عندما وصلت زينب جوادي أستراليا عام 2013 كانت تعاني من آثار صدمة معايشة ثلاثة حروب في بلدها العراق. زاد من توتر زينب وإحساسها بالضغط النفسي بعض المشاكل الأسرية. لكن حالة زينب النفسية تحسنت بشكل كبير بسبب نشاط كان جديدا تماما بالنسبة لها.
النقاط الرئيسية
- بدأت زينب بممارسة اليوجا من خلال كورس مجاني مخصص للنساء اللاجئات
- يمكن أن تصبح اليوجا جزءًا من علاج أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة
- تشبه زينب اليوجا بالعلاج الفيزيائي أو ما يعرف بphysiotherapy
وجدت زينب في اليوجا ضالتها المنشودة حيث منحتها الهدوء النفسي والراحة الجسدية.
بدأت زينب بممارسة اليوجا من خلال كورس مجاني مخصص للنساء اللاجئات وحسن ذلك من حالتها كثيرا.
تقول زينب: "كنت أشعر بفرق واضح بعد كل جلسة. بدأت آلام ظهري بالتلاشي شيئا فشيئا وتحسنت حالتي النفسية بعد أن كنت أعاني من الاكتئاب."
بحسب كلية جون هوبكنز للطب فإن لليوجا فوائد صحية بدنية وعقلية للأشخاص من جميع الأعمار حيث يمكن أن تصبح اليوجا جزءًا من علاج أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومن المحتمل أن تسرع من الشفاء.
تقول National Institutes of Health في الولايات المتحدة إن الأدلة العلمية تُظهر أن اليوجا تساعد في التحكم في الإجهاد والصحة العقلية واليقظة والأكل الصحي وفقدان الوزن والنوم الجيد.
رأت معلمة زينب دانييل بيج منها اهتماما باليوجا فاقترحت عليها التقدم لمنحة لدراسة اليوجا كي تصبح معلمة هي أيضا.

زينب جوادي تقوم بتعليم اليوجا. Source: Supplied by Zainab Jawadi
"تقدمت للمنحة عام 2019 المقدمة من منظمة STARTTS ونجحت في الحصول عليها. وفرت المنحة لي دراسة 200 ساعة بالمجان مما أهلني لكي أصبح معلمة وليس فقط مدربة."
STARTTS هي منظمة متخصصة غير هادفة للربح تأسست في عام 1988. وهي تقدم العلاج والدعم النفسي لمساعدة الناس والمجتمعات على الشفاء من آثار الصدمات وإعادة بناء حياتهم في أستراليا.
تحكي زينب أنها واجهت بعض التحديات خلال فترة الدراسة حيث أنا كانت تخطو خطواتها في منطقة غير مألوفة لديها كمهاجرة.
تشرح زينب: "كنت أنا الوحيدة القادمة من غرب سيدني وكانت الكورس يتم تدريسه في منطقة موسمان الراقية."
أثار وجود زينب التي كانت ترتدي الحجاب وتغادر المكان لأداء الصلاة بعض التساؤلات من المشاركين الآخرين.
"جائتني إحدى المشاركات وقالت لي إنها وجدت صعوبة في تعليم بعض المهاجرين المسلمين الذين قالوا لها إن اليوجا ممارسة بوذية.
"شرحت لها كيف أن مفهومي أنا أننا كمسلمين يمكننا الاستفادة من الثقافات الأخرى مادام ذلك لا يؤثر علينا بالسلب."
اقرأ المزيد

اليوجا... من اجل حياة خالية من عذابات الحروب
تعود فلسفة اليوجا إلى التقاليد الهندية القديمة ويعتقد أنها تساعد العقل والجسم على التواصل.
ولكن في السنوات الأخيرة زادت شعبية اليوجا وأصبحت أكثر شهرة على مستوى العالم حيث تساعد الكثيرين على الاسترخاء وسط أسلوب حياة سريع ومزدحم.
تتحدث زينب عن الآثار العلاجية لليوجا وتشبهها بالعلاج الطبيعي أو ما يعرف بphysiotherapy.
"لليوجا تأثير علاجي قد لا يعرف عنه البعض. الوضعيات مشابهة للعلاج الطبيعي ولكننا في اليوجا نركز على التنفس أكثر."
رحلة زينب مع اليوجا كممارسة ثم كمعلمة جعلتها تشعر برغبة في نقل تجربتها الإيجابية لآخرين قد يستفيدون منها.

تقول زينب جوادي إن اليوجا تقوم بالتركيز على التنفس. Source: Supplied by Zainab Jawadi
تقول زينب: "أردت أن أساعد آخرين على تخطي آلامهم النفسية والجسدية وخاصة النساء اللاجئات."
تحكي زينب أنها قامت بتعليم مجموعات من خلفيات ثقافية عدة منها عراقية وخلفيات مهاجرة أخرى عانى أصحابها من معايشة صراعات وظروف عدم استقرار.
يقول الخبراء إنه بالإضافة للآثار النفسية والجسدية الإيجابية لليوجا فإن المشاركة فيها لها آثار اجتماعية إيجابية أيضا.
يمكن أن تخفف المشاركة في دروس اليوجا الشعور بالوحدة وتوفر بيئة للشفاء الجماعي والدعم خاصة في حالات اللاجئين أو أولئك الذين يعانون من آثار ما بعد الصدمة.
لم تكن زينب تعرف الكثير عن اليوجا قبل مجيئها إلى أستراليا وتعتقد أنه لا يوجد فهم كافي لدور اليوجا داخل الجالية العربية.

Source: Harvard Health Publishing
تقول زينب ضاحكة: "يعتقد البعض أن اليوجا هي فقط تلك الحركة الشهيرة التي يجلس فيها الشخص القرفصاء ويضع كفيه تحت ذقنه. لكن هناك الكثير من الوضعيات الأخرى."
ترى زينب بعض التردد من المهاجرين العرب عند الحديث عن اليوجا ولكن ما يبلث أن يتغير ذلك مع الممارسة.
"بعد معايشة التجربة بأنفسهم والشعور بتأثير اليوجا يغير الكثيرون وجهة نظرهم."