فمضيق هرمز، شريان الطاقة الأخطر، لم يُغلق فعلا بعد التلويح الايراني ، لكنه اختُطف كرهينة على طاولة التهديد، فتأهّبت أسواق النفط، وارتجفت سلاسل الإمداد، وارتفعت تكاليف التأمين والشحن كأن العالم بأسره يمرّ من تلك الفتحة البحرية الضيقة بين إيران وعُمان.
يقول د.محمد أبو الفول الباحث في جامعة سوينبيرن والمختص بشؤون الشرق الاوسط في حديث مع اس بي أس عربي "انه مجرد التلويح باغلاق مضيق هرمز كان يكفي لإرباك الأسواق ، فهو شريان الطاقة العالمي، يمر عبره نحو 30 بالمائة من تجارة النفط المنقول بحرا أي تعطيل، حتى ليوم واحد، كفيل بإشعال أسعار الطاقة".
مجرد التلويح باغلاق مضيق هرمز كان يكفي لإرباك الأسواق
ويمثل هذا المضيق طريقا لحوالي 20 بالمائة من تجارة الغاز المسال عالميا، وإذا انقطع مرور السفن خلاله، فإن ذلك سيكون سيكون له تفاقم خطير على أسواق الغاز.
تأثّرت أسعار الشحن فعلاً فقد قفزت تكلفة تأجير ناقلة عملاقة من الخليج إلى الصين من 18,600 إلى 78,000 دولار يوميا
ولم تكن أسعار النفط وحدها من تعرضت الى تقلبات فقد شهد قطاع النقل البحري قفزة في تكاليف التأمين بنسبة 30 إلى 45 بالمائة ، وارتفعت أسعار الحاويات عالمياً بأكثر من 40 بالمائة .
ويرى أبو الفول ان "التهديد المباشر لحركة التجارة عبر المضيق أطلق سلسلة تداعيات من تأخر الشحنات إلى تضاعف كلفة النقل، ومن الضغط على المصافي الآسيوية إلى اهتزاز الثقة بسلاسل الإمداد… كل ذلك بدأ قبل أن يُطلق الرصاص، وسيستمر حتى بعد إعلان الهدنة".
العالم سيبقى عرضة لصدمات عنيفة كلما ارتفعت التوترات في تلك المنطقة الحساسة
واكد أبو الفول أن "هذا التهديد سيكون حافزا لإعادة تشكيل سلاسل التوريد، وتحرير الأسواق من مركزية هذا الممر البحري. لكن هذا التحول يحتاج وقتا، وحتى حينها ، لافتا الى ان "العالم سيبقى عرضة لصدمات عنيفة كلما ارتفعت التوترات في تلك المنطقة الحساسة."
ومع تزايد حركة السفن الحربية والمسيّرات في محيط المضيق ، استعد المحللون ومديرو شركات الطاقة لاحتمالات التأخير الجزئي للإمدادات
وهنا اشار ابو الفول الى اهمية إعادة تشكيل لسلاسل التوريد ، مبينا انه على المدى المتوسط والطويل، ستسعى الدول والشركات إلى تنويع مصادر الطاقة وتعديل مسارات التجارة لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز ، وهذا يعني استثمارات أكبر في الطاقة المتجددة، وفي البنية التحتية للنقل البري والأنابيب، وربما في المخزونات الاستراتيجية لتعويض أي انقطاع مستقبلي.
وكان رئيس مجلس الشورى الايراني جدد ، وبعد اعلان الهدنة ، الحديث عن تاثير ايران على اسواق الطاقة وذلك في الجلسة العلنية للبرلمان، صباح الأربعاء، والتي تطرق فيها إلى أن الضربة الإيرانية التي استهدفت ما وصفه بـ"مركز قيادة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ، وفيها اكد ان "إيران لم تستخدم بعد كل قدراتها، مثل تأثيرها على سوق الطاقة العالمي".
وخفض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي عام 2025 من 2.8 في المئة إلى 2.3 في المئة، مشيرا إلى "تفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي" و"استمرار اضطرابات الإمداد".
وفي تحديث لشهر يونيوحزيران، حذّر صندوق النقد الدولي من أن "صدمات تضخمية ناجمة عن أسعار الطاقة" قد تُفشِل سيناريوهات الهبوط السلس في الاقتصادات المتقدمة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.