بات من المحتمل منع الناشرين الأستراليين من مشاركة المحتوى الإخباري عبر منصات فيسبوك وانستاغرام، في حال تم تمرير قانون جديد يسعى لتنظيم العلاقة بين المؤسسات الصحفية ومنصات التواصل الاجتماعي.
القانون المقترح سيفرض على فيسبوك وغوغل دفع مبالغ للمؤسسات الإعلامية والصحفية مقابل نشر محتواها.
وفي الوقت الذي تقول فيه الحكومة إن القانون المقترح ضروري لتحقيق "تكافؤ الفرص" بين الناشرين وتنظيم علاقتهم مع عمالقة التكنولوجيا، تعتبر فيسبوك – وفق بيان رسمي – ان هيئة حماية المستهلك والمنافسة أساءت فهم ديناميكية العلاقة بين الناشرين ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويرى الخبير التقني جونار ان الهيكلية التي تحكم علاقة المؤسسات الصحفية وناشري الأخبار بوسائل التواصل الاجتماعي غير عادلة بالنسبة للطرف الأول: "اذا قررنا تأسيس مجلة وكتابة محتوى، سيتكلف الأمر الكثير من المال للصحفين والمصورين. أما في حال اعتمدت المجلة الجديدة على محتوى مجلات أخرى، يمكن أن نطلق على ذلك وصف السرقة."
وبالعودة سنوات إلى الوراء، نذكر أن الهدف الأساسي من تأسيس فيسبوك كان التواصل الاجتماعي بين الأفراد ومشاركة الأخبار الشخصية، وبمرور الوقت بدأ المحتوى الإخبار بالاستحواذ على نسبة كبيرة من اجمالي المعلومات المتناقلة عبر الشبكة التي تفاخر بأكثر من 2.7 مليار عضو فاعل حول العالم.
وأضاف نادر إن الإستراليين نقروا على مقالات وأشكال أخرى من المحتوى الإخباري على فيسبوك أكثر من 2.3 مليار مرة في الأشهر الخمس الأولى من عام 2020 وبلغت العوائد التي حققتها المؤسسات الصحفية لقاء ذلك حوالي 200 مليون دولار.

Facebook chairman Mark Zuckerberg Source: Getty
أما بخصوص مسألة تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الناشرين - وهو ما تسعى إليه الحكومة من خلال القانون – عبر الخبير التقني عن اعتقاده بأن المحتوى الإخباري والصحفي يخضع بدوره إلى العرض والطلب: "قد تجد القراء يستهلكون محتوى نيوزكورب وآي بي سي واس بي اس بشكل كبير لسبب وراء ذلك هو الموارد البشرية الأفضل والقدرة على تحقيق السبق الصحفي."
وفي حال تم تمرير القانون ونفذ فيسبوك تهديده ومنع الناشرين من استخدام منصات الموقع لتسويق المحتوى الالكتروني، سيضطر القارئ الأسترالي إلى التوجه مباشرة إلى المواقع الالكترونية للمؤسسات الصحفية ليبقى على اطلاع بما يحدث في البلاد.
وهذا ما يراه نادر تغييراً ايجابياً: "الأخبار الكاذبة وتناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشكلة كبيرة. منذ سنوات طويلة، اذا كنا نطالع معلومة من موسوعة انسكلوبيديا مثلاً، نكون على يقين بأن 300 محرراً قام بالاطلاع على المحتوى وتدقيقه وتنقيحه. استقاء الأخبار من مصادرها الأصلية أفضل للقارئ. المواقع الالكترونية الموثوقة وتطبيقات الهواتف كثيرة بكل الأحوال."
استمعوا إلى المقابلة مع الخبير التقني جونار نادر في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.




