في أستراليا، اضافة الى ما قامت به الجمعيات والمجالس الإجتماعية والحكومية، ازدحمت وسائل التواصل الإجتماعي بالمبادرات الفردية التي قام بها رجال أعمال وأشخاص وعائلات لبنانية وعربية وحتى طلاب المدارس والجامعات.
كلُّ بحسب قدراته وبقدر استطاعته، أعطى والتفت للمساعدة ولو بقرش يسند بقليل حاجة مهولة. ورأينا أن نسلط الضوء من اس بي اس عربي 24على عينة من هذه المبادرات الأنسانية.
ونبدأ مع مديرة معهد العائلة المقدسة الماروني في هاريس بارك الذي أطلق مبادة sausage sizzle، حيث يحصل التلميذ على وجبة الغذاء مقابل خمسة دولارات يعود ريعها للمتضررين في لبنان.

"Rescue Beirut" initiative in Sydney Source: Supplied
واعتبرت مديرة المعهد الأخت أيرين أبو غصن هذه المبادرة، فرصة للتربية الأخلاقية عدا عن الريع المادي لدعم ضحايا انفجار بيروت ، " انفجار بيروت المهول فجّر أيضا موجة من التعاطف و الشعور بالإنسانية، وأعطانا درسا حول الأخوة والتضامن في الأوقات العصيبة".
مبادرة قد تكون متواضعة بشكلها ولكنها عظيمة باهدافها، تحمل بركة أنامل التلامذة و تعلمهم عظمة المحبة وتزرع فيهم حب العطاء وحس الإنتماء وعن هذا أضافت الأخت أيرين "نود تربية الطلاب ليس فقط أكاديميا بل نبتغي التربية الإنسانية الكاملة، أهم شيء أن نشعر بالآخر و خاصة في وقت الضيق".
وتطرأت الأخت أيرين الى الأضرار التي لحقت بالجمعية الأم التي تنتمي لها شخصيا في لبنان آملة أن تعود فرص العمل لمئات العاملين الذي تضرروا جراء الخراب الذي طال المستشفى ودار العناية بذوي الإحتياجات الخاصة والخدمات الأخرى التابعة للجمعية.

A Lebanese protestors holds the Lebanese national flag during a protest against Authorities and Lebanon's political corruption EPA/Mohammed Badra Source: EPA
كما التقى ميكروفون اس بي اس عربي 24 السيد شربل ابراهيم من مؤسسة Steps of Hope الذي أطلق فيلما قصيرا مصورا عن بيروت على وسائل التواصل الإجتماعي ودعا لمد يد العون لإعادة أعمار بيروت ، وهو كان أول تبرع بمئة ألف دولار ثم تلت مساهمات الأصدقاء والزبائن وأصحاب الشركات الرفيقة والمعارف بالمشاركة والتبرع لدعم المتضررين من انفجار بيروت.
اقرأ المزيد

من مراسلينا: أخبار لبنان في أسبوع 18/8/2020
وتعهد شربل وبالرغم من أشغاله، بأن يزور لبنان شخصيا مع طاقم عمل خاص به للإشراف على أعمال الترميم واعادة الإعمار، والتطوع مباشرة على الأرض حتى ولو استغرق ذلك طويلا " سأتطوع عالارض، لم آخد فرصة منذ 19 سنة، وكي نكون شفّافين مع العالم اللي عن تشتغل معنا سأذهب شخصيا الى لبنان برفقة طاقم عمل خاص لمسح الأضرار، بعد ذلك يمكن لكل من المتبرعين اختيار المبنى الذي يرغب في اعادة اعماره أوترميمه واصلاحه، واي مواطن في استراليا يمكنه ان يأخذ على نفسه التكفل بالمصاريف ان كان مباشرة مع المتضررين او من خلال الجمعية (..) سنبذل كل ما بوسعنا لإعادة اعمار لبنان ويا ريت العالم بتساعدنا تا نعمر بيروت كلها".
مبادرة مماثلة داعية للتضامن والوحدة من أجل مد يد العون لضحايا انفجار بيروت، أطلقها السيد رامي يغمور بالمشاركة مع سلسة مطاعم راشايز، بدأت بمئة ألف دولار كتبرع شخصي ثم انضم شركاء المصلحة والمعارف والمواطنين الأستراليين للمشاركة في هذه المبادرة الخيرية.
وكان رامي قد زار لبنان السنة الفائتة مع عائلته بعد ثلاثين عاما من العيش في أستراليا ، وقال رامي ان زوجته هي صاحبة فكرة اطلاق حملة التبرع على موقع Go fund me وكان أهلها وهم من أصول أسترالية من أوائل المتبرعين والمشجعين على مساعدة ضحايا انفجار بيروت.

