تصل اليوم الموافق 28 أغسطس آب في أستراليا فاعليات "زهرة النرجس البري" إلى ذروتها فيما يعرف باسم Daffodil Day، وهو يوم مخصص للتضامن مع مرضى السرطان في جميع أنحاء البلاد من خلال التبرع أو عقد فاعليات للتوعية أو حتى مشاركة الدعم مع كل من يحارب هذا المرض.
وقال مجلس مكافحة السرطان في أستراليا أنه في كل أربع دقائق يصاب أسترالي جديد بمرض السرطان، وهي واحدة من عدد من الحقائق الصادمة التي تلقي عليها فاعليات يوم النرجس الضوء.
سيمار عماد أحد هي أحد الوجوه التي تقوم بالتوعية بخصوص مرض السرطان في أستراليا خاصة بين أبناء الجالية العربية، فهي تتحدث من خلال خبرتها الشخصية ورحلتها مع سرطان الثدي التي بدأت عام 2011.
وقالت سيمار "ظهر بروز صغير في صدري، فذهبت إلى الطبيب مباشرة لإجراء فحص وجاءت النتيجة أنني مصابة بسرطان في الثدي اليمين." وأضافت "فوجئت بالتشخيص وكانت صدمة كبيرة لأنني كنت لا أزال في التاسعة والعشرين من عمري وأولادي ما زالوا صغارا."

Simar Imad
وقالت "كانت أول ردة فعل لي أنني فكرت في الموت، وأنني سأفارق الحياة لا محالة، وفكرت في أولادي الصغار وكنت خائفة للغاية." وأضافت "لكني تشبثت بالحياة من أجل أبنائي لكي أراهم يكبرون أمام عيني وقمت باتباع جميع العلاجات."
ورغم الصدمة المبدئية إلا أن الإصابة بهذا المرض كانت بابا لتعيد سيمار عماد اكتشاف نفسها من جديد: "اكتشفت عن نفسي أشياء لم أكن أعرفها، اكتشفت أنني قوية وأستطيع التحمل وأنني إيجابية، وكنت أصلي وأدعو ربي أن يعطيني العمر من أجل تربية أولادي."
وتشدد سيمار على أهمية الدعم للمريض خاصة في بداية مشواره حيث تتذكر صعوبة الخطوات الأولى: "أهلي جميعا في لبنان ولكن دعم المقربين لي كان مهما للغاية وساعدني في التغلب على تلك المرحلة."

Simar Imad
وأضافت "كانوا بجواري، ما جعلني أشعر أن بإمكاني مشاركة مشكلتي والمرض الذي أعاني منه، لا أن أظل خائفة ومنزوية، بل كنت أحكي للجميع عما أصابني."
اعتبرت سيمار نفسها مصابة بمرض كأي مرض عادي ورفضت أن يمنعها هذا المرض من ممارسة حياتها وتربية أبنائها. وقالت "تعرفت على أكثر من شخص، رجال ونساء، مصابين بالسرطان وقرروا متابعة عملهم اليوم دون أن يوقفهم شيء، فاتخذت نفس القرار بالنسبة لحياتي."
وأكدت "لم أسمح لشيء بمنعي من العطاء، وقررت أن أكون موجودة في حياة الناس المحيطين بي وأوعي الجالية بأهمية الفحص المبكر." وأضافت "وحتى في ظل الكورونا، أعمل أونلاين، وأجري ست محاضرات أسبوعيا للجاليات العربية وأتواصل معهم دائما ونمنح الدعم لبعضنا."
وخلال الأعوام الماضية، حافظت سيمار على التزامها باتباع النصائح الصحية والمتابعة الدقيقة مع الأطباء: "كل عام أذهب لعمل فحص وكل عام أكون خائفة من النتيجة، دائما هناك خوف في مرحلة ما، ولكن ما يدفعني للاستمرار أن الفحص تكون نتيجته جيدة وأنا صحتي جيدة ولدي تفاؤل أيضا بالمستقبل."
المزيد في التدوين الصوتي اعلاه مع موظفة التنمية المجتمعية في منظمة Arabic Welfare السيدة سيمار عماد