يحتفل المجتمع الفلسطيني والعربي في أستراليا بهذا اليوم كل عام، بعد صدور قرار الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وفق القرار 32/40 ب. بعدما اعتمدت الجمعية العامة في ذلك اليوم من عام 1947 قرار تقسيم فلسطين (القرار 181).
وطلبت الجمعية العامة بموجب القرار 60/37 بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.
وفي العام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين. وقد أقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 أيلول/سبتمبر 2015.
في هذا السياق، وفي لقائه مع أس بي أس عربي، تحدث بشير صوالحة، رئيس اتحاد عمال فلسطين في أستراليا وأمين سر حركة فتح في أستراليا، عن رمزية هذا اليوم وأهمية الاحتفاء به، معتبرًا صوالحة أن هذه المناسبة ليست مجرد حدث سنوي، بل تذكيرٌ للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية ما تزال دون حل، وأن حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، حقوق لم تتحقق بعد رغم عقود طويلة من الانتظار.
ويشير صوالحة إلى أن ما جرى عام 2015 حين رُفع العلم الفلسطيني لأول مرة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لم يكن مجرد لحظة احتفالية، بل خطوة رمزية عززت حضور فلسطين على الساحة الدولية، وأعادت التأكيد على عدالة مطالب شعبها.

امين سر حركة فتح في استراليا ورئيس اتحاد عمال فلسطين في استراليا السيد بشير صوالحة
في أستراليا، يستعد اتحاد عمال فلسطين مع النادي الفلسطيني في سيدني ، لتنظيم فعالية خاصة بهذه المناسبة، يشارك فيها ممثلون عن أحزاب سياسية، دبلوماسيون، رؤساء بلديات، نقابيون، أكاديميون، رجال دين، ونشطاء من خلفيات عربية وأجنبية. ويؤكّد الصوالحة أن الهدف من هذه المشاركة الواسعة هو تعزيز جسور التضامن، وتوحيد الصوت الهادف إلى دعم حقوق الفلسطينيين في المحافل المختلفة.
وتتضمن الاحتفالية فقرات ثقافية تعبّر عن أصالة الهوية الفلسطينية، من الدبكة التقليدية وعزف العود والناي، وصولًا إلى مقطوعات تراثية تُدخل الحضور في أجواء فلسطين. كما سيُعرض فيلم قصير يوثّق جانبًا من المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني في الداخل.
اتحاد عمال فلسطين و النادي الفلسطيني في أستراليا إرث يمتد منذ السبعينيات
يستعيد صوالحة ذاكرة العمل الفلسطيني المنظّم في أستراليا، مشيرًا إلى أن اتحاد العمال والنادي الفلسطيني هما من أقدم المؤسسات الفلسطينية في البلاد، إذ تأسسا مطلع السبعينيات ولا يزالان يعملان في خدمة الجالية. ويؤكد أن دور الاتحاد يتجاوز الجانب الاجتماعي، ليشمل دعم أبناء الجالية في ملفات الهجرة، الترجمة، تعبئة الاستمارات، والتواصل مع الوطن الأم.
كما ينظم الاتحاد فعاليات سنوية مثل الاحتفال بالخريجين من أبناء الجالية، إضافة إلى لقاءات اجتماعية تهدف لتعزيز التواصل بين العائلات، وإحياء المناسبات الوطنية كذكرى النكبة، يوم الأرض، وشهر رمضان.
صوت فلسطيني في قلب المشهد السياسي الأسترالي
لا يقتصر دور الاتحاد على النشاط المجتمعي، بل يمتد إلى التواصل مع النقابات العمالية والبرلمانيين الأستراليين. ويؤكد صوالحة أن لهذه الجهود تأثيرًا ملموسًا في نقل رؤية الفلسطينيين ومطالبهم، والضغط لوقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني. ويتحدث عن عضويته في حزب الخضر الأسترالي منذ 25 عامًا، ومساهمته في الدفع باتجاه مواقف أكثر إنصافًا للقضية الفلسطينية داخل الحزب.
كما ثمّن بشير صوالحة اعتراف حزب العمال الأسترالي بالدولة الفلسطينية، موجهًا الشكر لعدد من قادة الحزب الذين وقفوا إلى جانب العدالة والحقوق المشروعة.
هذا وتقام الاحتفالية هذا العام في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر، وهي دعوة خاصة للمدعوين نظرًا لاكتمال الطاقة الاستيعابية للمكان. لكن الصوالحة يعد بأن تكون هناك فعاليات مستقبلية مفتوحة للجميع، تقديرًا للجالية الفلسطينية والعربية الواسعة في أستراليا.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.




