الجوع واليأس دفع أكثر من 150 شخصا للمجازفة بحياتهم وحياة أطفالهم وخوض مغامرة غير محسوبة في البحر هربا من واقع أليم في لبنان، باتجاه مجهول قد يوفر لهم أمان وعيش كريم.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ لبنان، تكرّرت مؤخراً محاولات الهجرة غير الشرعية. واعترضت السلطات القبرصية واللبنانية خمسة قوارب على الأقل، أقلّت أكثر من 150 مهاجراً سوريا ولبنانياً، بينهم نساء وأطفال.
وعلى متن إحدى القوارب التي حاولت المغادرة، كان الطفل محمد نظير محمد الذي لا يتجاوز عمره 20 شهرا. الطفل محمد كان على متن "عبارة الموت" قبل أن تظهر جثته على شاطئ البترون في لبنان وقد لفظ أنفاسه الأخيرة.
في الوقت نفسه تنتظر السيدة سعاد محمد جثة زوجها شادي رمضان البالغ من العمر 35 عاما، وقد خسرت بالفعل 3 من أقربائها في الحادث الأليم,
من جانبه قال الحاج طلال سيفو مسؤول العلاقات العامة في جمعية "المينا" في أسترالي لأس بي أس عربي24 "قوارب الصيد التي لا تتسع لعشرين شخص، يضعون عليها ما يزيد عن مئة وخمسين شخص." وقال "مهربو البشر يغررون بالناس بشتى الوسائل، ويقنعوهم أن الرحلة لن تستغرق أكثر من ست أو تسع ساعات على الأكثر يصلون بعدها الى شط الأمان وأرض الرخاء والأمان".
وأضاف الحج سيفو أن مهربي البشر يطلبون مبالغ كبيرة من الراغبين في السفر والذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة أصلا، قد تصل في بعض الأحيان إلى ستة ملايين ليرة للشخص الواحد.
وقال إن بعض الأشخاص يبيعون مقتنياتهم وأثاث بيتهم ظنا منهم أنهم في طريقهم للوصول "إلى الجنة"، حيث يتفنن المهربون، طبقا للحاج سيفو، في إغراء العائلات التي تعاني من أوضاع صعبة في اللجوء إلى هذا الحل المميت.






