عرفته الملايين في ولاية نيو ساوث ويلز باللواء نيك كالداس، النائب الأول لمفوض الشرطة، الذي قدم 35 عاماً من العطاء في خدمة الولاية وحماية أبنائها من القتلة والمجرمين.
نقدمه لكم اليوم كنجيب قلدس، ابن مصر النجيب من صعيدها بمحافظة أسيوط، في حلقة خاصة من الوجه الآخر سمح لنا فيها بالاطّلاع على مشوار حياته المليء بالمغامرة والمواقف التاريخية.
نقطة الانطلاق من هجرة عائلته إلى أستراليا في ستينيات القرن الماضي وهو في سن الطفولة. حيث يقول كالداس إن أستراليا تغيرت كثيراً -نحو الأفضل- على مر السنوات. فيتذكر سنواته الأولى هنا في سيدني. حينها لم تتوفر مطاعم تقدم المأكولات العربية أو حتى الإيطالية أو غيرها من ثقافات الجنسيات المهاجرة.
أما اليوم فيقول كالداس إن 1 من كل 3 في ولاية نيو ساوث ويلز ينتمي لعائلة مهاجرة أو يتحدث لغة غير الإنجليزية في المنزل. وهو ما يعتبره تقدماً رائعاً وفوزاً محققاً للتعددية الثقافية.
أصوله المصرية
يقول كالداس إن ارتباطه بمصر لازمه طوال حياته. فكان يبلغ من العمر 12 عاماً عندما هاجرت عائلته إلى أستراليا. ويتذكر جيداً أصوله المصرية وحتى مأكولاته المفضلة التي مازال يشتهيها حتى اليوم، مثل "الفول والفلافل".
أفتخر بكوني أسترالياً ولكني أفتخر أكثر بكوني مصرياً
ويؤمن اللواء كالداس بأهمية المحافظة على الهوية الثقافية وأنه من الضروري أن يتذكر المهاجرون من أين أتوا. فهو يقدر تضحية أهله بالهجرة إلى أستراليا والمعاناة التي تكبدوها من أجل توفير فرص أفضل في الحياه له ولإخوته. وفي نفس الوقت حرص على تثقيف أولاده عن أصولهم المصرية.
وبالرغم من ذلك يقول كالداس، إن كل حينٍ وآخر يفكر في حياته وكيف كانت لتختلف إن لم يترك مصر. هل كان ليعيش حياته كلها في أسيوط؟ وهل كان عمل شرطياً؟
العمل مع الشرطة
لم يتقدم كالداس للعمل مع الشرطة في بادئ الأمر. بل عمل في مجال التأمين وإدارة الأعمال كشابٍ في مقتبل العمر. سافر خلال هذه الفترة من حياته وتعلم الكثير من الدروس.
حيث يقول اللواء إنه يرى الكثير من الشباب المندفعين للالتحاق بالشرطة في سن 18 وهو سن صغير بحسب رأيه. وأكد أن تجربته في الحياة قبل الالتحاق بالشرطة، أضافت له الكثير. وأن سنوات العمل والسفر لم تضع هباءً وكان لها الأثر الأكبر في صقل شخصيته واعطائهِ منظوراً أنضج للحياة ساعده على تخطي المواقف الصعبة التي يتعرض لها رجال الشرطة.
حملة اضطهاد غير مبررة واللواء يسامح
عمل كالداس في شرطة ولاية نيو ساوث 35 عاماً، تقلد خلالها أرفع المناصب حتى بات يحسب من ضمن أفضل المحققين في تاريخ الولاية. ترأس كالداس وحدة جرائم القتل لعقدٍ من الزمان، استطاع أثناءها الامساك بأشرس القتلة في تاريخ نيو ساوث ويلز وحل العديد من القضايا المعقدة.
كما أثبت جدارته كأحد أفضل المفاوضين في جرائم إختطاف الرهائن.
ولكن بالرغم من تاريخه الحافل بالإنجازات رفيعة المستوى إلا أنه انتهى بما وصف حينها بحملة تمييز شنيعة وقع ضحيتها. ويمكن إختزال تفاصيلها في التنصت عليه بمنزله و مكتبه بشكل غير قانوني فيما اعتبر محاولة لمنعه من الحصول على منصب مفوض الشرطة.
استطرد كالداس نافياً وجود أي مشاعر حقد أو ظلم تجاه ما حدث له. وقال بوضوح إنه يفتخر بالعمل الذي قدمه مع زملائه من شرطة ولاية نيو ساوث ويلز طوال سنوات عمله هناك، وإن شخصاً واحداً فاسداً لا يمثل المجتمع الأسترالي بأكمله ولا شرطة الولاية.
عمل غير صالح للجميع
وتحدث كالداس عن طبيعة عمل الشرطة الصعب والذي يبعث على أفكار مظلمة وسوداوية أحياناً. سلط اللواء الضوء على الإجراءات الصارمة التي تتبعها الشرطة لاختبار عناصرها سيكولوجياً كل عام للتأكد من سلامتهم. وقال إنه عمل لا يصلح للجميع وبالفعل لا يستطيع الكل، فصل العمل وجرائم القتل و"تركها عند أبواب منازلهم" لينعموا بحياة هنيئة وهادئة مع عائلاتهم.
للمزيد يرجى الاستماع للملف الصوتي المرفق أعلاه.



