في سابقة هي الأولى من نوعها في أستراليا، تم افتتاح عيادة لاختبار الحبوب والأدوية في موقع ثابت في كانبرا يوم الخميس 28 تموز/يوليو، وسط دعوات من مؤيدي البرنامج لنشر تلك التجربة في كافة أنحاء البلاد.
النقاط الرئيسية
- افتتحت كانبرا أول مركز لاختبار العقاقير والأقراص المخدرة في أستراليا لتقليل الضرر الناجم عن استهلاك المواد غير المشروعة بين أفراد المجتمع
- من المقرر أن يتم تشغيل البرنامج التجريبي لمدة ستة أشهر
- سيتمكن أفراد المجتمع من تحليل المواد المخدرة التي بحوزتهم في المنشأة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع
وتقدم خدمة CanTEST Health and Drug Checking التي تمولها الحكومة تحليلات كيميائية مجانية بسرية تامة للمواد غير المشروعة مرتين في الأسبوع في منشأة بوسط مدينة كانبرا.
من المقرر أن يتم تشغيل البرنامج التجريبي لمدة ستة أشهر من قبل مؤسسة Direction للخدمات الصحية، بالشراكة مع Pill Testing Australia وCanberra Alliance من أجل الحد من ضرر المخدرات ودعم الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة.
وقالت وزيرة الصحة راشيل ستيفن سميث: "يهدف البرنامج التجريبي إلى تقليل الضرر المرتبط بالمخدرات في منطقة مقاطعة العاصمة الأسترالية من خلال مساعدة المجتمع على تجنب المواد غير المعروفة أو التي يحتمل أن تكون خطرة والتي يمكن أن تظهر أحياناً في العقاقير غير المشروعة".
التقت أس بي أس عربي24 الإخصائية النفسية زيزي مطانوس التي تعمل في مجال الإدمان للحديث عن هذا البرنامج المثير للجدل.
"هذه خطوة جيدة برأيي نظراً للوفيات العديدة خاصة في صفوف الشباب الذين يتناولون مواد مخدرة لا يمكن التحقق من مكوناتها".
وتشدد مطانوس على أن هذه التجربة تتيح للشباب فرصة "التفكير" قبل تناول المخدرات.
"خلال هذا الوقت لا يكون الشخص مندفعاً بل يفكر بهدوء بتصرفاته".
ماذا بعد إنشاء العيادة؟
تم إجراء تجربتين لاختبار الحبوب المخدرة في مهرجان Moo Groovin في كانبرا في عامي 2018 و2019.
وكشفت التجربة التي اختبرت 170 مادة عن سبعة أقراص يعتقد الناس أنها كانت نقية تحتوي على مادة n-ethylpentylone، وهو منبه اعتبرته بعض السلطات الصحية خطيراً وتم ربطه بوفيات عن ناجمة عن المخدرات سابقاً في المهرجان.
وقام كل شخص قيل له إن حبوبه تحتوي على n-ethylpentylone بالتخلص من تلك الحبوب.
كيف يمكن الاستفادة من البرنامج؟
سيتمكن أفراد المجتمع من تحليل المواد المخدرة التي بحوزتهم في المنشأة يوم الخميس بين الساعة 10 صباحاً و1 مساءً، والجمعة بين الساعة 6 و9 مساءً.
وقالت برونوين هنري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Directions للخدمات الصحية: "يمكننا اختبار أي عقاقير تقريباً يفكر الناس في حقنها أو استهلاكها".
"يمكننا أن نقول لهم أن المادتين الرئيسيتين الموجودتين هناك ومن المحتمل وجود مواد أخرى ... وبعد ذلك يمكننا إجراء مزيد من الاختبارات للفنتانيل والنقاء أيضاً".
في حين أنه لن يتم مصادرة أي مواد تم اختبارها من قبل المؤسسة، إلا أنها ستكون قادرة على التخلص منها في الموقع إذا لم يرغب الأشخاص بأخذها.
وقالت ستيفن سميث: "من المهم حقاً التأكيد على أن هذه ليست خدمة تقول للناس بأن الأدوية التي ينوون تناولها آمنة بالفعل".
هدفنا تحديد ما إذا كانت هناك مواد غير متوقعة في الحبوب المخدرة التي يعتزم الأشخاص تناولها وتقديم المشورة للأشخاص حول الأضرار المرتبطة بتعاطي المخدرات
ولن يكون هناك أيضاً أي تداعيات جنائية بحق الأشخاص الذين يزورون CanTEST.
قالت هنري: "إنها منطقة خالية من الأحكام".
