديدة. هم إلى أستراليا وعند وصوله اكتشف سريعاً أن شهادة الماجيستير الحاصل عليها، لا تصلح للمعادلة في أستراليا. وبالرغم من ذلك حاول العمل في مجاله مبدئياً لسنة ونصف، إلا أنه كان سيحتاج للدراسة من جديد للحصول على الشهادات المطلوبة لمزاولة المهنة. بعد فترة وجيزة، اعترف بالهزيمة واعتزم تغيير مجاله كلياً.
لطالما كان إياد مولع برياضة كمال الأجسام، التي مارسها في لبنان وعمل فيها كمدرب في الاتحاد اللبناني لكمال الأجسام. فبدأ بالعمل بسلسلة نوادٍ رياضية شهيرةف في العام 2001، حيث تمرس في المجال وأثرى خبرته في إذدارة النوادي الرياضية بأستراليا. بعد الوصول إلى منصب مدير المدربين الشخصيين في مجموعة نوادي جينيسيس، قرر إياد أن يضع كل ما يملك مع شريك ليفتتح ناديه الرياضي الخاص. وبالفعل فتح ناديه الأول أبوابه في نوبل بارك بالعام 2005.

Eyad Molaeb coached several Australian champions locally and internationally. Source: Supplied
أستراليا سمحت لي بأن أحول هواياتي إلى مصدر رزق ، ولكن العمل كمدرب غير العمل كرجل أعمال
في سنته الأولى، تعلك إياد من أخطاءٍ كثيرة وكان أن يغلق خمس مرات. لم يبدأ التوسع والتطوير الحقيقي حتى العام 2008، بعد أن تخلص من الشريك وكرس وقت فراغه لدراسة إدارة الصالات الرياضية بشكلٍ أعمق. بدأ بالعمل مع الاتحاد الدولي لكمال الأجسام، حيث درب أبطال أستراليي عل مر السنين.
صانع الأبطال
مع حلول العام 2010 ذاع صيت إياد كأحد أفضل مدربي كمال الأجسام في ملبورن ونجحت تجارته فاستطاع شراء نادٍ آخر، ليستقبل فيه الأعضاء الإضافيين وليدرب الريضايين الطامحين في الفوز بأفضل الألقاب في مجال كمال الأجسام. استمر نجم إياد ونواديه الرياضية في السطوع حتى وصل إلى 5 نوادي في 2015، احتفظ بثلاثة منهم ومنح حق الامتياز لإثنين آخرين. أسس لاحقاً اتحاده الخاص لكمال الأجسام تحت مسمى PCA أو Pyisical Culture Association وبدء بالسفر عدة مرات في العام الواحد لحضور البطولات الدولية الكبرى مع رياضيين يمثلون أستراليا.
استمر نجم إياد ونواديه الرياضية في السطوع حتى وصل إلى 5 نوادي في 2015، احتفظ بثلاثة منهم ومنح حق الامتياز لإثنين آخرين. أسس لاحقاً اتحاده الخاص لكمال الأجسام تحت مسمى PCA أو Pyisical Culture Association وبدء بالسفر عدة مرات في العام الواحد لحضور البطولات الدولية الكبرى مع رياضيين يمثلون أستراليا.

Eyad Molaeb coached several Australian champions locally and internationally. Source: Supplied
كابوس الكورونا
يقول إياد إن عندما بدأت إجراءات العزل، منعت سكان ملبورن من زيارة الصالات الرياضية تحت أي ظرف من الظروف. ولذلك انخفضت إيراداته من 100% إلى 0% في ليلةٍ وضحاها. ولكن مصروفاته استمرت كما هي. فبحسب إياد، تبلغ قيمة الإيجار الشهري لأكبر صالاته الرياضية والمقدرة مساحتها بـ3000 متر مربع، إلى 35،000 دولار في الشهر . كما يعمل في صالاته 26 موظف، استمر في دفع رواتبهم لفترة حتى بعد إغلاق النوادي.
حاول إياد الانتقال من التدريب في الصالات إلى عرض التمارين عبر الانترنت لأعضائه ولكنها تجربة لم تنجح. ولكن أكبر عقبة أدت إلى خسائر كبيرة، كانت الاستعداد لعودة الأعضاء بعد نهاية الحجر. إذ تكبد إياد آلاف الدولارات في محاولة لتحويل كل صالاته بالتجهيزات الضرورية، التزاماً بإجراءات التباعد الاجتماعي والواقع الجديد.
وهذا ما شمل شراء كميات كبيرة من معقم اليدين لتطهير المعدات بعد كل استخدام، وإعادة ترتيب الأجهزة لضمان ترك مسافة 1.5 متر بين كل جهاز والملازم له. بالإضافة إلى تدريب وتوظيف العمالة اللازمة لمتابعة اجراءات التعقيم السليمة والحرص على عدم وجود أعضاء أكثر من العدد المسموح به داخل الصالات مع الحفاظ على مساحة 4 متر مربع لكل فرد. بالإضافة إلى تسجيل أسماء وبيانات جميع الأعضاء وأوقات زيارتهم للصالات في حال تشخيص أحدهم بالفيروس.
استثمر إياد الكثير من الوقت والجهد والمال في عملة تحضير أنديته لإعادة الفتح بعد انتهء فترة الحجر والإغلاق العام. الفترة التي سمحت له بالعمل لمدة أسبوعين فقط قبل أن يصدر قرار الإغلاق مرةً أخرى.
20 سنة تعب راح في شهرين، كان أفضل لو لم نفتح ونعود لنغلق مرة أخرى
أغلق إياد صالته الرياضية مساء الأمس في الساعة 12 التزاماً بقوانين الاغلاق الجديدة. ولكنه خسر بالفعل إحدى صالاته ويتوقع خسارة نادٍ آخر هذا الأسبوع.





