تُعرض الليلة الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة The Hunting من إنتاج شبكة أس بي أس وفيها تعرض قصص أربعة مراهقين في نفس المدرسة يتناقل فيها الطلاب صوراً عارية لإحدى الطالبات وتتوالى الأحداث لتعرض وجهات نظر الأطراف المعنية من الأهل إلى الأساتذة فالمراهقين أنفسهم. ويسعى المسلسل إلى تسليط الضوء على تأثير شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على مجريات الحياة اليومية لمراهقي اليوم وضرورة تواصل الأهل مع أبنائهم بشكل فعال أكثر لاحتواء التبعات النفسية لهكذا مواقف ومنح المراهقين شعوراً بالأمان في كنف العائلة بغض النظر عن الأخطاء التي قد يرتكبونها.
وفي هذا الانتاج الدرامي المتوفر عبر خدمة SBS On Demand تجد فتاة أسترالية من أصول هندية نفسها عالقة في موقف لا تحسد عليه إرسالها لصورة عارية لصديق يقوم بدوره بإرساله لآخر، وتتوالى الأحداث في المسلسل ويلقي الأهل باللوم الأكبر على الفتاة بالمقارنة مع باقي الشبان المتورطين في نفس القصة. المسلسل سلط الضوء على ازدواجية المعايير في بعض المجتمعات المحافظة والتي تحتم على الفتاة اتخاذ تدابير إضافية لضمان عدم تلطيخ سمعة العائلة بينما يتمتع الشبان بهامش حرية أوسع.
الخبيرة النفسية شيرين أبو عيش قالت في حديث لأس بي أس عربي24 أن تأثير الأقران والأصدقاء يبدو جلياً في المجتمعات المهاجرة بحيث يجد المراهقون أنفسهم عالقين بين عالمين، أحدهما في منزل الأهل حيث العادات والتقاليد محافظة ومشابهة لتلك في الأوطان الأم، وآخر في مجتمع غربي أكثر انفتاحاً مما يزيد من الضغط عليهم في ضوء الضغط المتصاعد من الأقران والتنمر الذي يتعرض له كل من يبدو مختلفاً عن النمط الأكثر شيوعاً.
وأضافت أبو عيش: "على المهاجرين أن يدركوا أن حياة المراهقين والأطفال في أستراليا تختلف بشكل جذري عما عايشوه في أوطانهم (..) كثيراً ما يركز الأهل على الأساسيات في التربية كضرورة امتثال الأبناء لما يقوله آباؤهم وضرورة الاهتمام بالنظافة والترتيب وما إلى ذلك (..) من الضروري أن نتفهم وجهة نظر المراهق ونحاول فهم ماهية الضغوط التي يتعرض لها في حياته لنتمكن من مساعدته على تجاوزها."

The Hunting opening scene Source: SBS
ويشعر الكثير من المهاجرين بأن قدرة الأبناء على الاستفادة من خدمات حكومية تمنحهم فرصة العيش باستقلالية والانفصال عن الأهل، تصعب من قدرتهم على ضبط أبنائهم وتوجيههم نحو العادات والتقاليد التي نشأوا عليها. أبو العيش أقرت باهتمام الحكومات الأسترالية المتعاقبة بتمكين الأطفال وذلك حماية لهم ولحقوقهم، ونصحت الأهل ببناء صداقات مع الأبناء في عمر مبكر وليس بالضرورة أن يعني ذلك السماح لهم بالقيام بما يحلو لهم دون رقابة: "وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المراهق وضغوط الدراسة والتأثر بأنماط شكلية معينة والرغبة بالتشبه بها (..) كل هذه العوامل تفرض على الأهل التواصل بشكل أقرب مع الأبناء لتفهم موقفهم وردود أفعالهم الغاضبة في بعض الأحيان."
وبالنظر إلى الانطباع السائد بأن المجتمعات المحافظة تمنح الأبناء الذكور هامش حرية أوسع من الفتيات، قالت أبو عيش أن عملها في مجال الدعم النفسي والإرشاد لفئة المراهقين يسمح لها بالقول أن المجتمعات المهاجرة في طريقها نحو المزيد من التوازن في منح حقوق متساوية للذكور والإناث: "باتت الفتيات تُمنحن حقوقاً أكثر ولكن لا يزال الأهل يحاولون فرض العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها على أبنائهم (..) عليهم أن يتذكروا بأن الابن لا يزال يتلمس طريقاً وسطياً بين التربية التي يتلقاها في منزل ذويه والمجتمع الغربي الذي يعيش فيه."
استمعوا لمقابلة الأخصائية النفسية شيرين أبو عيش في التدوين الصوتي أعلاه.
اقرأ المزيد

أنتم مدعون لمشاهدة The Hunting مع أبنائكم