Protesters outside the offices of Lebanon's Parliament as Prime Minister Hassan Diab and his cabinet resigned on Monday. Source: AAP
وتحدث السيد شربل الهاشم من مؤسسة Aussie friends of the poor التى تعنى بمساندة المعوزين في البلدان الأكثر حرمانا من بينها الفيليبين وإستيمور عن المبادرة الإنسانية الخاصة بلبنان حاليا.
وكانت مساندة لبنان على جدول مشاريع المؤسسة الا انها أصبحت أولوية بعد حادثة المرفأ، وقال الهاشم انه يتم العمل بالتنسيق مع رهبان بيت مارون الذين يعملون على توزيع المساعدات والعينات الغذائية والأدوية اللازمة لمستحقيها مباشرة.
وستفتتِح مؤسسة Aussie friends of the poor مطعما مجانيا في منطقة سن الفيل في المستقبل القريب، لتوفير الوجبات الغذائية الأساسية لكل المعوزين من كافة الأطياف اللبنانية، كما تنوي المؤسسة استمرارية دعم المطعم والأدوية الأساسية الى أن يعبر لبنان من الأزمات الراهنة.
من جهة أخرى، تعمل مؤسسة Aussie friends of the poor أيضا على توفير العلاج النفسي للبنانيين المتضررين في ظل ما ضرب لبنان من ظروف قاسية، وأزمات من ضمنها جائحة كورونا والحالة الاقتصادية الطاحنة والحرائق وانفجار المرفأ وغيرها.
وفيما كان لبنان يصدر بعض المواد الغذائية والمنتوجات اللبنانية الى الخارج، ها بعضها يعود اليه لإعانة المواطنين فيه على مكافحة الجوع وتأمين لقمة العيش.

Panic and first rescue services in Beirut, Lebanon on August 4, 2020. Source: ABACA
وقال السيد جورج اسحاق، أن انفجار بيوت قلب الأشياء رأسا على عقب، وكل شيء تبدل في دقائق، وأضاف انه يشعرون بالمعروف تجاه لبنان ويودون ولو رد القليل الضئيل منه.
كما أشار السيد اسحاق الى ان الكثير من المتبرعين يبتغون المساعدة دون ذكر أسمائهم وان كل واحد أعطى قدر استطاعته والمساعدات ستذهب مباشرة الى الشعب عن طريق المؤسسات الإنسانية والخيرية الجديرة بالثقة. وهذا ما اتفق عليه المتحدثون في هذا التقرير وهو ان اللبنانيين المتضررين من الإنفجار والمعوزين يجب أن يحصلوا على الإعانات مباشرة وليس عن طريق أية مؤسسات حكومية.
هذه المبادرة قام بها افراد من المجتمع أرادوا المساعدة بأي طريقة فجمعت عطاءاتهم لشراء مواد غذائية من محال هركولا الذي يستورد في الأصل سبعين بالمئة من مبيعاته من لبنان.
كما تقدم المتحدثون بالتحية والتقدير لأستراليا شاكرين جهودها الأنسانية على كل الأصعدة والى الجالية العربية المعروفة بكرمها وجهوزيتها الدائمة للخدمة والعطاء والى جميع اللبنانيين الذي لم يترددوا عن العطاء يوما والذين لم ييأسوا أبدا وإطلاقا بالرغم من كل المآسي والأحداث المؤلمة عن اعادة اعمار لبنان مرة بعد مرة وعن الإيمان بهذا الوطن الجريح مهما جار عليه الزمن.

"Rescue Beirut" initiative from Sydney Source: Supplied