Key Points
- الهجوم على سلمان رشدي تزامن مع عودة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني
- تنديد برواية "آيات شيطانية" بعد 34 عاما على صدروها
- قلق من ردود الفعل على الجاليات الإسلامية في الغرب
عادت قضية الكاتب الهندي الأصل سلمان رشدي إلى الأضواء مع قيام هادي مطر، وهو شاب أمريكي من أصل لبناني بطعن الكاتب البالغ 75 عاما من العمر خلال فعالية ثقافية بولاية نيويورك الامريكية. وانقسمت الآراء حول هذه الحادثة بين مؤيد ومرحب بالهجوم، وبين متخوف ومتحفظ على استهداف رجل دافع عنه الغرب على أساس حرية الرأي والتعبير.
وبعد مرور حوالي 33 عاما على الضجة التي أثيرت حول الكاتب سلمان رشدي والفتوى التي أصدرها بحقه مرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني عام 1989، بعد صدور رواية "آيات شيطانية" فوجئ العالم بهذه الحادثة.
هل هناك علاقة بين الهجوم وملف إيران النووي؟
ويقول الصحفي والمجلل السياسي اللبناني قاسم قصير في حديث مع SBS Arabic24 إن هذا الهجوم جاء مفاجئا "لأن كل العالم نسي قضية سلمان رشدي وبعد الفتوى، بعد 34 سنة تقريبا لم يعد أحد يتحدث عن الموضوع.
وأشار قصير إلى ضرورة الانتظار للانتهاء من التحقيقات مع مطر لمعرفة ما إذا كان ذلك العمل بفعل شخصي أو "أن هناك جهات تريد استغلال هذا الأمر من أجل توجيه الأنظار باتجاه ما خصوصا ونحن في أجواء المفاوضات النووية حول الملف الإيراني والذي يمكن أن يصل إلى اتفاق كما تشير بعض المعلومات، برأيي من الأفضل الانتظار حتى نعرف خلفيات ما جرى".
والدة هادي مطر تتنصل من أفعاله
وكشفت والدة الشاب اللبناني هادي مطر، المهاجم الذي طعن الكاتب البريطاني العالمي سلمان رشدي، لجريدة “ديلي ميل” الإلكترونية إن ابنها عاد “متغيّرا” وأكثر تدينا، من رحلة قام بها عام 2018 إلى لبنان، موطن عائلته.
وأعربت سيلفانا فردوس عن أسفها لما تعرض له رشدي الذي لم تكن تعرف عنه شيئا قبل هذا الهجوم كما قالت ، وأكدت أنها لا تهتم بالسياسة ونفت معرفتها بأي شخص في إيران وقالت إن ابنها "مسؤول عن أفعاله".
أحيانا قد لا يكون مجرد رأي أو نقاش حول موضوع فقهي، هناك نوع من استخدام أمور تسيء للرسول
وأضاف قصير: "حرية الرأي مطلوبة من الجميع لكن حتى في الدول التي تعلن عن الديمقراطية يبقى هناك ثوابت تضعها القوانين والدساتير لا تسمح من خلالها بالمساس بمواضيع أو قيم معينة".
"موضوع إهانة الأديان أو الإساءة للأديان، صدرت قرارات من الأمم المتحدة تطالب بعدم الإساءة للأديان لأنه ما جرى بالنسبة لسلمان رشدي أو لغيره، أحيانا قد لا يكون مجرد رأي أو نقاش حول موضوع فقهي، هناك نوع من استخدام أمور تسيء للرسول كما حصل مع الرسوم المسيئة للرسول".
علينا أن نميز بين حرية الرأي وبين الإساءة للأديان
ويضيف الأستاذ قصير: "لذلك يجب علينا أن نميز بين حرية الرأي وبين الإساءة للأديان أو الإساءة للمقدسات الإسلامية. هذه يفترض أن تعالج ضمن قوانين معينة في كل بلد حتى لا ينتشر هذا النمط من الإساءات والذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى ردود فعل من قبل من يحترم هذه الاديان أو يعتبرها مقدسة. هذا أمر يجب أن ينظم وفقا للقوانين".
إيران تنفي نفيا قاطعا علاقتها بمنفذ الهجوم
ونفى ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أي علاقة لبلاده بالحادث، مضيفا "لا يملك أحد الحق في اتهام الجمهورية الإيرانية الإسلامية".
رغم ذلك، قال كنعاني - في مؤتمره الصحفي في طهران - إن "حرية التعبير لم تبرر للسيد رشدي أن يُهين دينا في كتابته".
وأضاف كنعاني أنه : "من خلال إهانة أمور الإسلام المقدسة وتجاوز الخطوط الحمراء لأكثر من 1.5 مليار مسلم وجميع أتباع الأديان السماوية، عرّض سلمان رشدي نفسه لغضب وسخط المسلمين".
وذكر المسؤول الإيراني أن إيران ليس لديها أي معلومات عن منفذ الهجوم سوى ما ظهر في وسائل الإعلام.
الموقف الإيراني حريص على تهدئة الأجواء وعدم تخريب الملف النووي
ويقول الصحفي الأستاذ قاسم قصير إن الموقف الإيراني حريص على تهدئة الأجواء في هذه الفترة.
