يعيش مليون شخص في مدينة الحسكة السورية وريفها أوضاعاً صعبة بسبب انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من أسبوعين. محطة المياه التي تزود المحافظة باحتياجاتها تقع تحت سيطرة الجيش التركي، مما دفع الحكومة السورية إلى وصف ما يحدث بـ "جريمة حرب موصوفة" تقوم من خلالها الحكومة التركية بتضييق الخناق على قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ومن جانبه، حمل مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني فاضل حماد، كل الأطراف العاملة على الأرض مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية قائلاً: "الإدارة الذاتية الكردية تسيطر على منابع الطاقة الكهرباية و(الاحتلال) التركي الذي سيطر على مدينة رأس العين يقوم بقطع المياه عن الحسكة بشكل متكرر وهذه هي المرة رقم 15 على التوالي."
وتقع محطة مياه علوك في مناطق سيطرة النظام التركي، وتضم 30 بئر و10 مضخات وهي المصدر الوحيد لمياه الشرب لحوالي مليون شخص من قاطني المحافظة والبلدات التابعة لها.
الحسكة عطشى ولم تصلنا المياه منذ 13 يوماً
وشرح حماد أن مصادر المياه البديلة هي كناية عن مناهل في ريف المحافظة ولا تصلح سوى لتعبئة الصهاريج، حيث يتم توزيعها على الاهالي في الوقت الحالي كحل مؤقت ولكنها "لا تسد النقص بأي شكل".
وأشار البعض بأصابع الاتهام إلى الإدارة الذاتية الكردية والقوات التابعة لها (قسد) حول ما يحدث في المحافظة، ولكن حماد أخبرنا أن هذه القوات قامت بإعادة تزويد محطة مياه علوك بالتيار الكهربائي منذ بضعة أيام، تاركين الكرة في ملعب الجيش التركي: "لم يشغلوا سوى مضخة واحدة من المحطة ولم تصل المياه إلا إلى بلدة تل تمر ولبضع ساعات فقط".
ويعول أهل المدينة على روسيا كلاعب أساسي في المنطقة وفق اتفاقية سوتشي التي وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتن وأفضت إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

توزيع مساعدات أممية في الحسكة أواخر العام الماضي. Source: WFP/Alan Ali
وأكد حماد ما تردد عن تواصل الحكومة السورية مع روسيا بهدف الضغط على الأتراك وعدم العبث بالأمن المائي في محافظة الحسكة وتحييد هذا الملف، وأضاف: "هناك سعي لإدخال الورشات الفنية العاملة في مؤسسة المياه لصيانة المحطة لانه لا بديل عنها."
المطلوب تسليم محطة علوك للحكومة الصسورية بضمانات دولية
ومما فاقم من خطورة الوضع في الحسكة، درجات الحرارة المرتفعة حيث وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، فضلاً عن مخاوف تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع نظراً لعدم توفر المياه وبالتالي استحالة غسل اليدين بشكل متكرر. وقال حماد إن وفداً من منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة وصلت إلى المحافظة للاضطلاع على الوضع ومحاولة الضغط على تركيا في المحافل الدولية.
والتقى محافظ المدينة غسان خليل بمندوب المنظمة في وسوريا، وأوضح في تصريحات صحفية إن الروس وعدوا بحلحلة الأمور على أن تصل المياه إلى الحسكة خلال 24 ساعة. وعن جهود الأمم المتحدة في الأزمة، وعد المنسق العام للمنظمة في سوريا عمران رضا بمناقشة الملف في نيويورك وجنيف بعد طلب مناشدة الحكومة السورية الأمين العام أنطونيو غوتيرشالتدخل لحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقال مدير صحة المحافظة الدكتور محمد رشاد خلف ان أزمة انقطاع المياه تسببت باتعكاسات خطيرة على صحة السكان، حيث تم تسجيل عدد كبير من حالات الإقياء بسبب المياه الموثة.
استمعوا إلى المقابلة مع الإعلامي فاضل حمّاد في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.



