توصل فريق طبي أسترالي من جامعة Griffith بولاية كوينزلاند إلى علاج، يعتبر الأول من نوعه عالميا، لمرض Parainfluenza أو نظير الإنفلونزا.
ومن بين الفريق الطبي باحث أسترالي مصري وهو الدكتور إبراهيم الديب الذي قال لإذاعة اس بي أس عربي أربع وعشرين إن فيروس نظير الإنفلونزا والمعروف أيضاً بالبارا إنفلوانزا هو فيروس شبيه بفيروس الإنفلونزا، يصيب الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، ويتسبب في مجموعة من الأعراض التي تتشابه نوعاً ما مع أعراض نزلات البرد.. لذا لا يمكن التفرقة بين الإصابه بهذا الفيروس والفيروسات الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي، مثل فيروس الإنفلونزا، إلا من خلال إجراء الفحوصات المناسبة.. وهناك خمس أنواع مختلفه من هذا الفيروس تتشابه إلى حد كبير فيما بينها، إلا أن أكثرها انتشاراً هما النوعان الأول والثالث وهما المسؤلان عن أكثر الإصابات حدّه.
وأضاف الدكتور الديب أن فيروس نظير الإنفلونزا يعتبر من الفيروسات واسعة الإنتشار والتي عادة ما يصاب الشخص بها أكثر من مرة في حياته وذلك لعدم وجود تطعيم يحمي من تكرار الإصابة بهذا الفيروس.. وفقاً لإحدى الدراسات فإن 75٪ من الأطفال يتعرضون للإصابه بهذا الفيروس مره واحده على الأقل خلال الخمس سنوات الأولى من العمر.. ويصيب هذا الفيروس عادة الأطفال حديثي الولادة وكبار السن، إلا أنه يمكن الإصابه به في مختلف المراحل العمرية، وفي الغالب يتعافى الشخص المصاب من الإصابه تلقائياً بعد تغلب جهازه المناعي على الفيروس، لكن الخطوره تكمن في الأشخاص ذوي المناعه الضعيفة، مثل الأطفال حديثي الولاده، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة نتيجة لبعض الأمراض أو الأدوية التي يتعاطونها، مثل المرضى الخاضعين لعمليات زراعة الأعضاء.. ففي هذه الحالات تتسبب الإصابة بالفيروس عادة بتطور إصابة الجهاز التنفسي العلوي إلى إصابة الجهاز التنفسي السفلي مما يؤدي إلى صعوبة التنفس ويستوجب وضع المريض تحت العناية الطبية المركزه داخل المستشفى، وقد تتطور الإصابه في بعض الحالات لتؤدي إلى الوفاه.
وذكر أن منذ حوالي 10 سنوات عكفت مجموعة بحثية من الباحثين من مختلف التخصصات في مركز بحوث الكاربوهيدرات في جامعة جريفيث بولاية كوينزلاند على دراسة هذا الفيروس والعمل على تصمم وتخليق مركب كيميائي جديد قادر على علاج الإصابه بأنواع الفيروس المختلفة.. كان على رأس هذا الفريق البحثي البروفيسور مارك فون إيتزشتاين، وهو من قام بتصميم وتخليق أول علاج لفيروس الإنفلونزا والمعروف بإسم زاناميفير ("ريلينزا" من انتاج شركة جالاكسو)، وبفضل خبرته في هذا المجال تمكن البروفيسور فون إيتزشتاين وهو وفريقه البحثي من تصميم وتخليق عدد من المركبات ذات الفاعلية العالية ضد هذا الفيروس وتم نشر نتائج هذه الأبحاث في عدد من المجلات المرموقة مثل مجلة نيتشر كوميونيكيشنز وغيرها، مما دفع عدداً من شركات تصنيع الدواء للاهتمام بهذه النتائج حيث رأت فيها بارقة أمل جديد لإيجاد دواء فعال ضد هذا الفيروس.
تشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 20٪ من الحالات التي يتم حجزها في المستشفيات نتيجة لإصابة الجهاز التنفسي يكون سببها فيروس نظير الإنفلونزا.. وفي الولايات المتحده فقط هناك 450،000 حالة يتم حجزها سنويا في المستشفيات بسبب هذا الفيروس.. فيما يصل عدد الوفيات سنوياً على مستوى العالم إلى نحو نصف مليون حالة، حيث أن واحداً من كل مريضي زراعة أعضاء يتعرضان للإصابة بهذا الفيروس تتطور إصابته لتؤدي إلى الوفاه نتيجة لعدم وجود أي أدوية فعالة ضد هذا الفيروس.

Source: IA

Source: IA

Source: IA
وحيث أن عملية تطوير أي دواء جديد هي عملية معقدة ومكلفة، خاصة فيما يتعلق بالتجارب السريرية على المتطوعين، فإن نجاح الفريق البحثي في استكمال ما بدأه كان مرهوناً بالتعاون مع إحدى الشركات ذات الإمكانيات في هذا المجال، وهو أمر ليس باليسير حيث أن تعاون شركات الدواء مع الجهات الأكاديمية والبحثية يستلزم أن تكون الشركة واثقة من الجدوى الإقتصادية للمشروع وواثقة من قدرة الفريق البحثي على إتمامه.. وفي منتصف شهر نوفمبر الماضي وبعد نحو عام من اللقاءات والمباحثات المستمرة قامت جامعة جريفيث بتوقيع اتفاق تعاون، يعد الأكبر في تاريخ الجامعة، مع عملاق الدواء الصيني "جراند فارما".. حيث وقعت الشركة اتفاقاً تدعم بموجبه الأبحاث التي يقوم بها الفريق البحثي في جامعة جريفيث للوصول لمركب كيمائي ذو خواص دوائية يتم بعدها تجربته على المتطوعين في التجارب السريرية بمراحلها المختلفة كي يحصل في النهاية على التراخيص الازمه لاستخدامه كدواء آمن ضد فيروس نظير الإنفلونزا..
وتتمثل أهمية هذا الإتفاقيه في كونها نموذجاً للتعاون الناجح بين الهيئات الأكاديمية والهيآت التصنيعية وتطبيقاً عمليا لترجمة الأبحاث المعملية إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية.. بالإضافه إلى ذلك فإن استكمال هذا المشروع والنجاح في انتاج هذا الدواء والذي بدأ العمل عليه في معامل شركة جريفيث في أستراليا سيكون له انعكاس قوي على صورة البحث العلمي في المجال الطبي والدوائي في أستراليا.. وقبل كل ذلك سيوفر هذا الدواء وسيلة لإنقاذ حياة مئات الآلاف بل ربما الملايين من البشر ممن يتسبب هذا الفيروس في وفاتهم كل عام على مستوى العالم.

Source: IA
المزيد في التدوين الصوتي اعلاه مع الدكتور إبراهيم الديب