"لا أحد في إيران يستطيع أن يلغي فتوى أو حكما لأنه حكم نهائي ولكنهم لا يستطيعون الترحيب بهذا العمل، ولا يريدون بنفس الوقت إصدار أي موقف يخرب الملف النووي".
رئيس مؤسسة الحوار الإنساني في أستراليا يندد بسلمان رشدي
وفي حديث مع SBS Arabic24 ندّد السيد كامل مصطفى الكاظمي بالكاتب سلمان رشدي معتبرا أنه أساء لمليار ونصف المليار مسلم حول العالم، وأن هذه الإساءات "يجب أن تردع".
وقال: "ما نشره رشدي ليس مجرد رأي، هناك جانب عقدي، وقد أساء إلى أكثر من مليار مسلم. رشدي تعرض للإسلام بطريقة مقيتة جدا وممجوجة ومرفوضة . لا أظن أن هناك عاقل اليوم على وجه البسيطة يرتضي بأن يتعرض إنسان إلى عقائد أكثر من مليار شخص".
هو لم يطرح حججا أو رأيا فكريا أو حتى عقائديا كي يناقش أو يرد عليه بحجة، ولذلك صدرت الفتاوى بإهدار دمه
وأضاف الكاظمي: "الرجل لم يطرح رأيا، وإنما أنا اعتبره مشروع فتنة ... رفضنا ونرفض ولا زلنا نرفض أي تعرض لأي عقيدة لأي إنسان. هو لم يطرح حججا أو رأيا فكريا أو حتى عقائديا كي يناقش أو يرد عليه بحجة، ولذلك صدرت الفتاوى بإهدار دمه".
وأشار الكاظمي إلى أنه لا بد من وضع "رادع" في ظل عدم إدانة الأفعال المسيئة للمسلمين.
"هو لم يردع لا من قبل قوى مسيطرة على العالم، إو قوى حقوق الإنسان، على العكس رأينا أن هناك احتضان كبير لهذه الشخصية في الغرب".
مخاوف من عودة الاسلاموفوبيا وتداعيات الهجوم على المسلمين في الغرب
ويقول الكاتب أحمد راضي إن حرية التعبير في العالم الغربي هي حرية مقدسة للكتاب والمؤلفين لكنه يشير ايضا إلى ضرورة التمييز بين حرية التعبير و"إهانة المقدسات".
"هنالك خطوط قد لا تكون واضحة بين حرية التعبير وإهانة المقدسات. حرية التعبير مكفولة للكل، ونحن كأستراليين عندما أتينا إلى أستراليا وقعنا على عقود وأمضينا على احترام حرية التعبير كقيمة من القيم الأسترالية المهمة، لكن ما يقلقني ويقلق الكثير من المثقفين هو ردود الأفعال."
لدينا أجيال ولدت في أستراليا ونخشى ردود الأفعال
"ردود الأفعال التي سوف تحصل في أمريكا وفي أوروبا والتي ربما تؤثر علينا كمسلمين نعيش في هذه البلاد، لدينا أجيال ولدت هنا في أستراليا".
وتساءل السيد راضي: "ما هو التأثير الذي سيحدث بعد هذا الحادث؟ هنالك الكثير من الهموم التي يحملها الكثير من المسلمين الذين يقلقهم ما حدث وتقلقهم نتائج الفتوى التي بقيت آثارها مشتعلة ثلاثين سنة، وها هي الآن تنفجر من جديد".
"ما الذي سوف ينظره الغرب للمسلمين؟ هذا شخص مولود في أمريكا ولم يكن مولودا عندما صدرت الفتوى وتصرف بهذه الطريقة، فما هي ردود الأفعال؟"
"نحن نخشى من هذه المسائل، نحن نحترم الأديان وحرية التعبير ليس القيام بإهانة المقدسات، النقد العلمي غالبا ما يكون مبطنا باحترام مشاعر الشعوب وآرائها ومعتقداتها وما تؤمن به، ولكن ربما تجاوز سلمان رشدي قضية التعبير عن الرأي إلى الإهانة والاستفزاز بوضوح، ولكن هل العنف مبرر في هذه الأشياء؟
الخارجية الأمريكية تنتقد "التباهي" بالهجوم على رشدي
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلنكن انتقد الإعلام الإيراني بسبب "التباهي" بالهجوم على رشدي، واصفا هذا السلوك بـ "الدنيء". وندد، في وقت سابق، بمؤسسات الدولة الإيرانية وما أسماه تحريضها على العنف ضد المؤلف.
وقال في بيان إن رشدي "دافع باستمرار عن الحقوق العالمية لحرية التعبير وحرية الدين أو المعتقد وحرية الصحافة".
إيران ستقدّم "مقترحاتها النهائية" بشأن الاتفاق النووي
واليوم أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أنّ بلاده ستقدّم بحلول منتصف الليل، "مقترحاتها النهائية" بشأن إحياء الاتفاق النووي إلى الاتّحاد الأوروبي، بعد أيام من عرضه على طهران وواشنطن صيغة "نصّ نهائي" بعد أشهر طويلة من المفاوضات.