"ما نهتم به حقاً هو تزويدهم بتلك المعلومات التي تساعدهم على اتخاذ خيارات أفضل وتساعد على حمايتهم".
ستقدم العيادة أيضاً استشارات فورية مع الممرضات اللواتي يقدمن نصائح حول الصحة العامة والصحة الجنسية والصحة العقلية.
هل ستشجع المزيد من الناس على تعاطي المخدرات؟
أكدت ستيفن سميث أن نصيحة حكومة مقاطعة العاصمة الأسترالية ستكون دائماً بتجنب المخدرات غير المشروعة، قائلة إن الامتناع عن تعاطي المخدرات هو "الخيار الأكثر أماناً".
أضافت، "لكننا ندرك أن بعض الناس سيختارون تعاطي المخدرات وهناك حاجة لمبادرات تقلل الأضرار المرتبطة بتعاطي المخدرات".
"قد ينظر البعض لهذه الخطوة على أنها تشجع تعاطي المخدرات"، تقول الأخصائية النفسية زيزي مطانوس.
لكن ستيفن سميث تؤكد أن "خدمات مثل هذه تستند إلى أدلة، مما قد يعني أن الشاب الذي يرتكب خطأ، ويجرب المخدر، قد لا تنتهي حياته".
في دراسة أجريت عام 2021 في جامعة إديث كوان في غرب أستراليا، أفاد المشاركون في مهرجان الموسيقى الذين خططوا لتناول مخدر ecstasy أنهم لن يتناولوا المزيد من المخدرات إذا كانت خدمة اختبار الحبوب المخدرة متاحة.
وقالت إليانور كوستيلو، مديرة الأدلة في مؤسسة الكحول والمخدرات، إنه من المهم النظر إلى المشكلات من منظور صحي.
"تعد تجارب اختبار الحبوب المخدرة جزءاً واحداً من مجموعة من الأشياء التي يمكننا القيام بها جميعاً لتقليل الضرر، وللتأكد من أن الأشخاص يمكنهم الوصول إلى الدعم في وقت مبكر وأننا لا نشعر بهذه الوصمة المرتبطة بالأشخاص الذين يطلبون المساعدة عندما يفعلون ذلك".
التحول في النظرة إلى المخدرات في أستراليا
في عام 2019، وجد الاستبيان الأسري لاستراتيجية الأدوية الوطنية أن 57% من الأستراليين يدعمون الحبوب المخدرة واختبار تلك الحبوب، في حين عارضها 27% بشكل مباشر.
ويأمل القائمون على البرنامج في أن يؤدي نجاح التجربة في كانبرا إلى إعادة التفكير بها على المستوى الوطني.
وقال جينو فومباكا، رئيس منظمة Harm Reduction Australia وPill Testing Australia: "لا أحد يريد أن يرى أرواح الشباب تُفقد ولا أحد يريد أن يرى الحزن الشديد الذي تمر به العائلات والأحباء عندما يحدث هذا".
"نشجع جميع الحكومات على قبول عرضنا الدائم، كما فعلت حكومة مقاطعة العاصمة الأسترالية في عام 2018، لتقديم برنامج تجريبي للأقراص المخدرة في المهرجانات مجاناً لإثبات فعالية خدماتنا".
وقالت كوستيلو إنها تأمل في أن يوفر ذلك "الثقة" للذين يعارضون اختبار الحبوب المخدرة بأن التجارب "يمكن أن تكون مفيدة للغاية وتحقق بعض الفائدة".
وأضافت: "أعتقد أن قانون العمل قد مهد الطريق حقاً لبعض المحادثات حول كيفية عمل ذلك في ولايات أخرى، وما الذي يمكنهم فعله لتحقيق ذلك".
بعد إلغاء تجريم الاستخدام الشخصي للقنب في عام 2019 تتطلع حكومة مقاطعة العاصمة الأسترالية حالياً لأن تفعل الشيء نفسه بالنسبة للكميات الصغيرة من المخدرات غير المشروعة بما في ذلك الكوكايين والهيروين
سيعطي التشريع المقترح للشرطة القدرة على تحرير غرامة قدرها 100 دولار لمن يُقبض عليه وبحوزته مخدرات غير قانونية.
إذا كان الشخص لا يرغب في دفع الغرامة، يمكنه اختيار حضور برنامج الإقلاع عن المخدرات بدلاً من ذلك.
للاستماع إلى المزيد عن هذا الموضوع مع الأخصائية النفسية زيزي مطانوس، اضغطوا على التدوين الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.