من الخارج تبدو لعبة Sea Hero Quest لعبة عادية، تصميمات بالجرافيك وعدد من التحديات والجوائز، وكلما اجتزت مستوى تنتقل للذي يليه. اللعبة التي يستخدمها نحو 3 ملايين شخص حول العالم متوافرة على متجر الألعاب في جوجل وآبل لا تقتصر على توفير المتعة فقط لكنها أيضا تساهم في مكافحة الخرف وأمراض الشيخوخة. كل شخص يلعب هذه اللعبة لمدة دقيقتين فقط، ينتج بيانات تكافئ ما ينتجه المعمل في خمس ساعات.
هذه اللعبة ساهم في تطويرها علماء من جامعة لندن كوليدج وجامعة أيست آنجيلا ومركز دراسات آلزهايمر لجمع بيانات تساعد على فهم أفضل لأمراض الشيخوخة والخرف. المهارة الرئيسية في اللعبة هي التوجيه، فاللاعب يقوم بتوجيه سفينته عبر بحار ومستنقعات العالم ويقوم بتجاوز التحديات الموجودة في اللعبة، ما يعني أن اللعبة تنتج بيانات عن قدرة الأشخاص على التوجيه مع الوضع في الاعتبار اختلاف اللاعبين من حيث العمر والنوع والمكان وغيره. كيف يساعد ذلك علاج الخرف؟
واحدة من أول أعراض الخرف هو فقدان قدرات التوجيه، سواء لنفسك أثناء المشي أو في القيادة. أحد العوائق لفهم مرض الخرف كانت التمييز بين تدهور القدرات نتيجة التقدم الطبيعي في العمر والتدهور الناتج عن المرض، ويعود هذا لعدم وجود بيانات كافية عن متوسط المسار الصحي "الطبيعي" للإنسان.
الآن، أثناء اللعب تسجل اللعبة بيانات حول قدراتك على التوجيه، وتخزنها في مكان آمن ثم تقارنها مع الثلاثة ملايين لاعب الآخري حول العالم، ما ينتج أكبر قاعدة بيانات عن وعي الإنسان بالمساحة المحيطة به وقدراته على التوجيه في ظروف مختلفة. لنفهم هذا الإنجاز ينبغي أن نعرف أن ثاني أكبر دراسة صممت لنفس الغرض شملت 599 شخصا فقط، أي أن اللعبة ضاعفت حجم العينة المشمولة في الدراسة بأكثر من نصف مليون مرة.
ويأمل العلماء أن تقوم وسائل التحليل المتطورة للبيانات بالاعتماد على ما تنتجه اللعبة من أجل المساهمة في تطوير أدوات للتشخيص والعلاج من أمراض الخرف أكثر كفاءة مما نملك الآن.

Sea Hero Quest icon as seen in app stores Source: Apple app store
الاستماع للتقرير كامل حول اللعبة في الرابط أعلاه



