نفى الصحفي الأسترالي من أصول سودانية أمين الجمل صحة التقارير التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أشارت إلى احتمالية تسبب اغلاق مصر لبوابات السد العالي بما حل بالسودان: "الأسباب طبيعية ولا علاقة لها بالسد العالي ولا بأي دولة مجاورة."
تجدر الإشارة إلى أن فيضان نهر النيل في هذا الوقت من العام ليس بجديد، ولكن البنية التحتية المتهالكة في السودان ساهمت بشكل أو بآخر في فداحة الخسائر التي طالت تقريبا الولايات السودانية الثمانية عشر. وعلق الجمل على هذه النقطة بالقول: "لطالما عبر السودانيون عن غضبهم من طريقة تعاطي السلطات مع ملف الفيضانات وطالبوا بإجراءات استباقية للحيلولة دون تكرار هذه المآسي ولكن دون جدوى."
الكارثة أكبر من امكانيات السودان. الدعم العربي والدولي ومنظمات المجتمع المدني مطلوب.
سودانيون كثر كانوا يعلقون آمالهم على العهد الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام عمر البشير العام الماضي، وتسلم سلطة انتقالية لمقاليد الحكم ممثلة بمجلس الدفاع والأمن، ولكن الجمل اعتبر سقف التوقعات المرتفع غير منطقي فمن غير الممكن تحسين شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وإحداث نقلة نوعية في البنية التحتية خلال هذه الفترة القصيرة.
ما حل بالسودان وقع بعد أكثر من شهر بقليل من الانفجار الضخم الذي دوت أصواته المرعبة في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، وسرعان ما بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بالمقارنة بين حجم الدعم الشعبي والعربي والدولي الذي حظي به البلدين. ومع اختلاف المعطيات التي تحيط بالكارثتين، يصر الجمل – رغم تعاطفه الكبير مع لبنان – على أن الدعم العربية متواضع ولا يتناسب وحجم المأساة السودانية.

صور أقمار صناعية تظهر مدى الخراب الذي حل بالسودان جراء الفيضانات Source: Satellite image 2020 Maxar Technologies
ووافق الصحفي سوداني الأصل المقيم في ملبورن، على أن الأجندات السياسية تحدد إلى حد كبير ردود الفعل العربية والدولية: "هناك محاور في المنطقة تتارع على كسب تأييد السودان والسودانيين."
السودانين يربطون ما حدث معهم بكارثة بيروت والدعم غير المسبوق الذي حظي به لبنان. هناك تجاهل شبه كامل لما حدث في السودان.
ولم ينكر الجمل المسؤولية المترتبة على عاتق وسائل الإعلام السودانية والتي كان ينبغي عليها التحرك بشكل أسرع لإيصال صوت السودانيين إلى العالم ولكنها كانت مشغولة بأمور أخرى: "لدي عتب كبير على التلفزيون الرسمي السوداني الذي كان منشغلاً ببث الأغاني وبرامج الطبخ وتجاهل المصيبة التي حلت بالسودان."
وعلى الأرض، برزت مبادرات فردية ومجتمعية للتعاطي مع آثار ما بعد الكارثة التي شردت الآلاف، ومن أبرزها مبادرة نفير - كلمة متداولة في السودان بمعنى الهبة المجتمعية – ولكن الجمل يرى أن الخراب أكبر من بكثير من إمكانيات المتبرعين وقدرات الشباب العاملين على الأرض.
هل تمد استراليا يد المساعدة؟
يرى الجمل أن الدعم الأسترالي لن يتجاوز المساعدة التي ستسعى لتقديمها مؤسسات المجتمع المدني ولكن الدعم الحكومي وبشكل رسمي يبقى مستبعداً: "لا توجد علاقات بين استراليا والسودان ولا سفارة استرالية في السودان. لا أعتقد أن الحكومة ستلتفت لما يحدث هناك."
وفي الختام، حذر الجمل من الكارثة الصحية التي قد تحل بوطنه الأم إذا لم يتحرك العالم بسرعة لنجدة السودان: "الكارثة قادمة مع أمراض كالبلهارسيا وأمراض أخرى مرتبطة بالمياه الراكدة. السودان مقبل على كارثة صحية."
استمعوا إلى المقابلة كاملة مع الصحفي السوداني الأسترالي أمين الجمل في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.



